مسيرات الغلاء في السودان تتحول إلى مطالب بإسقاط النظام

المحتجون أحرقوا دور الحزب الحاكم

TT

اندلعت مظاهرات احتجاجية غاضبة في أنحاء متفرقة من السودان، أمس، لليوم الثاني على التوالي، شملت مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم، وأم درمان، ومدينة ودمدني، رافضة القرارات التي اتخذتها الحكومة السودانية الأحد بزيادة أسعار السلع الأساسية والمحروقات. وأحرق المحتجون محطات البترول وحافلات النقل وبعض دور الحزب الحاكم، ورفعوا شعارات تطالب بإسقاط النظام ورددوا هتافات الربيع العربي «ارحل ارحل».. و«الشعب يريد إسقاط النظام». ودعت نقابة الأطباء السودانيين إلى العصيان المدني، وتمنت على القوات المسلحة تسلم السلطة في البلاد وتشكيل حكومة تكنوقراط للفترة الانتقالية.

وشهد عدد من أحياء مدينة أم درمان منذ فجر الثلاثاء، مظاهرات حاشدة قوامها طلاب المدارس الثانوية من الجنسين، وانضمت إليهم أعداد كبيرة من المواطنين.

وانطلقت شرارة الاحتجاج من مدينة مدني وسط السودان (186 كيلومترا جنوب الخرطوم)، منذ ثلاثة أيام، ظلت متواصلة حتى يوم أمس، بمظاهرة ضد الغلاء، بيد أن الشرطة تعاملت مع المتظاهرين بعنف لافت، وألقت عليهم الغاز المسيل للدموع بكثافة.

وانتقلت المظاهرات أمس إلى مدن أخرى من البلاد، إذ خرجت مدن المناقل وسط البلاد، وأم درمان والخرطوم ومدن أخرى، وشارك في احتجاجات أم درمان آلاف المواطنين، وشهدت بعض شوارع المدينة الرئيسة عمليات كر وفر بين المتظاهرين ورجال الشرطة والأمن، ثم تحول الأمر إلى صدامات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة أسفرت عن وقوع عدد من الضحايا، بينما شهدت مدن نيالا بولاية جنوب دارفور وود الحداد بوسط السودان، وعطبرة والقضارف أحداثا شبيهة، اعتقل خلالها أعداد كبيرة من المتظاهرين.

وأشعل المتظاهرون النار في إحدى سيارات المواصلات العامة، وعدد من محطات الوقود ومقر حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم بضاحية أم بدة، وترددت أنباء عن إصابة العشرات. وفي وقت لاحق، سيطر المتظاهرون على الشوارع الرئيسة بأحياء أم درمان، وأحرقوا إطارات السيارات في الشوارع، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، وأغلقت عددا من الطرق الرئيسة، مما أدى إلى توقف حركة المواصلات، بينما سمعت أصوات الذخائر في مناطق مختلفة من مناطق الاحتجاجات، ويتردد أن أحد طلاب كلية علوم التقانة قد لقي مصرعه في الأحداث، إلا أن الخبر لم تؤيده جهة رسمية. وشهدت منطقة السوق المركزية، جنوب الخرطوم، مظاهرات فرقتها الشرطة بالغاز المسيل للدموع والهراوات.

ودعت نقابة الأطباء السودانيين القوات المسلحة لتسلم السلطة وناشدت القوى السياسية والمدنية للاجتماع اليوم في مستشفى الخرطوم لإعلان العصيان المدني حتى إسقاط نظام الرئيس السوداني عمر البشير. وأدانت قوى سياسية ونقابية ما وصفته بوحشية قوات الأمن السودانية في التعامل مع المظاهرات السلمية.

وأكدت الشرطة السودانية مصرع شاب في احتجاجات شهدتها مدينة ود مدني، بينما يتردد في مواقع التواصل الاجتماعي وبين الناشطين أن عدد قتلى الأحداث تجاوز العشرة، وقالت السلطات إنها اعتقلت أكثر من 103 آخرين. وألقت السلطات القبض على عدد كبير من المتظاهرين في مدني، وأعلنت إغلاق المدارس إلى أجل غير مسمى.