محققو الأمم المتحدة يجمعون الأدلة في جوبر بدمشق على وقع مجزرة طلاب في الرقة

المعارضة تطالب بمنع النظام من استخدام الأسلحة «التقليدية وغير التقليدية»

TT

أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، أن الطيران الحربي التابع للقوات الحكومية قصف مدرسة في مدينة الرقة، شمال البلاد، مما أسفر عن مقتل 14 شخصا معظمهم من الطلاب، بالتزامن مع زيارة مفتشي الأمم المتحدة المكلفين بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية، منطقة جوبر في العاصمة السورية، حيث أخذوا عينات من المنطقة لفحصها.

وأعلن ناشطون سوريون أن فريق الأمم المتحدة دخل أطراف حي جوبر لأخذ العينات بعد حصول هدنة «بالتنسيق مع كل الوحدات الموجودة هناك لحين خروج اللجنة». وقالوا إن أعضاء اللجنة «أدوا مهمتهم بالتعاون مع الجيش الحر». وأوضح المدير التنفيذي لـ«جبهة تحرير سوريا» المعارضة، محمد علوش، أن فريق الأمم المتحدة دخل الحي بالتنسيق مع المجلس العسكري في دمشق وريفها والمقاتلين المعارضين هناك، ومن ضمنهم مقاتلو جبهة تحرير سوريا الإسلامية «نظرا لوقوع منطقة جوبر تحت سيطرة الجيش السوري الحر».

وأشار علوش في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المفتشين «أمضوا 4 ساعات في المنطقة، وأخذوا العينات، وأجروا فحوصاتهم الميدانية وتحقيقاتهم، قبل أن يغادروا بعد الظهر».

وتسيطر قوات المعارضة السورية على حي جوبر الواقع في شمال شرقي دمشق، ويتعرض لقصف شبه يومي، في ظل العمليات الحربية والاشتباكات التي يشهدها. وتعد هذه المنطقة واحدة من 7 مناطق شهدت حوادث «استخدام مزعوم» للسلاح الكيماوي، وهي خان العسل في ريف حلب، والشيخ مقصود في مدينة حلب، وسراقب في ريف إدلب، والغوطة في ريف دمشق، والبحارية في ريف دمشق، وجوبر التي يقال إنها تعرضت لهجوم بالأسلحة الكيماوية في 24 أغسطس (آب) 2013، وأشرفية صحنايا في ريف دمشق.

واستأنف محققو الأمم المتحدة مهمتهم، أمس، بعد أربعة أيام من وصولهم إلى العاصمة السورية. وكان مكتب هيئة الأمم المتحدة في دمشق أعلن في بيان صحافي أن المحققين الدوليين سينهون عملهم اليوم الاثنين وسط توقعات بزيارة سبعة مواقع في حلب وإدلب وريف دمشق، فيما أعلن رئيس فريق المحققين اكي سيلستروم أن الخبراء لن يتمكنوا خلال زيارتهم الحالية من تفقد جميع الأماكن التي يشتبه في استخدام الكيماوي فيها.

وتأتي هذه المهمة بعدما أقر مجلس الأمن الدولي أول من أمس بالإجماع قرارا ينص على تفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية في سوريا والسماح لخبراء دوليين بالوصول إلى مواقع هذه الأسلحة. وتأتي هذه الجولة الأممية غداة إعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن تخلي دمشق عن الترسانة الكيماوية يمكن تعويضه بأسلحة ردع أخرى غير محرمة دوليا. وأثارت هذه النقطة حفيظة المعارضة التي اتهمت المجتمع الدولي بالتقصير حيال حماية الشعب السوري والمدنيين. وقال علوش، وهو يمثل واحدا من أكبر التجمعات المقاتلة في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، إن الأطفال السوريين «لا يقتلون بالأسلحة الكيماوية فحسب، بل بمختلف أنواع الأسلحة»، معتبرا أن تصريح المعلم «تمهيد للاستمرار في نهج القتل من غير رادع».

في موازاة ذلك، أفاد ناشطون معارضون بمقتل 14 شخصا، غالبيتهم من الطلاب، بعد استهدافهم بغارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على مدرسة ثانوية في مدينة الرقة شمال سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، المعارض، إن غالبية القتلى من الطلاب دون سن 18، والآخرين موظفون وأساتذة (يعملون) في المدرسة». وبث ناشطون مقاطع مصورة على شبكة الإنترنت وظهرت فيها صور لجثث وسط دماء حولها وأخرى متفحمة وأشلاء.

وطالب الائتلاف المعارض «بتكثيف الجهود الدولية بهدف منع نظام الأسد من استخدام أي نوع من أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية وحتى البدائية في حربه الإجرامية ضد الشعب السوري». وإذ رأى أن استهداف مدرسة ابن طفيل في الرقة «خرق جديد لميثاق جنيف»، أوضح في بيان صادر عنه أمس أن «إرادة القتل والتدمير لا تقف عند حدود تفرضها الأسلحة المتوافرة، فقد تنوعت وسائل الإجرام عند النظام الذي يمتلك الإرادة اللازمة للقتل، بدءا من الرصاص الحي، مرورا بقذائف الهاون والمدافع والصواريخ والقنابل والبراميل المتفجرة والسكود وصولا إلى السارين، من دون أن ننسى ضحايا التعذيب وأعدادا كبيرة ممن قتلوا بالسكاكين والسيوف، إضافة إلى من يسقطون تحت نير الحصار والتجويع».

من جهة أخرى، أعلن الائتلاف مقتل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، الإعلامي مرهف المضحي (أبو شجاع)، أثناء تأديته لواجبه الصحافي في مدينته العريقة دير الزور، مشيرا إلى مقتله «نتيجة القصف المدفعي المستمر على مختلف أنحاء المدينة». وطالب الائتلاف «كل الهيئات المعنية بحقوق الصحافيين، وفي مقدمتهم منظمة مراسلون بلا حدود، بالقيام بما تفرضه عليها التزاماتها تجاه الصحافيين السوريين في وجه نظام يتخطفهم منذ عامين ونصف العام».

وفي ريف دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «ما لا يقل عن 19 من جنود الجيش النظامي قتلوا وأصيب نحو ستين بجروح في هجوم ليلي نفذته كتائب مقاتلة على مراكز وتجمعات للقوات الحكومية في الناصرية في منطقة القلمون»، الواقعة شمال العاصمة. كما أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية استهداف فرع المخابرات الجوية من قبل الجيش الحر في ريف دمشق، مشيرا إلى استهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية بقصف عنيف من جبل قاسيون.

على صعيد آخر، قال مسلحو المعارضة إنهم سيطروا على موقع عسكري على الحدود الجنوبية مع الأردن بعد قتال عنيف مع القوات الحكومية استمر 4 أيام.