العاهل الأردني والرئيس اللبناني يناشدان العالم حل الأزمة السورية وتقديم الدعم للاجئين

مخاوف من تزايد أعداد النازحين إلى البلدين

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أثناء إلقائه كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (رويترز)
TT

بينما كان صوت الحكومة السورية غائبا في اليوم الأول من النقاش العام للجمعية العامة للأمم المتحدة، ناشد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس اللبناني ميشال سليمان، العالم لمساعدة الشعب السوري، والعمل على إنهاء معاناته. وفي خطابه أمام الجمعية العامة في نيويورك، أمس، قال العاهل الأردني إنه «يجب أن يكون للشعب السوري مستقبل.. حان الوقت لتسريع عملية انتقال سياسية في سوريا وإنهاء العنف والقتل وإعادة الاستقرار وحماية وحدة سوريا والتواصل مع كل فئات الشعب السوري لبناء مستقبل البلاد». وأضاف «مستقبل سوريا سيعتمد على الشعب السوري، لكن العالم أمامه مسؤولية وقدرة مساعدة». يذكر أن العاهل الأردني التقى بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صباح أمس لبحث الأزمة السورية.

وشدد العاهل الأردني على ضرورة مساعدة السوريين داخل بلادهم وخارجها، مذكرا الحضور بالعبء الذي يتحمله الأردن في استضافة اللاجئين السوريين. وحذر من إمكانية وصول عدد اللاجئين السوريين في الأردن إلى مليون، أي 20 في المائة من الشعب الأردني، قائلا «هذه ليست فقط إحصائيات بل أرواح ناس». وأضاف «لقد فتح الأردنيون أذرعهم لكل محتاج، ولكن لا يمكن لشعبي تحمل عبء تحد إقليمي ودولي». وتابع «الذين يعانون في سوريا يحتاجون من العالم أن يعملوا بحزم.. يجب السماح لوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين».

وكرس العاهل الأردني جزءا كبيرا من خطابه للتشديد على سماحة الدين الإسلامي وعمل علماء دين ومسلمين حول العالم من أجل السلام. ولفت إلى أن «الأردن نموذج للتعايش.. وسنعمل على حماية الأقلية المسيحية العربية وغيرها من أقليات». وأضاف «احترام الآخر هو الطريق إلى الأمام لنا جميعا».

وفي إشارة إلى الانتفاضات في العالم العربي، قال العاهل الأردني إن «الانتقال التاريخي» في المنطقة يحتاج إلى احترام جميع الأصوات، مطالبا بـ«بيت يشمل الجميع» في تلك الدول. وكرر العاهل الأردني موقفه المعروف المطالب بالسلام في المنطقة وحل النزاع العربي - الإسرائيلي، قائلا «مجتمعنا الدولي يجب أن يعمل على حل سريع للأزمة الأساسية في المنطقة». وأضاف «حان وقت إخماد هذا الحريق»، معتبرا أن «المحادثات التي انطلقت في يوليو (تموز) تظهر أنه من الممكن التوصل إلى حل». وتابع «نشيد بالرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ببدء المفاوضات، يجب ألا يحدث أي أمر يوقف سير المفاوضات» والتقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالرئيس اللبناني ميشال سليمان، أمس، بالإضافة إلى لقاء مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون مع الزعيمين. وأكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان ضرورة التوصل إلى حل سلمي في سوريا خلال لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما صباح أمس في مقر الأمم المتحدة. ويذكر أن سليمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس هما القائدان العربيان الوحيدان اللذان التقيا بأوباما في لقاء ثنائي على هامش الجمعية العامة هذا العام. وقال سليمان خلال لقائه أوباما إن بلاده تمر بظروف صعبة من جراء الأزمة السورية، موضحا أن هناك مليون سوري لاجئ في لبنان الآن، أي «ربع تعداد الشعب اللبناني». وتحدث لسليمان عن ضرورة تأمين سوريا من أجل وقف تدفق اللاجئين وحماية المدنيين.

وأعلن أوباما خلال لقائه مع سليمان عن منحة جديدة للبنان، قائلا إن بلاده «تدعم بشدة دور القوات اللبنانية المسلحة في إبقاء استقرار لبنان، واليوم نعلن عن 8.7 مليون دولار إضافية لتزويد الأجهزة المطلوبة لدعم القوات اللبنانية للأمن الداخلي ومهمات حماية الحدود».

ولدى الرئيس اللبناني جدول مزدحم في نيويورك هذا الأسبوع، مع اجتماع رفيع المستوى يترأسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وبمشاركة رئيس البنك الدولي جيم كيم في اجتماع رفيع المستوى لبحث سبل دعم لبنان.