المنسق الإنساني الإقليمي في الأمم المتحدة: لم نتلق إلا نصف التعهدات لمساعدة سوريا

فيشر لـ«الشرق الأوسط»: الوضع كارثي وتجاوز أكثر من خط أحمر

TT

كشف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المنسق الإنساني الإقليمي نايجل فيشر عن تلقي الأمم المتحدة فقط نصف قيمة مبالغ التبرعات التي تعهدت بها دول العالم لمساعدة الشعب السوري. ووصف فيشر في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» الوضع الحالي في سوريا بأنه «الكارثي»، وأنه «تجاوز أكثر من خط أحمر وليس فقط الخط الأحمر المتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية، بعد سقوط 120 ألف قتيل وملايين المشردين واللاجئين».

وقال فيشر «رغم الحديث عن تجاوز نظام الرئيس بشار الأسد الخط الأحمر فإنه بالنسبة لي جرى تجاوز كثير من الخطوط الحمر خلال الفترة الماضية بقتل وتهجير آلاف السوريين».

وذكر فيشر أنه مهتم بضرورة أن يكون الجميع فاعلين تجاه الأزمة السورية وأن تصل المساعدات للمحتاجين أينما كانوا، معتبرا أن هذا الأمر لا يقتصر على الأمم المتحدة فقط بل يشمل أيضا عموم المجتمع الإنساني. وقال: «مهمتنا ليست سياسية بل إنسانية وتتمثل بالوصول إلى المحتاجين أينما كانوا وهذا ما يجب التأكيد عليه لكل من لديه اهتمام بما يحدث في سوريا».

وبين فيشر في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر السنوي الرابع بشأن الشراكة الفعالة وإدارة المعلومات، الذي عقد مؤخرا في الكويت، أن دوره كمنسق إقليمي يتمثل بتمكين العاملين في المجال الإنساني والإغاثي من القيام بعملهم قدر المستطاع سواء داخل سوريا أو في الدول التي يوجد بها لاجئون سوريون.

وأوضح فيشر أن اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان والعراق بدأوا يضغطون على هذه الدول وكذلك على المجتمعات المحيطة التي يوجد بها السوريون، داعيا إلى مساعدة هذه الدول «لأننا لا نريد لها الضرر لمجرد أن السوريين يتدفقون إليها، فهذه كارثة إنسانية على مستوى اللاجئين وبدأت الدول المحيطة بسوريا التأثر بها».

وفيما يتعلق بإصدار قرار أممي ضد نظام الرئيس بشار الأسد على خلفية استخدام أسلحة كيماوية، تمنى فيشر أن ينتهي الحوار الدبلوماسي الذي فتح حول منع استخدام تلك الأسلحة إلى تمكين مساعدة السوريين المحتاجين. وقال: «يجب ألا يشتتنا التركيز على مسألة استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا عن حقيقة ما يجري على الأرض من قتل مئات الآلاف من السوريين والملايين الذين تأثروا بالأحداث والخطوط الحمر التي جرى تجاوزها خلال العامين الماضيين ومنها تعثر إيصال المساعدات للمحتاجين وقتل عمال الإغاثة وقصف ومهاجمة المستشفيات».

وقدر فيشر ما اعتبر أنه «كرم سخي» من المجتمع الدولي تجاه سوريا مشيرا إلى أن هذا الأمر لم يقتصر على الغرب بل يشمل أيضا دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها الكويت التي قدمت تبرعات سخية وكذلك المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون.

ورأى فيشر أن دوره يتمثل بتقليص الهوة التي قد تحدث أحيانا بين المتبرعين القدامى والجدد من جهة وبين المنظمات الأهلية العاملة بالمنطقة ونظيرتها التي تعمل بالخارج، وهو ما يحتم على الجميع العمل سويا.

وكشف عن أن الأمم المتحدة حصلت فقط على نصف ما تعهدت به دول العالم لمساعدة سوريا، مبينا أهمية الأخذ بالاعتبار أن هناك 5 ملايين شخص تضرروا وتشردوا داخل سوريا وهناك 2.5 مليون لاجئ سوري بالخارج، وهذا يعني أن الاحتياجات مهولة. وأضاف: «علينا أن نعمل داخل إطار التعهدات المقدمة من الدول للأمم المتحدة وكذلك خارج إطار هذه التعهدات لنرى كيف سنتمكن من العمل مع بعضنا للإيفاء بالاحتياجات اللازمة، كما سنعمل على إيجاد بدائل وتحديد أولويات مبنية على معلومات دقيقة وتعاون جيد».

واختتم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المنسق الإنساني الإقليمي تصريحه متوقعا أن تأخذ الأزمة السورية حيزا من النقاش خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ستكون هناك اجتماعات ثنائية ستتناول سوريا والوضع في الأردن ولبنان وغيرهما من الدول المتأثرة بما يحدث في سوريا. وقال: «من المهم أن يناقش ذلك في إطار اجتماعات الأمم المتحدة، وكذلك سينتظر الجميع ما ستسفر عنه النقاشات المتعلقة بالأسلحة الكيماوية ومدى تقدمها والأهم من ذلك تقدير الاحتياجات الفعلية لمساعدة السوريين أينما كانوا».