القاهرة تؤكد لواشنطن التزامها بخارطة الطريق واستقلال القضاء ومحاربة «الإرهاب»

السلطات تواصل توقيف المتشددين

TT

أكدت القاهرة لواشنطن أمس التزام الحكام الجدد في مصر بخارطة الطريق واستقلال القضاء ومحاربة «الإرهاب»، بينما واصلت السلطات الأمنية من الجيش والشرطة توقيف مزيد من المتشددين في عدة محافظات بينها سيناء والجيزة وبني سويف والإسكندرية، فيما حذرت الحكومة في اجتماع للمجموعة الاقتصادية أمس «المتلاعبين بقوت الشعب» وتعهدت بضبط الأسعار ومراقبتها.

والتقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، على هامش زيارة فهمي الحالية لنيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والستين. وأكد فهمي للجانب الأميركي التزام الحكومة المصرية بتوفير الأمن للمواطن، ومحاربة أعمال العنف والإرهاب في إطار القانون، مشددا على أن تلك الحرب لن تثني الحكومة المصرية عن المضي قدما في العملية السياسية التي تشمل كل أبناء الوطن، ما داموا ملتزمين بالسلمية ونبذوا العنف وأدانوا الإرهاب وغير مطلوبين على ذمة قضايا جنائية.

وقالت وكالة الأنباء المصرية الرسمية إن اللقاء مع كيري تناول العلاقات الثنائية وتطورات المشهد الداخلي في مصر، فضلا عن القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، خاصة القضيتين السورية والفلسطينية، مشيرة إلى أن فهمي شدد على استقلال القضاء في بلاده وعدم التدخل في شؤونه بما في ذلك أوامر الضبط والإحضار والإحالة التي تصدر من النيابة العامة بحق المطلوبين للتحقيق.

ووفقا للمصدر نفسه، تناول لقاء «فهمي - كيري» خارطة المستقبل أو خارطة الطريق التي جرى بموجبها عزل الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم مطلع يوليو (تموز) الماضي. وجدد الوزير المصري التأكيد على التزام الحكومة بتنفيذ خارطة الطريق التي تتضمن إجراء تعديل في الدستور المعطل، يعقبه الدخول في الانتخابات البرلمانية والرئاسية مطلع العام المقبل، «باعتبار أن ذلك يحقق المطالب المشروعة للشعب المصري الذي خرج من أجلها في 30 يونيو الماضي لبناء ديمقراطية حديثة».

وفي القاهرة، واصل الحكام الجدد أمس تنفيذ الخطة الأمنية - الاقتصادية التي تستهدف بسط الاستقرار في عموم البلاد بالتزامن مع محاولات لإشعار المواطنين بتحسين الخدمات الأساسية وضبط الأسعار.

وواصلت الأجهزة الأمنية ملاحقة «العناصر المتشددة» في عدة ضواحي بالعاصمة المصرية والمحافظات بما فيها سيناء. وتمكنت الشرطة أمس من القبض على متهم رئيس في مذبحة مركز شرطة كرداسة، التي وقعت قبل شهر في ضاحية تابعة لمحافظة الجيزة القريبة من العاصمة، بينما أفادت مصادر أمنية أن قوات الجيش والشرطة المكلفة بتأمين محافظة بني سويف (جنوب القاهرة) ألقت القبض على 19 متهما في وقائع اعتداء وتخريب لمنشآت أمنية والاستيلاء على محتوياتها بمدينة سمسطا بالمحافظة، وأضافت أن بين المتهمين قياديين في جماعة «الإخوان» ببني سويف.

وفي محافظة الإسكندرية قررت النيابة حبس 28 من مؤيدي مرسي 15 يوما على ذمة التحقيقات في اشتباكات وقعت يوم الجمعة الماضي، ووجهت لهم النيابة تهما من بينها تعطيل المواصلات العامة والخاصة، وعرقلة حركة المرور، والتعدي على المواطنين بالأعيرة النارية مما أدى لإصابة تسعة من المواطنين.

وفي سيناء، واصلت قوات الجيش والشرطة لليوم الـ17 على التوالي، عملياتها هناك. وقال مصدر أمني إن الحملة أسفرت عن القبض على أكثر من 350 من المطلوبين ومن الجماعات المسلحة منذ بدايتها. وقالت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة‎ أمس إن قوات الجيش والأمن المركزي (الشرطة)، مدعومة بغطاء جوي مكثف من الهليكوبتر المسلح، تقوم بتنفيذ عملياتها الأمنية بشمال سيناء لمهاجمة الأوكار والبؤر الإرهابية والقبض على العناصر التكفيرية المسلحة والخارجين عن القانون، مشيرة إلى قيام «عناصر إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة بمداهمة (عدد من البؤر الإرهابية والإجرامية)» يوم أول من أمس (الأحد) في عدة قرى بسيناء.

وأضافت صفحة المتحدث العسكري أن العملية أسفرت عن «تدمير عدد 13 عشة والتي تستخدم كنقاط تمركز وانطلاق لهجمات العناصر الإرهابية.. وضبط سبعة هواتف جوالة تحتوي على مادة «تي.ان.تي»، إلى جانب «أسلاك كهرباء ومعدات تفجير.. وتدمير عربتي دفع رباعي التي يجري استخدمها بواسطة العناصر الإرهابية في مهاجمة الكمائن والنقاط الأمنية للجيش والشرطة في سيناء»، بالإضافة إلى «ضبط عدد ثمانية أفراد من العناصر الإرهابية والإجرامية الخطرة من المتورطين في زرع العبوات الناسفة التي تستهدف مركبات الجيش والشرطة بشمال سيناء»، وكذلك ضبط العديد من الأسلحة والمعدات القتالية الأخرى.