خبراء الأمم المتحدة يعودون إلى دمشق للتحقيق في 14 حالة استخدام لـ«الكيماوي»

«الحر» يسيطر على ثاني أهم معبر حدودي مع الأردن.. واشتباكات بين «داعش» والأكراد

TT

وصل فريق خبراء من الأمم المتحدة مكلف بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية، إلى دمشق أمس، في زيارة هي الثانية من نوعها خلال شهر وتهدف لمتابعة التحقيقات في استخدام الأسلحة الكيماوية في النزاع السوري، بناء على اتفاق سبق أن أبرمته الأمم المتحدة مع الحكومة السورية. وأقر هذا الاتفاق إثر زيارة ممثلة الأمم المتحدة العليا لنزع الأسلحة أنجيلا كاين ورئيس الفريق السويدي آكي سلستروم، إلى دمشق في 24 أغسطس (آب) الماضي، وذلك بعد أيام من مقتل نحو 1500 شخص في غوطة دمشق، واتهام المعارضة النظام السوري باستخدام أسلحة «كيماوية». وكان سلستروم الذي وصل وفريقه قبل ظهر أمس إلى مقر إقامته في فندق «فورسيزونز» وسط دمشق، بدأ نهاية الشهر الماضي تحقيقا حول استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق. ورفع تقريرا منتصف الشهر الحالي خلص فيه إلى استخدام أسلحة كيماوية على نطاق واسع في النزاع السوري، وأكد جمع «أدلة دامغة» على استخدام غاز السارين السام، من دون أن يوجه أصابع الاتهام لأي طرف.

وأوضح سلستروم أن التقرير الذي جرى تقديمه كان «جزئيا»، لافتا إلى أن «ثمة اتهامات أخرى قدمت للأمم المتحدة تعود إلى مارس (آذار) الماضي، وتمس الطرفين»، في إشارة إلى النظام والمعارضة السورية.

ومن المقرر أن يدرس فريق التحقيق، المؤلف من ستة خبراء دوليين، نحو 14 حالة استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية خلال النزاع المستمر منذ 30 شهرا في سوريا، علما بأن الزيارة الجديدة تأتي بعد نفي دمشق مسؤوليتها عن هجوم الغوطة الشرقية، ومن ثم موافقتها على اتفاق روسي - أميركي يقضي بالتخلص من ترسانتها الكيماوية. في موازاة وصول بعثة التحقيق، أعلن الجيش السوري الحر أمس عن سيطرته، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، على جزء كبير من معبر جمرك درعا القديم، ثاني أهم المعابر الحدودية بين الأردن وسوريا، بعد معبر جابر نصيب. وقال ناشطون إن مقاتلين من «جبهة النصرة»، كانوا في طليعة مهاجمي كتيبة الهجانة وحي المنشية.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «مقاتلين من (جبهة النصرة) فجروا سيارة مفخخة قرب منطقة الجمرك القديم، وتبعت ذلك اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية. وترافقت هذه الاشتباكات مع قصف نظامي عنيف على مناطق في مدينة درعا.

وفي حلب، استمرت الاشتباكات أمس بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إثر مهاجمة عناصر «الدولة» حاجزين تابعين للوحدات فجر أمس في المنطقة الواقعة بين بلدتي عفرين (حلب) وآطمة بريف إدلب. وأفاد المرصد بقصف مقاتلي «الدولة الإسلامية» مناطق تمركز مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي».

وفي محافظة الحسكة، سيطر مقاتلو «وحدات حماية الشعب الكردي»، على قرية حميّد بالريف الشمالي الشرقي لمدينة رأس العين، قرب قرية دردارة، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة». وأشار المرصد السوري إلى أن المقاتلين الأكراد كانوا سيطروا أمس بعد اشتباكات عنيفة، على قرية دردارة، وتعد القرية الرابعة التي يسيطرون عليها إثر اشتباكات اندلعت منتصف الشهر الحالي، في قرية علوك، وانتهت بالسيطرة عليها وعلى قريتي جافا وحميّد.

وفي ريف حماه، قال ناشطون إن الكتائب المقاتلة تمكنت من إسقاط طائرة «ميغ» تابعة لقوات النظام، مستخدمة مضادا أرضيا عيار «14.5». وفي العاصمة السورية دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي «الجيش الحر» على أطراف حي جوبر، وسط قصف نظامي استهدف أطراف الحي وحيي تشرين وبرزة، في موازاة غارات جوية كثيفة شنتها القوات النظامية على بلدة حتيتة التركمان بريف دمشق. كما دارت اشتباكات عنيفة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة زملكا، وسط قصف نظامي على المدينة. وتجدد القصف كذلك على مدينة الزبداني ومناطق في مدينة معلولا الأثرية وبلدة يلدا ووادي الصرخة وتل المسيطبة ومزرعة برتا قرب بلدة رنكوس. وأشار المرصد السوري إلى اشتباكات عنيفة في محيط بلدة القاسمية، لافتا إلى أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.