قيادي في حزب بارزاني: آسفون لنتيجة «الاتحاد الوطني».. والحكومة المقبلة ستضم «التغيير»

أنصار «الديمقراطي الكردستاني» يأملون في أن يشكل نيجيرفان بارزاني الوزارة المقبلة

TT

نتائج الانتخابات البرلمانية وصورة الحكومة المقبلة في إقليم كردستان هي شاغل الناس، ومدار حديثهم في كل مكان هنا في أربيل عاصمة الإقليم. ففي حين أن المسؤولين السياسيين والحكوميين يكتمون أنفاسهم وتصريحاتهم ترقبا لما ستؤول إليه الأمور، فإن الناس يطلقون عنان تصوراتهم واعتقاداتهم لما يجب أن يحصل من سيناريوهات، وما يتسرب من أخبار أو تصريحات من هذا المسؤول أو ذاك، خاصة في ما يتعلق بالحزب الديمقراطي الكردستاني الذي حظر زعيمه مسعود بارزاني، رئيس الإقليم، على قيادييه إطلاق التصريحات بشأن تشكيل الحكومة.

لكن قياديا في الديمقراطي ذاته لم يستطع أن يحجب معلوماته ورأيه في ما سيحدث خلال الأيام اللاحقة. وقال لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «المكتب السياسي للديمقراطي الكردستاني منشغل باجتماعات مكثفة لتدارس الأوضاع ورسم سيناريو الحكومة الكردية المقبلة»، مؤكدا على أن «حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، سيكون جزءا من الحكومة وكذلك حركة التغيير التي يتزعمها نوشيروان مصطفى»، مضيفا أن «وضع حركة التغيير سيكون محرجا أمام جمهورها في حالة عدم اشتراكهم في الحكومة، بعد أن لاقت الحركة دعما قويا من ناخبيها ووصلت إلى المرتبة الثانية من حيث حصولها على المقاعد (22 مقعدا برلمانيا حسب النتائج الأولية حتى الآن)، إذ إن الحركة لا يمكن أن تبقى في خانة المعارضة، بعيدا عن موقع اتخاذ القرار السياسي».

وأضاف القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي فضل عدم نشر اسمه، قائلا «من المؤكد أن حزبنا سيشكل الحكومة بعد ائتلافه مع حليفه الاستراتيجي الاتحاد الوطني الكردستاني وانضمام بقية الأقليات والكوتات لهذا الائتلاف»، معربا عن «أسفنا الشديد للنتيجة التي حصل عليها الاتحاد (18 مقعدا حسب النتائج الأولية) فهو حزب عريق وناضل مع الحزب الأب (الديمقراطي) من أجل أن ينال شعبنا حريته وحقوقه، ونحن نعتقد أن غياب مام جلال في رحلة العلاج وإدارة العملية الانتخابية أثرا كثيرا على نتائج حلفائنا في الاتحاد».

أنصار الديمقراطي الكردستاني في معقلهم بأربيل مطمئنون لوضع حزبهم على الرغم من أنهم غير راضين عن النتائج، الشاب بكر محمد (26 سنة) يقول «نحن انتخبنا، أنا وعائلتي وأصدقائي الحزب الأب، الحزب القديم، الكبير، البارتي (الديمقراطي) الذي حقق لنا كشعب كردي الكثير، ولا ندري لماذا لم نحصل على أغلبية كبيرة تمكن حزبنا من تشكيل الحكومة»، مشيرا إلى «اننا نتمنى أن يشكل الأخ نيجيرفان بارزاني الحكومة المقبلة لأنه حقق الكثير لنا من بناء وازدهار اقتصادي واستقرار أمني، ونرجو ألا يقف حلفاء حزبنا كعقبات في وجه مشاريع بارزاني».

شلير توفيق (32 سنة)، موظفة في شركة خاصة، هي الأخرى من جمهور الحزب الديمقراطي، قالت «أنا كنت مقيمة في لندن قبل أن أعود مع عائلتي إلى أربيل، وهناك نعرف أن المعارضة هي دعم للحكومة من أجل تقدم البلد ومصلحة الشعب، لكن المعارضة هنا هدفها وضع العصي في دولاب الحكومة وعرقلة برامجها التنموية»، معربة عن أملها في أن «تتعلم المعارضة درسا في كيفية خدمة الإقليم والشعب وتشخيص أخطاء الحكومة ومساعدتها على تجاوزها». وأضافت شلير أنه «من العلامات الصحية أن تكون هناك معارضة كي ترصد أخطاء الحكومة وهذه هي الديمقراطية.. أما أن يكون الجميع في الحكومة فمن سيشخص أخطاءها؟».

نوزاد خليل (27 سنة)، خريج جامعة صلاح الدين في أربيل، هو من أنصار حركة التغيير، قال «هذه النتائج مزورة، وأنا أعتقد أن حركتنا كوران (التغيير) حصلت على أصوت أكثر، وكنا نأمل أن تشكل الحركة الحكومة لنحقق برنامجا تنمويا يمنع الفساد المالي والإداري»، مشيرا إلى أن «حركة التغيير استقطبت أصوات الشباب والمواطنين الحريصين على تغيير الأوضاع في الإقليم، فقد مللنا من أن يكون البارتي (الديمقراطي) والييكتي (الاتحاد الوطني) هما حزبا السلطة ونحن في المعارضة».

خيبة الأمل، بلا شك، بادية بوضوح على أنصار وجمهور الاتحاد الوطني الذين سيكون من الصعب عليهم استيعاب خسارتهم الكبيرة في هذه الانتخابات. ويقول آزاد محمد ( 37 عاما)، وهو معلم مدرسة ابتدائية في ريف أربيل «لا أصدق ما وصل إليه حزبنا العريق والمناضل».