القاهرة تستنكر رسميا تصريحات الرئيس التونسي بشأن الوضع في مصر

نصحته بالتركيز على الثورة التونسية التي يحاول البعض اختطافها

الرئيس التونسي المنصف المرزوقي يتحدث أمام الدورة العادية الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أعربت مصر عن رفضها واستيائها، مما ورد في كلمة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أمام الأمم المتحدة، حول الأوضاع في مصر، ومطالبته بإطلاق سراح ما سماه بـ«السجناء السياسيين»، وقالت رئاسة الجمهورية، أمس، إنها «تأسف لعدم إدراك رئيس تونس لحقيقة الأوضاع في مصر».

ويلقي نبيل فهمي وزير الخارجية كلمة مصر، اليوم (السبت)، أمام الدورة العادية الثامنة والستين، للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. ومن المقرر أن يشرح فيها التطورات السياسية التي تشهدها مصر منذ ثورة 30 يونيو، وعزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم، بعد مظاهرات حاشدة ضده، بالإضافة إلى تأكيدات الحكومة المصرية الحالية على المضي في خارطة الطريق، لتعديل دستور البلاد وبناء مؤسسات ديمقراطية، وفقا للتوقيتات الزمنية المعلنة.

وكان المرزوقي قد دعا، في كلمته السلطات المصرية، إلى «سرعة الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي، وكل المعتقلين السياسيين، كما طالبها بإعادة فتح معبر رفح مع غزة، بسبب المشكلات التي تواجهها فلسطين».

وأعربت رئاسة الجمهورية في بيان لها، أمس، عن «أسفها لعدم إدراك رئيس تونس حقيقة الأوضاع في مصر، وأن ثورة 30 يونيو إنما أراد بها الشعب المصري استعادة ثورة 25 يناير لمسارها تحقيقا لطموحاته وتطلعاته».

وذكر البيان: «نتمنى لتونس، التي كان لها شرف افتتاح الربيع العربي، الاستفادة من التجربة المصرية التي أثبتت رفض الشعب، لأن يفرض عليه نموذجا بعينه لا يعبر عن طبيعته السمحة».

وقال السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن «مصر تتابع ما يجري على الساحة التونسية، وتقدر أهمية أن يركز القائمون على الأمور فيها على البيت التونسي وعلى الثورة التونسية التي يحاول البعض اختطافها، وذلك تحقيقا لآمال وتطلعات الشعب التونسي الشقيق».

ومن جهتها، أعربت وزارة الخارجية المصرية عن رفضها لكلمة الرئيس التونسي، واعتبرت في بيان لها، أصدرته مساء أول من أمس، أن «ما ورد في تلك الكلمة بشأن مصر يجافي الحقيقة، فضلا عما يمثله ذلك من تحدّ لإرادة الشعب المصري الذي خرج بالملايين في 30 يونيو، مطالبا بإقامة ديمقراطية حقيقية تؤسس لدولة عصرية جامعة لا تقصي أي من أبنائها، وهو ما نرجوه للأشقاء في تونس، الذين لا يزال البعض هناك يحاول أن يفرض عليهم نموذجا بعينه لا يعبر عن واقع وطبيعة المجتمع التونسي السمحة».

وكان وزير الخارجية المصري قد تحدث أمام اجتماع مجموعة الـ77 بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، تناول فيه تطورات المرحلة الراهنة في مصر، مؤكدا أن «الشعب المصري خرج في يناير 2011 ضد نظام فاسد، وأعلن مطالب واضحة حددها في شعار (عيش - حرية - عدالة اجتماعية)، ثم عاد في 30 يونيو الماضي ليثور مجددا على نظام أظهر فشلا في تحقيق أي من هذه الأهداف، بل سعى للاستئثار بالسلطة لمصلحة فريقه وجر البلاد إلى طريق لا تحمد عقباه، فانتهى عهد ذلك النظام بعودة جميع ألوان الطيف المصري لتأخذ بزمام الأمور، وتسير على درب تنفيذ خارطة الطريق التي اتفقت عليها كل القوى السياسية نحو إرساء الدولة الديمقراطية المدنية ودولة العدالة الاجتماعية».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي إن «فهمي أشار إلى ما تواجهه مصر من تحديات اقتصادية وأمنية جراء حملة من الإرهاب تسعى لزعزعة استقرارها، وتتطلع إلى دعم جميع الدول الشقيقة والصديقة، حتى تتمكن من تجاوز هذه المرحلة الدقيقة».

ونقل فهمي رسالة مفادها أن «مصر تستعيد يوما بعد يوم أمنها وأمانها، وأن كثيرا من الدول الشقيقة والصديقة قد بادرت بالدعم والمساندة لتلك الجهود، ولا نزال نتطلع للمزيد حتى نتمكن من طي صفحة الماضي، وأن نسارع في تحقيق الأهداف والمطالب التي خرج من أجلها أبناء مصر حتى يعود الاستقرار بشكل كامل، وتتوحد جميع الجهود من أجل التنمية».

ونوه المتحدث إلى تأكيد وزير الخارجية في كلمته بأن «ما تمر به مصر من ظرف استثنائي، لا يمكن أن يؤثر على اهتمامها بدورها على الصعيد الدولي، وبالقضايا الملحة التي تواجه المجتمع الدولي، أو أن يبعدها عن التشاور والتنسيق المستمر مع الدول الصديقة والشريكة في مختلف المحافل الدولية».