لافروف: القوى المتطرفة في سوريا لا تؤمن بالديمقراطية

انتقد مساعي إقرار «من يتمتع بالشرعية»

TT

كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واضحا في ضرورة الالتزام بحل سياسي للأزمة في سوريا ورفض أي تدخل عسكري لوقف النزاع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 110 آلاف سوري وتشريد الملايين. وفي خطابه أمام الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، حذر لافروف من أن «المجموعات المسلحة ليس لهم علاقة مع الديمقراطية». واعتبر لافروف أن «الكثير من مشكلات عالمنا اليوم تنعكس في المأساة في سوريا والتطورات المبهمة في الشرق الأوسط بشكل عام، منذ بداية التقلبات في المنطقة طالبت روسيا بموقف موحد من المجتمع الدولي بما يشمل ذلك دعم شعوب هذه الدول وعدم الضرر بالشعوب من خلال التدخل الخارجي» ويذكر أن لافروف ترأس وفد بلاده في الدورة الـ68 للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة وقاد جميع المفاوضات المتعلقة بمشروع قرار مجلس الأمن حول سوريا. ولم يتحدث لافروف فقط عن سوريا، بل وعن تطورات عدة على الصعيد الدولي، انتقد من خلالها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر. وقال «لقد طالبنا بالتنمية المبنية على الإصلاح التدريجي والحل السلمي للخلافات من خلال الحوار الوطني والمصالحة»، مضيفا: «هناك تطور من حيث اتخاذ قرار حول من هو الممثل الشرعي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفرض رأي حول الطرف الذي يجب دعمه في النزاعات الوطنية الداخلية ومحاولة للتقرير من الخارج خطط للانتقال الديمقراطي».

وانتقد لافروف من يحاول أن يضع التطورات في العالم العربي بإطار «الجيد ضد السيئ أو الديمقراطية ضد الطغيان»، معتبرا أن «تبسيط الأمور» هذا أدى إلى تحوير «التطورات فيما يخص الموجة المتصاعدة للتطرف إلى مناطق أخرى في المنطقة». وأضاف أن في سوريا، هناك «المجموعات الجهادية التي تشكل الكثير من المتطرفين الآتين من حول العالم هم الأكثر قدرة من (فصائل) المعارضة السورية والذين لا علاقة لهم بالديمقراطية ويريدون تدمير الدول العلمانية ويريدون تأسيس الخلافة».

وبينما لم يدافع لافروف عن النظام السوري مباشرة، رفض «توزيع الاتهامات» حول استخدام السلاح الكيماوي. وقال: «كل الحوادث المتعلقة باستخدام السلاح الكيماوي غير مقبولة، ولكن يجب أن تكون مبنية على الحقائق لا الاتهامات». وكرر موقف بلاده الرافض لتحرك عسكري في سوريا، قائلا: «من الضروري الالتزام بالاتفاق القانوني بعدم استخدام القوة العسكرية، من المقلق السماع بإمكانية استخدام القوة من أجل دفع المصالح الوطنية لدولة معينة في تلك الدولة».

ولم يشر لافروف مباشرة إلى الولايات المتحدة ولكنه قال: «لا يمكن لأي دولة، بغض النظر عن حجمها، أن تتعامل بمفردها مع القضايا التي تواجه العالم اليوم»، مشددا على ضرورة «القيادة الجماعية مع احترام شديد للقانون الدولي». وعاد مجددا إلى الملف السوري، مشيدا بقدرة واشنطن وموسكو على التوصل إلى اتفاق حول السلاح الكيماوي وفي إطار دولي. وتحدث لافروف عن المأساة في سوريا التي «باتت تتخذ طابعا طائفيا بشكل متصاعد». وأضاف: «هناك قتل المئات في سوريا ومعاناة المدنيين مستمرة.. الطريق الوحيد إلى الأمام في سوريا هو من خلال عملية سياسية».