الحوار اليمني يقترب من نقطة الحسم.. وقضية الجنوب آخر العقد

مصدر مسؤول: اختتام النقاشات نهاية الأسبوع.. وفريق بناء الجيش يجرم التمرد والاعتصامات

TT

يواصل مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن أعماله في وقت أكدت فيه مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «النقاشات وصلت إلى مرحلة حاسمة وقد تختتم بنهاية الأسبوع الحالي»، مشيرا إلى أن بعض الخطوات المهمة تم الاتفاق عليها فيما لا تزال بعض القضايا الخلافية عالقة حتى اللحظة. وذكرت المصادر أن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر يواصل مساعيه الحثيثة للتوصل إلى اتفاق بين مختلف الأطراف حول القضايا المختلف بشأنها في سباق مع الزمن قبل موعد اختتام الجلسات بنهاية الشهر الحالي.

وقال ياسر الرعيني، نائب أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل باليمن لـ«الشرق الأوسط» إن «معظم القضايا العالقة أحيلت إلى لجنة التوفيق في المؤتمر»، وأعرب عن اعتقاده بأن كل القضايا سيتم حلها بسهولة وأن القضية الجنوبية هي المشكل الوحيد في الوقت الراهن، دون أن يخوض في تفاصيل الأمر. وأشار الرعيني إلى أنه ومع نهاية الأسبوع الحالي ستكون كل القضايا قد حلت في مؤتمر الحوار الوطني، هذا في وقت ما زالت لجنة الـ(8 +8) المكونة من عناصر من الشمال والجنوب، تواصل المفاوضات المباشرة بين الطرفين للتوصل إلى التقرير النهائي بشأن تقسيم اليمن إما إلى إقليمين شمالي وجنوبي أو خمسة أقاليم.

ويشرف المبعوث الأممي بصورة شخصية على اجتماعات الفريق المصغر من أجل تقريب وجهات النظر، في ظل الاختلافات الواضحة، غير أن المصادر ترجح التوصل إلى تقسيم الإقليمين وذلك من أجل امتصاص الدعوات الانفصالية في الجنوب.

وفي السياق ذاته، أنجز فريق «أسس بناء الجيش والأمن» تقريره النهائي، وحسب ما أعلنه مؤتمر الحوار، فإن التقرير تضمن 19 مادة كموجهات دستورية و50 أخرى كقانونية تتعلق بالجوانب العسكرية والأمنية، حيث تنص تلك المواد على تجريم تجنيد الأطفال وتمكين وتوسيع مشاركة المرأة والاتجار بالأسلحة واستقلالية الجيش، إضافة إلى تجريم تمرد منتسبي القوات المسلحة والأمن والاستخبارات وتجريم اعتصامهم، أيضا، إضافة إلى جملة من المعالجات لأوضاع أفراد الجيش والأمن، وأوصى التقرير بدمج جهازي الأمن القومي والسياسي (المخابرات) ومراقبة أداء جهاز المخابرات، وقد أحيل موضوع دمج جهازي المخابرات إلى لجنة التوفيق بعد الاختلاف عليه.

من جهة ثانية اغتال مسلحون مجهولون، أمس، عقيدا في القوات الجوية اليمنية، وذلك في ثاني حادثة خلال يومين متتاليين. وقالت المصادر إن «المسلحين أطلقوا النار على العقيد علي الديلمي أثناء وجوده أمام المستشفى العسكري في حي شعوب بالعاصمة صنعاء». وذكرت المصادر أن الاغتيال جرى بواسطة مسدس كاتم للصوت.

وقتل الكثير من ضباط وجنود القوات الجوية في هجمات استهدفتهم الأسابيع القليلة الماضية بعبوات ناسفة استهدفت الحافلات العسكرية التي تقلهم إلى القاعدة الجوية بشمال صنعاء، وتأتي هذه الاغتيالات في سياق سلسلة متواصلة تستهدف رجال الأمن والجيش والمخابرات منذ نحو عامين في عدد من المحافظات اليمنية وبالأخص في صنعاء وبعض المحافظات الجنوبية، حيث تشير التقديرات إلى مقتل نحو 170 ضابطا في تلك الاغتيالات، إضافة إلى مقتل عشرات الجنود في سلسلة تفجيرات عنيفة وهجمات مسلحة.

في موضوع آخر، شددت السلطات الأمنية اليمنية من إجراءاتها الأمنية حول السجن المركزي في صنعاء بصورة مفاجئة، حيث قامت بقطع الطريق الذي تمر به السيارات أمام السجن ووضعت حواجز خرسانية كثيرة، إضافة إلى ملاحظة زيادة الحراسات الأمنية والأطقم العسكرية.