الـ«إنتربول» يلاحق «الأرملة البيضاء» بناء على طلب كينيا

بريطانية زوجها أحد منفذي تفجيرات لندن الانتحارية 2005

الشرطة الدولية (إنتربول) أصدرت أول من أمس تعميما باللون الأحمر بحق البريطانية سامانثا لويثوايت.. المعروفة باسم «الأرملة البيضاء» بناء على طلب من الحكومة الكينية (إ.ب.أ)
TT

قالت كينيا إنها طلبت من المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (إنتربول) إصدار مذكرة توقيف بحق سامانتا لوثويت، وهي مواطنة بريطانية يطلق عليها «الأرملة البيضاء», أشارت إليها الشرطة البريطانية كمشتبه به محتمل في الهجوم على المركز التجاري في كينيا. في هذه الأثناء، تستمر كينيا في الحداد على ضحايا الهجوم على المركز التجاري، الذي أودى بحياة مدنيين وعسكريين، ونكست الأعلام على الدوائر الحكومية، بينما شددت الإجراءات الأمنية في نيروبي، حيث يقوم حراس أمنيون بتفتيش الركاب قبل صعودهم إلى الحافلات.

وتفيد تقارير بأن «الحكومة تقوم بمراجعة استراتيجية مكافحة الإرهاب وجاهزية السلطات لمواجهة أوضاع الطوارئ». وقال نديجوا موهورو مدير إدارة التحقيقات الجنائية في كينيا إن مذكرة التوقيف بحق لوثويت ليس لها علاقة بالهجوم، الذي شنه متشددون من جماعة الشباب الإسلامية الصومالية على مركز «ويست غيت» التجاري بنيروبي، وقُتل فيه ما لا يقل عن 72 شخصا.

وأبلغ موهورو «رويترز»: «أمر التوقيف ليس له علاقة بـ(ويست غيت).. دورها في هذا الهجوم لم يتأكد حتى الآن، لكنها مطلوبة عن اتهامات بحيازة متفجرات والتخطيط لارتكاب جريمة».

وتقول مذكرة التوقيف الحمراء التي أصدرها الـ«إنتربول» إن الجريمة يرجع تاريخها إلى ديسمبر (كانون الأول) 2011. وسيطرت أسطورة الأرملة البيضاء على جهود الشرطة الكينية خلال الأيام الماضية، إبان بحثهم كشف غموض تفجير المركز التجاري الفاخر «ويست غيت»، وهو التفجير الذي تبنته حركة الشباب المتطرفة الصومالية، وتردد اشتراك سامانثا فيه, وقد عُرفت سامانثا في وسائل الإعلام البريطانية والعالمية ضحية بريئة عليها أن تدفع ثمن جريمة زوجها أمام المجتمع الدولي، فقد قتل زوجها أثناء تنفيذه عملية إرهابية في لندن، 7 يوليو (تموز) عام 2005، خلفت 52 قتيلا، وتركها زوجها كـ«أم وحيدة» تقوم على رعاية أطفالها، كما أدانت الهجوم ونفت علمها به، ثم اختفى أثرها منذ ذلك الوقت، لتظهر بعد ذلك «الأرملة البيضاء» أو سامانثا لويثويت، في مدينة مومباسا الكينية، عقب انضمامها لشبكة إرهابية مرتبطة بحركة «الشباب الصومالية», وتؤكد مصادر استخباراتية مشاركتها في الهجوم، بحسب ما كشفته كاميرات أمنية من داخل المركز التجاري، وهكذا انتهت أسطورة الأرملة البريطانية البيضاء كأم بريئة لتنتهي إلى إرهابية تطاردها الشرطة الآن.

ولويث وايت التي اعتنقت الإسلام حديثا، وتزوجت من المفجر الانتحاري جرمان ليندساي، الذي فجر نفسه في وسط العاصمة البريطانية لندن، اختفت مع أطفالها الثلاثة منذ مارس (آذار) من العام الماضي. وقالت السلطات الكينية في طلبها لـ«الإنتربول» إن جميع الدول الأعضاء في البوليس الدولي، المكون من 190 دولة، على علم بالخطر الذي تمثله هذه المرأة، ليس فقط للمنطقة، ولكن أيضا بالنسبة للعالم كله.

ولويث وايت هي امرأة بيضاء ولدت في باكينغهامشير في إنجلترا، وحصلت على اللقب بصفتها أرملة جيرمين ليندساي، أحد الانتحاريين الأربعة الذين هاجموا نظام النقل في لندن في 7 يوليو 2005. تبلغ الآن من العمر 29 سنة، وقد التقت لويث وايت ليندساي، وهو بريطاني مسلم، عندما كان عمرها 17 سنة، وفقا لصحيفة «ديلي ميل». وبعد أن اعتنقت الإسلام، تزوجته عام 2002، وبعد هجمات لندن، نفت أن تكون لديها أي معرفة للخطط. وفي وقت لاحق، قالت السلطات الكينية إنها ظهرت في مدينة ميناء مومباسا الكيني، وأصبحت جزءا من خلية إرهابية مرتبطة بـ«حركة الشباب». وفي ديسمبر من عام 2011، داهمت السلطات الكينية ثلاثة منازل في مومباسا، بما في ذلك واحد يزعم استخدامه من قبل لويث وايت، وألقت القبض على بعض الأشخاص للاشتباه في تخطيطهم لتدمير جسرا، باخرة وفنادق يرتادها السياح الغربيون. وقالت الشرطة الكينية لمكافحة الإرهاب إن المحققين وجدوا في مقر لويث وايت نوع المواد التي استخدمت في صنع القنابل في تفجيرات لندن، ولكن لم يتم العثور على لويث وايت. وقال حارس أمن تحدّث إلى «سي إن إن»، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه في عام 2012، رأى امرأة بيضاء تترك السكن قبل الغارة بساعات. وتشتبه السلطات الكينية أيضا في لويث وايت بالمشاركة بمؤامرة لإخراج زميلها البريطاني جيرمين غرانت من السجن بعد اعتقاله بسبب اتصال مع المزعومة بمومباسا.