إيران والوكالة الذرية تعلنان اختتام اجتماع إيجابي بناء بينهما

الوكالة تسعى إلى خريطة طريق من طهران لحل القضايا العالقة

مؤتمر صحافي لنائب مدير وكالة الطاقة الذرية هيرمان ناكيرتس مع المندوب الإيراني الجديد لدى الوكالة السفير رضا نجفي في فيينا أمس (أ.ف.ب)
TT

وصفت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أول اجتماع عقداه منذ تولي حسن روحاني رئاسة إيران بأنه إيجابي وبناء وذلك وفقا لتعليقات أدلى بها للصحافيين كل من المندوب الإيراني الجديد لدى الوكالة السفير رضا نجفي، يصحبه هيرمان ناكيرتس نائب مدير الوكالة رئيس قسم الضمانات.

وكان الطرفان قد عقدا اجتماعهما الهام بمقر البعثة الإيرانية بالمنطقة الثالثة بالعاصمة النمساوية فيينا التي تستضيف مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية واستغرق نحو ثلاث ساعات وربع خرج بعده رئيسا الوفدين جنبا إلى جنب معلنين أمام حشد من الصحافيين أنهما استعرضا قضايا مختلفة مما كان الطرفان قد ناقشاه في دورات تفاوض سابقة معلنين اتفاقهما على الاجتماع مرة أخرى بتاريخ 28 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لنقاش جوهري بشأن الكيفية التي تمكنهما من المضي قدما لحل القضايا التي لا تزال عالقة.

وردا على سؤال بشأن لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أول من أمس، بنظيره الأميركي ووزراء من مجموعة 5 + 1 بنيويورك أبدى ناكيرتس رئيس وفد الوكالة ترحيبه بما تم من تطورات وإن أكد أن ما يجري في نيويورك يختلف تماما عما يجري في فيينا باعتبار أن لقاءات فيينا فنية تقنية بينما لقاءات نيويورك دبلوماسية سياسية. وتسعى الوكالة إلى الوصول لاتفاق تقبله إيران وتلتزم به كخارطة طريق أو أسلوب عمل مباشر لتعاون يمكن الوكالة من الحصول على أجوبة محددة وشافية لما يوصف بـ«القضايا العالقة» وفي مقدمتها الاتهامات التي تطال النشاط الإيراني بأبعاد عسكرية ظلت إيران تنفيها بدعوى أن نشاطها النووي لأغراض سلمية لإنتاج مزيد من الكهرباء التي تحتاجها لتطور صناعي مدني.

فيما حصلت الوكالة على ما يشير لمنشآت أجريت فيها تجارب لمواد شديدة الانفجار تمت داخل موقع بارشين العسكري الذي رفضت إيران مرارا السماح للمفتشين الدوليين بزيارته ومعاينته رغم إصرار الوكالة التي اشتكت من عمليات نظافة وجرف للتربة وتحويل وإزالة منشآت تعتقد أن إيران أقدمت عليها داخل بارشين لإزالة ما قد يدينها.

وتطلب الوكالة توضيحا لما يسمى «الدراسات المزعومة» وهي دراسات وخطط وتصاميم حصلت عليها الوكالة من وكالات استخبارية لدول أعضاء تم استخراجها من جهاز حاسوب (لاب توب) مسروق تؤكد أن إيران تخطط لتصنيع رؤوس نووية تركبها على صواريخ «شهاب 3».

وفي هذا السياق تطلب الوكالة الاطلاع على تصميمات ومعلومات ومقابلات مع مسؤولين منهم عسكريون، مكررة في كل التقارير التي ظلت الوكالة ترفعها منذ عام 2003 بعد أن بدأت التحقق والتحري حول النشاط النووي الإيراني الذي ظل سريا قرابة عقدين.

وقد ظلت كل تقارير الوكالة تشير لعدم قدرتها على الاستنتاج والحكم أن نشاط إيران النووي لأغراض سلمية، كما ظلت تطالب الحكومة الإيرانية بتطبيق البروتوكول الإضافي الذي يمنح الوكالة صلاحيات مطلقة للتفتيش بحرية عالية، لتختتم بحقيقة أن إيران لا تطبق المقتضيات التي تتضمنها القرارات الدولية ذات الصلة التي تمنعها من تخصيب اليورانيوم من جانب آخر غير خاف ما يعتري الوكالة والمجتمع الدولي ككل هذه الأيام من تفاؤل حذر بعد أن انداحت من طهران نغمة خطاب وتصريحات إيجابية مرنة أطلقتها الحكومة الإيرانية الجديدة منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني الذي من جانبه تحدث عن عزم وإرادة سياسية للتعامل مع قضية الملف النووي الإيراني مبديا رغبته في الوصول لحل في فترة من 3 إلى 6 أشهر، فيما قال وزير خارجيته إن بلاده تنوي فتح صفحة جديدة.