وزير الطاقة المصري لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لحكم ديمقراطي بـ«القانون والدستور»

أحمد إمام قال إن واشنطن بدأت تغير موقفها من ثورة 30 يونيو

TT

حوار سياسي: قال وزير الكهرباء والطاقة المصري أحمد إمام إن مصر بعد ثورتين أدهشتا العالم لن تُحكم إلا بحكم ديمقراطي، نافيا أن تتوفر لأي جهة القدرة على السيطرة بغير إعلاء القوانين والالتزام بالدستور. وشدد على أنه «لا كبير على مصر»، مؤكدا أن الحكومة المصرية تمضي حاليا وفق خارطة طريق من أجل تأمين إقرار الدستور الجديد، وقيام الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ومن ثم تكوين حكومة مستقرة.

وتابع الوزير المصري قائلا، في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في العاصمة النمساوية فيينا، إن واشنطن بدأت تغير موقفها من ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، وإن لم تعلن ذلك صراحة، موضحا أن العلاقة بين القاهرة والخرطوم تؤثر عليها تبعية الرئيس السوداني عمر حسن البشير لجماعة الإخوان المسلمين.

وترأس إمام خلال زيارته لفيينا وفد بلاده مشاركا في الدورة الـ57 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المنعقد بمقر الوكالة من 16 إلى 20 الشهر الحالي.

وإلى أهم ما جاء في الحوار..

* هل يمكن وصف المرحلة التي تمر بها مصر حاليا؟

- تمر مصر حاليا بمرحلة بناء وخلق. مصر تسعى لمنظومة حرية وعدالة وديمقراطية. لقد مر الكثير، ولم يبقَ إلا القليل لاستقرار دائم.

* ألا ينتابكم ندم على الطريقة التي فضضتم بها الاعتصامات؟

- مصر لن تُحكم بحديد ونار، وإنما وفق نظام ديمقراطي. الشعب المصري بعد ثورتين أدهشتا العالم لن يقبل بغير حكم ديمقراطي، والحكومة تعمل حاليا وفق خارطة طريق لانتخابات برلمانية فرئاسية، ومن ثم تكوين حكومة شعبية. أما بخصوص استخدام القوة لفض الاعتصامات؛ فهناك من خرجوا 30 يونيو، وهم من يرغبون في حكم ديمقراطي، بالمقابل هناك من لجأوا لإجراءات غير قانونية وغير ديمقراطية وفوضى واستيلاء على المستشفيات واعتداءات على الشرطة، ولا بد أن يعرف الجميع أن ما حدث بمصر هو تطبيق للقوانين التي لا تقر بأن يقوم كل من له رأي آخر بالحرق والتدمير وقتل الشرطة. هذا تسيب وفوضى لو استمر لخربت مصر، التي هي الأهم.

* هل تعتقد أن مصر تحتاج لحكم بقبضة قوية وسيطرة عسكرية؟

- لا أعتقد أن ما حدث عبر ثورتين يقول إن مصر ستُحكم عسكريا. مصر ستُحكم بأبنائها، وأبناؤها هم الذين سيختارون كيف تُحكم، ولن يستطيع أحد السيطرة إلا بواسطة إعلاء القوانين والدستور. لا يوجد أحد أكبر من مصر. مصر فوق الجميع، و«الجميع» تعني الجميع دون استثناء. خلال شهرين، سيجري الاستفتاء على الدستور، ثم بعدها بشهرين ستجري انتخابات البرلمان الجديد.. وبعد ذلك بشهرين انتخاب رئيس الجمهورية. وبعده تشكيل حكومة جديدة وفقا لأغلبية مجلس الشعب. بمعنى أنه في نصف العام المقبل تكتمل كل هذا الإجراءات.

* متى تقدمون الرئيس المخلوع محمد مرسي لمحاكمة، كما أعلنتم؟

- التي تقرر هي جهات قانونية، وطالما أن الأمر معروض على القضاء فلا كلام لغير القضاء، وهو مؤسسة مستقلة، وحين يقول القضاء تسمع الحكومة.

* وكيف هو واقع حال مشكلة الكهرباء الآن؟

- ما زالت هناك مشكلة. منذ ثلاث سنوات، ظلت مشاريع تطوير الآبار والاستثمارات في قطاع البترول متعسرة.

* وما خططكم؟

- هناك خطة قصيرة الأجل لاستيراد الوقود اللازم من الخارج وخطة طويلة الأمد لتطوير الحقول، لتكتفي مصر 2017، بشرط دفع الاستثمار والمتأخرات.

* هل تتوقعون رفع الدعم؟

- تحتاج منظومة الدعم في مصر لحلول غير عادية. حلول ابتكارية غير تقليدية لضمان وصول الدعم لمستحقيه فقط، وليس للجميع، كما هو الحال الآن. على سبيل المثال يستفيد من دعم البنزين ودعم الكهرباء الكل.. الغني والفقير على السواء. إن دعم الطاقة والوقود يمثل 35 في المائة من الميزانية، وهو الكتلة الأكبر في الميزانية.

* وما الحل؟

- يتمثل الحل في قطاع البترول وضرورة إعادة هيكلة لإدارته بطريقة اقتصادية تماما كما تم العمل مع قطاع الكهرباء عام 1998، حيث تم دخول القطاع الخاص وتم استخدام للطاقة المتجددة، وقريبا الفحم، كما ستدخل الطاقة النووية بمجرد انتخاب البرلمان الجديد وعرض المشروع عليه، خاصة أن المشاريع النووية مشاريع طويلة الأجل لـ10 سنوات، لذلك لا بد من قرارات برلمانية شعبية بخصوصها لتعضيدها واكتساب قراراتها قوة.

* وأنت تشارك الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر مؤتمرها العام في اتخاذ قراراتها؛ ما رأيكم بقضية الملف النووي الإيراني؟

- أي نووي؟ السلمي كمحطات كهرباء؟ أم نووي خاص بأسلحة؟

* نووي كقضية ملف تتحدث عنه الوكالة الدولية.

- هناك ملفان؛ لاستخدامات مدنية لا غبار عليه، والآخر لا أعلم عنه شيئا.

* وما تعليقكم على إلغاء المؤتمر الخاص الذي كان مقررا لخلق منطقة شرق أوسط تخلو من السلاح النووي؟

- إلغاء المؤتمر خطأ، وكنا قد طالبنا بقيامه.

* هل تعتقد «أنهم» يمكن أن يدينوا إسرائيل؟

- أنا أعتقد شيئا آخر. أعتقد أن البلاد العربية لو اجتمعت واتحدت وتعاونت لقويت، ولن تصبح هناك مشكلة. وما الدائر من حولنا إلا استراتيجيات أميركية ومحاولات لتفكيكنا. انظري السودان أصبح دولتين (وداخل على ثلاث) انظري لسوريا الآن، وانظري كيف هو العراق.

* ماذا عن علاقتكم مع الإدارة الأميركية؟

- أعتقد أنهم بدأوا يغيرون موقفهم من ثورة 30 يونيو، لكن يبدو أنهم يشعرون بالحرج لقول هذا صراحة. كان عندهم مخطط أعتقد أنه قد فشل أو في طريقه للفشل.

* وما الذي يشوب علاقتكم بالحكومة السودانية؟

- علاقة البشير والإخوان المسلمين هي المؤثرة بين مصر الرسمية ونظام البشير.. الحقيقة أن البشير مع «الإخوان». و«الإخوان» مخططهم عمل دولة إسلامية تجمعهم كلهم، ومنهم أخونا البشير.. أساس نواة تلك الدولة مصر، ولهذا سارعوا للاستحواذ، ظنا بأنهم أكبر من مصر. وهكذا قضوا على أنفسهم.

* ماذا تقولون عن التسجيلات الصوتية التي انتشرت أخيرا بصوت الرئيس الأسبق حسني مبارك؟

- ثلاثة أرباعها مفبرك، بل 99.99 مفبرك. مثلها مثل الشائعات التي يطلقونها كبالونات اختبار يبنون عليها حسابات خاطئة. وهناك مثال؛ قبل أيام فقط قالوا إن 12 مليون «مواطن» لم يدفعوا فاتورة الكهرباء، أي نسبة 75 في المائة من القطاع المنزلي، قاصدين بذلك الترويج لعصيان مدني. وقالوا إنني قلت 5 في المائة، على الرغم من أنني لم أرد.. لم أرد مطلقا.

* وما نسبة التسديدات؟

- نسبة الدفع 85 في المائة، وهي نسبة معقولة خاصة أن الانفلات الأمني أدى لحدوث سرقات للكهرباء.

* أعطنا نسبة لدرجة تفاؤلك بالأوضاع في مصر.

- طوال عمري أثق في مصر، وأعرف أن «مصر قيمة»، وأن مصر هي الباقية. مشكلة مصر في أولادها الذين يحاولون حرقها، لكن مصر «لحقت نفسها».

* ما مدى إحساسك بالأمن والأمان؟

- عندنا آمال كبيرة في أن تسير الأمور في اتجاه تحقيق الأمن. نعم هي بطيئة، لكن في فترة قصيرة سيتحقق الأمن، واليوم ليس كما كان الحال من 10 أيام مثلا، وهكذا.