مواجهات واعتقالات في اقتحام الأقصى.. وتحذيرات متكررة من محاولات تقسيمه

أبو مازن يعدها محاولة لتخريب المفاوضات

TT

اقتحم مئات من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ساحات المسجد الأقصى أمس، واعتدوا وحاصروا مصلين في المسجد «القبلي» بعد مواجهات هي الأعنف منذ شهور، خلفت مصابين ومعتقلين.

وفوجئ مرابطون في الأقصى كانوا زحفوا إليه بعد نداءات من رجالات دين وسياسة ومؤسسات وطنية ودينية، لحمايته من مستوطنين دعوا لاقتحامه طيلة أيام عيد «العرش» اليهودي، باقتحام مئات من رجال الشرطة والأمن ساحات المسجد الأقصى، في محاولة لإخلائه من المصلين الذين ردوا بإلقاء الحجارة والزجاجات والتكبير، قبل أن يحاصرهم الجنود في المسجد القبلي ويمنعوهم من الخروج.

وتبع هذا الاقتحام المفاجئ، اقتحام آخر لعشرات المستوطنين الذي دأبوا على اقتحام المسجد خلال «عيد العرش» في الأيام القليلة الماضية، ما خلف توترا كبيرا.

وقال شهود عيان إن الشرطة استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز وقنابل صوتية في مواجهة المصلين، ما خلف عشرات الإصابات، كما اعتقلت عددا منهم.

وتبين فيما بعد أن اقتحام الشرطة لساحات المسجد جاء لتأمين دخول وخروج المستوطنين منه وإليه.

ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما يدور في الأقصى والقدس بمحاولة «عرقلة العملية السياسية وتخريب المفاوضات». وقال: إن إسرائيل تخرب كل العملية السياسية: «عبر ممارساتها في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية»، مستنكرا في تصريحات بثتها الوكالة الرسمية «سياسات إسرائيل على الأرض والمعاناة التي تلحق بالقدس والمقدسات والمقدسيين».

وأضاف، رغم ذلك، أننا نصر على النجاح بالمفاوضات عبر التحاور على طاولة التفاوض وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 بعاصمتها القدس، وسنتخطى كافة الصعاب لأجل تحقيق ذلك».

وجاءت هذه التطورات بعد ليلة شهدت مواجهات عنيفة في شوارع البلدة القديمة في محيط الأقصى، بسبب مسيرات «استفزازية» للمستوطنين في شوارع القدس، ومحاولتهم مجددا اقتحام الأقصى.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قمعت بالقوة مسيرة للفلسطينيين في القدس، نظمت ردا على المسيرة التي نظمتها الجماعات اليهودية بمناسبة «العرش».

واستنكر الشيخ عزام الخطيب مدير عام الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى، اقتحامات الأقصى من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، مؤكدا أن الأوقاف طلبت من الشرطة الإسرائيلية، إغلاق باب المغاربة لمنع أي اشتباكات داخل الأقصى، إلا أنها رفضت طلبهم وأصرت على موقفها بإدخال اليهود المتطرفين.

وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت بعض المصلين من داخل المسجد الأقصى المبارك، فيما قررت المحكمة الإسرائيلية إبعاد بعض الشبان الناشطين عن المسجد الأقصى لمدة أسبوعين.

ومنذ أيام يعتكف، فلسطينيون في المسجد، بينما يحاول مستوطنون يهود اقتحامه لإقامة شعائر وطقوس تلمودية في «عيد العرش». وتكررت المواجهات طيلة الأسبوع.

وحذر وزير القدس الأسبق، حاتم عبد القادر من تغيير دراماتيكي داخل المسجد، من خلال محاولة تقسيمه زمانيا ومكانيا. معتبرا ما يحدث من تكرار للاقتحامات خير دليل على نية التقسيم.

وطالما قالت السلطة إن المس بالأقصى خط أحمر وقد يقود المنطقة إلى حرب دينية.

والشهر الماضي، أرسلت الخارجية الفلسطينية رسائل إلى قادة الأمم المتحدة، تحتج فيها على تصريحات مفوض عام الشرطة الإسرائيلية «يوحنان دانينو» الذي أكد السماح لليهود بدخول المسجد الأقصى بصفته ساحات «جبل الهيكل».

واعتبرت السلطة هذا القرار بمثابة دعوة صريحة للعنف والفوضى والمصادمات، ولحرب دينية في المنطقة.

وكان دانينو، أعلن عن نيته السماح رسميا لليهود بالدخول إلى المسجد الأقصى، معتبرا ذلك أنه «حق مضمون لليهود لا يجوز النقاش فيه أبدا».

وأضاف: «كل يهودي يريد أن يصلي في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) ويريد أن يصل إليه، يجب أن نضمن له هذا الحق، وضمن الأوقات المحددة لذلك».

وأكدت الشرطة الإسرائيلية، ذلك، مرة أخرى أمس، بعد مواجهات الأقصى.

وقالت الشرطة إنها ستسمح لليهود كما السياح، بزيارة «الحرم القدسي» وأداء الصلاة فيه.

وقلل قائد لواء القدس في الشرطة الإسرائيلية، الميجر جنرال يوسي بارينتي، من أهمية الأحداث، متوقعا بأن «تتوقف حالة الغليان التي تشهدها باحة الحرم القدسي الشريف بعد انتهاء الأعياد اليهودية»، التي تستمر حتى السبت المقبل.

واعتبر بارينتي «أن حوادث من هذا القبيل تتكرر كل عام بمعزل عن الاتصالات السياسية».