الأسد: لن نحاور من يريد تدخلا عسكريا.. وللتقارب الأميركي الإيراني أثر إيجابي

قال إنه لا يمكن لأحد في دائرته استخدام الكيماوي من دون علمه

TT

جدد الرئيس بشار الأسد التزامه بتطبيق قرار مجلس الأمن بخصوص السلاح الكيماوي، وقال «سنلتزم بالطبع، لأن تاريخنا يظهر التزامنا بكل معاهدة نوقعها»، لافتا إلى عدم وجود «أي تحفظ» على المعاهدة. لكنه شكك في إمكانية الوصول إلى أماكن الأسلحة الكيماوية «خصوصا عندما يكون هناك إرهابيون يمكن أن يضعوا العراقيل في سبيل ذلك».

وجاءت تصريحات الأسد في مقابلة مع تلفزيون «راي نيوز 24» الإيطالي نشرت نصها وسائل الإعلام السورية الرسمية. وقال الأسد إن «الهدف الأساسي للدولة السورية اليوم يتركز على التخلص من الإرهابيين وإرهابهم وآيديولوجيتهم»، وإنه بعد تجاوز الأزمة «سنجعل من سوريا أفضل بكثير مما كانت عليه قبل الأزمة».

وحول الدور الأوروبي لحل الأزمة قال إن «معظم البلدان الأوروبية لا تملك القدرة على لعب دور بحل الأزمة في سوريا لأنها لا تملك العوامل المختلفة التي تمكنها من النجاح في لعب هذا الدور».

وعما إذا كان النظام سيقبل الحوار مع المعارضة والمعارضة المسلحة قال الأسد إن نظامه لن يتحاور معهم، مضيفا «المسلحون لا نسميهم معارضة.. بل إرهابيين». واستدرك ليتحدث عن إمكانية التحاور مع «كل حزب في المعارضة، أما في ما يتعلق بالمسلحين فإذا تخلوا عن أسلحتهم فسنكون مستعدين لمناقشة أي أمر معهم مثلهم في ذلك مثل سائر المواطنين الآخرين».

وحول احتمال حضوره شخصيا لمؤتمر «جنيف 2» للسلام، قال الأسد إن هذا يتوقف على «إطار مؤتمر جنيف.. والمؤتمر لا يزال غير واضح حتى الآن.. أي نوع من المؤتمرات هو.. من سيحضره..»، وأضاف «لا نستطيع التحدث إلى منظمات تابعة لـ(القاعدة) أو إلى إرهابيين، لا نستطيع التفاوض مع أشخاص يطلبون التدخل الخارجي والتدخل العسكري في سوريا»، في إشارة ضمنية إلى الائتلاف السوري المعارض برئاسة أحمد الجربا.

وفي ما يتعلق بفكرة وجود قوات فصل دولية لتحقيق الاستقرار في سوريا، قال الأسد «لن يكون هذا عمليا.. لا نتحدث عن بلدين في حالة حرب مثل سوريا وإسرائيل، حيث هناك خط جبهة واضح. هنا نتحدث عن عصابات يمكن أن توجد في كل مكان في سوريا وداخل أي مدينة. حتى لو افترضنا أننا سنقبل بمثل تلك الفكرة، وهي غير مقبولة بالنسبة لنا، فإن هذه العصابات تتكون من إرهابيين ينبغي مقاتلتهم وليس عزلهم عن القوات السورية».

وتعليقا على المكالمة التليفونية بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، رأى الأسد أنها سيكون لها «أثر إيجابي على ما يحدث في سوريا لعدة أسباب: أولا إيران حليف لسوريا، وثانيا: لأننا نثق في الإيرانيين، وثالثا: لأن الإيرانيين كالسوريين وكأي بلد آخر في العالم لا يثقون في الأميركيين، وأعتقد أن العديد من حلفاء أميركا لا يثقون في الإدارات الأميركية. إن اقتراب الإيرانيين من الأميركيين ليس مجرد تحرك ساذج.. إنه تحرك مدروس بعناية».

وعن وضع الأقليات لا سيما المسيحيين في سوريا، قال الأسد «إن معالجة هذه الأزمة ليست قضية سورية فحسب.. وليست قضية إقليمية فحسب.. بل ينبغي أن تكون قضية دولية، خصوصا بالنسبة لأوروبا.. وبالأخص بالنسبة لإيطاليا والفاتيكان».

وكرر الأسد رواية النظام حول عدم استخدامه الكيماوي في الهجوم على الغوطة في 21 أغسطس (آب) الماضي، ونفى احتمال أن يكون أحد داخل الحلقة المحيطة به أو بالجيش فعل ذلك من دون إذن أو ضد النظام، وقال «هذه أسلحة دمار شامل.. لا يمكن تصديق ذلك.. إنها رواية ساذجة تصلح كقصة للأطفال.. هذه ليست قنبلة يدوية تضعينها في جيبك وترمينها على من شئت.. هناك إجراءات صارمة جدا من الناحية التقنية لتفعيل المواد نفسها.. هذا أولا.. ثانيا.. ليست هناك وحدة في الجيش السوري لديها أسلحة كيماوية.. هناك وحدة متخصصة في ذلك، وإذا أردت استخدامها ينبغي أن تنضم هذه الوحدة إلى الجيش لاستخدام الأسلحة الكيماوية».

وعن إمكانية تنحيه عن منصبه قال «بالنسبة لي، كرئيس، حتى الآن ينبغي أن أكون في موقعي.. لأنه عندما يكون المرء وسط عاصفة لا ينبغي أن يتخلى عن السفينة». وأضاف «في ما يتعلق بي شخصيا الوسيلة الوحيدة هي صناديق الاقتراع.. لأنها الطريقة الوحيدة التي يعبر بها الشعب السوري عن رأيه حيال الشخص الذي يريده.. وبالنسبة لي فإنني سأمتثل لرغبة الشعب السوري».

وحول مشاركته في الانتخابات الرئاسية عام 2014 أوضح «إذا شعرت قبل الانتخابات بأن الشعب السوري يريدني أن أترشح.. فسأترشح.. وإذا شعرت بأنه لا يرغب في ذلك فإني لن أفعل». وتابع «لم يترك لنا سوى خيار واحد وهو أن ندافع عن بلدنا.. لدينا الكثير من العمل، وبوسعنا أن نجعل سوريا أفضل بكثير مما كانت عليه قبل الأزمة».