الائتلاف يمنح «الجيش الحر» الدعم السياسي بموازاة توحيد أكبر كتائبه لقتال «داعش»

الجربا يلتقي اليوم قادة الفصائل في الداخل بعد وصول إدريس

TT

يصل اليوم رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد الجربا إلى الداخل السوري، بعد أن سبقه رئيس هيئة أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس، لمعالجة تداعيات سحب بعض الفصائل اعترافها بالائتلاف وتقديم الدعم للجيش الحر.

وتتزامن هذه الزيارة مع توقعات بدخول كتائب «الحر» في مواجهة أكثر ضراوة مع تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام» الذي منح لواء «عاصفة الشمال» في أعزاز بحلب مهلة 48 ساعة تنتهي مساء اليوم، لتسليم أسلحته وإعلانه «التوبة» للتنظيم الإسلامي المتشدد المقرب من تنظيم القاعدة.

وأكد المتحدث باسم الائتلاف المعارض لؤي صافي لـ«الشرق الأوسط» أن الجربا «يصل اليوم السبت إلى سوريا للاجتماع مع قيادة الجيش السوري الحر، بعد وصول إدريس إلى سوريا أمس، للقاء تشكيلات المعارضة المسلحة».

وقال صافي إن اللقاء مع هيئة الأركان «يتصدر جدول أعمال الجربا، بهدف استيضاحهم حول البيان الذي أصدر قبل يومين وخلفياته، على ضوء تقارير أكدت أن معظم الذين أعلنوا سحب اعترافهم بالائتلاف والحكومة المؤقتة، لا يمتلكون فكرة عن مضمون ما قيل.

وأوضح صافي أن ما تضمنه بيان سحب الاعتراف «جاء مضمونه ملتبسا بالنسبة لكثير من الموقعين عليه، لوجود اتفاقات على أمور محددة، فيما صدر البيان بمضمون مختلف». وقال إن هذا القرار «خاضع للنقاش بعد وصول الجربا، لمعرفة تفاصيله، والتوقف عند سؤال: على أي مستوى اتخذ القرار؟».

وكانت 13 مجموعة عسكرية معارضة ذات توجه إسلامي في مدينة حلب أعلنت الثلاثاء سحب اعترافها بالائتلاف، على ضوء إعلان نيته المشاركة في مؤتمر «جنيف2».

ولا تقتصر الزيارة على حصر تداعيات الانقسام الداخلي والتفاوت بين المعارضتين السياسية والعسكرية، إذ تمتد للبحث في تداعيات الاشتباكات بين فصائل الجيش الحر، والتنظيم المتشدد «داعش» في محافظات شمال سوريا. وقال صافي لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع يشمل «التنديد بداعش، ويجدد تأكيد موقف الائتلاف بأنه لا يمكن السماح لهذه المنظمة المتشددة المرفوضة والمرتبطة بـ(القاعدة) بالعمل داخل سوريا». وأعلن أن الائتلاف «يواصل عمله لرفع مستوى الدعم معنويا وكميا لمقاتلي الجيش الحر وفصائله، في قتالهم ضد داعش»، مؤكدا أنه «يجري البحث مع أصدقاء سوريا لإيصال الدعم على المستوى النوعي والكمي بسرعة للجيش الحر».

ويأتي هذا الاجتماع بالتزامن مع انتهاء مهلة أعطتها «داعش» للواء عاصفة الشمال في أعزاز، من أجل «تسليم أسلحتهم والتوبة»، علما بأن المهلة بدأت مساء الخميس وتنهي مساء اليوم.

في المقابل، أصدر لواء عاصفة الشمال والكتائب والألوية المشاركة في غرفة العمليات العسكرية الخاصة بالحرب ضد «داعش»، بيانا دعا فيه مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى التوبة و«الانعزال عن الفرقة الضالة الباغية»، في إشارة إلى «داعش». وحذر من استمرار مهاجمة المقاتلين في أعزاز، متوعدا بشن حرب شاملة في حلب وريفها، خصوصا ضد من «يسمون عندهم الأنصار من شبيحة أعزاز».

وتعطي تلك البيانات إشارات واضحة إلى أن المعركة باتت قريبة، بعد منح الائتلاف الغطاء والدعم السياسيين لكتائب الجيش الحر التي بدأت بدورها، بالتحضيرات العسكرية للمعركة.

وقالت مصادر بارزة مواكبة لهذه التحضيرات في شمال سوريا لـ«الشرق الأوسط»، إن الكتائب المعارضة وألويتها «أعلنت توحدها سريا في محافظتي حلب وإدلب لمواجهة داعش».

وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها: «إن عددا كبيرا من كتائب الجيش الحر والألوية توحدت، بينها لواء الفتح ولواء التوحيد، كما تم توحيد لواء أحفاد الرسول وكتائب الفاروق وكتائب شهداء سوريا، تحضيرا لمعركة من المحتمل أن تبدأ مساء اليوم». وجاءت هذه الخطوة بعد إعلان «داعش» الحرب على أحفاد الرسول وكتائب الفاروق بشكل رسمي، اللذين يسيطران على المعابر الحدودية. وتزامنت مع وصول كميات كبيرة من السلاح والذخيرة للجيش الحر، كما قالت المصادر.

في هذا الوقت، أعلن تنظيم «داعش» عن قتل عدد من عناصر الجيش الحر في أعزاز وعن عملية سبي زوجة قائد لواء عاصفة الشمال أبو إبراهيم الداديخي. وحذر البيان ممن سماهم «العملاء على أرض الشام» من أن «سيوف أسود الدولة ستطال رقابهم أينما حلوا»، بحسب تعبيره.

ويقول ناشطون إن إجراءات داعش التوسعية «وصلت إلى ريف اللاذقية».

وقال ناشط رفض الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن داعش «شكلت أخيرا محكمة شرعية في منطقة متوسطة بين ريف اللاذقية وريف إدلب، لمحاسبة من سمتهم بالسارقين، ومحاكمة المخلين، ومن بينهم قادة كتائب في الجيش الحر».

وقال الناشط إن «داعش» أعلنت «الولاية الإسلامية في ريف اللاذقية وأقامت المحكمة الشرعية في منطقة في الوسط يسكنها مدنيون، ويوجد فيها عدد كبير من مقاتلي الجيش الحر، ما ينذر بتمدد الاشتباكات إلى ريفي اللاذقية وإدلب».

ويعتبر لواء «عاصفة الشمال» من أوائل الكتائب العسكرية التي شكلت تحت اسم «الجيش السوري الحر» بدعم تركي، وقد تمكن من السيطرة على مناطق بأعزاز وريفها، واشتهر من خلال قيامه بخطف الزوار اللبنانيين قبل أكثر من عام تقريبا.