المعارضة السورية تتحدث عن وعود أميركية بتعديل «موازين القوى» خلال شهر

فورد يحذر من أن استمرار الخلافات سيضعف الاهتمام بالقضية

TT

تشهد مدينة إسطنبول التركية، اجتماعات مكثفة لأركان المعارضة السياسية والعسكرية بعد تجاوز الخلافات حول سحب الاعتراف من تشكيلي المعارضة الرئيسيين، العسكري المتمثل برئاسة أركان «الجيش الحر» والسياسي المتمثل بالائتلاف الوطني السوري، في حين برز تحرك لافت ووعود للسفير الأميركي في دمشق روبرت فورد الموجود بدوره في إسطنبول.

وتهدف هذه الاجتماعات إلى بحث كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة مع اقتراب الموعد المفترض لاجتماعات جنيف 2. بالإضافة إلى مواجهة تهديد «دولة العراق الإسلامية» المعروفة في أوساط السوريين بـ«داعش» وصدامها مع «الجيش الحر».

واجتمع ممثلون عن المجالس العسكرية وقادة الجبهات في «الحر» بالإضافة إلى معارضين سياسيين لأيام من أجل بحث استراتيجية المرحلة المقبلة، حيث أنجز «الجيش الحر» الترشيحات المتعلقة به لمنصبي وزيري الدفاع والداخلية في الحكومة التي يفترض أن يعلنها الرئيس المكلف تشكيلها أحمد الطعمة بعيد عيد الأضحى.

وقالت مصادر شاركت في الاجتماعات لـ«الشرق الأوسط» إن خمسة أسماء لكل من المنصبين جرى التوافق عليها بين قادة الأركان وسترفع إلى الطعمة الذي سيختار من بينها قبل رفع أسماء أعضاء حكومته إلى اجتماع موسع للائتلاف يعقد نهاية الشهر الجاري.

وفي المقابل، برز تحرك لافت للسفير فورد الذي واكب اجتماعات المعارضة وتوجها بلقاء مع قيادة الأركان في الجيش الحر في المكان الذي شهد الاجتماعات بالحر. وقالت مصادر شاركت في الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» إن فورد حرص على الاجتماع مع القادة الميدانيين للوقوف على حقيقة الوضع على الأرض ومطالب هذه القوى. وأشارت إلى أنه «لم يقدم وعودا محددة» في مجال التسليح، لكنه شدد على أن الشهر المقبل سوف يشهد دفعة كبيرة في اتجاه إعادة التوازن إلى الواقع الميداني بعد أن حصل النظام على دفعة معنوية جراء عدم حصول الضربة العسكرية.

كما التقى فورد رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد الطعمة، بالإضافة إلى ناشطين في المعارضة السورية يعملون في المجال الإغاثي خصوصا. وقالت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن فورد «كان واضحا في تأكيده أن بلاده حصلت على ما تريد لعدم تنفيذ الضربة»، مشيرا في هذا الإطار إلى أن السلاح الكيماوي كان خطا أحمر أميركيا تجاوزه النظام، ودفع ثمنه تفكيك بنية هذا السلاح وهذا إنجاز بحد ذاته تستفيد منه المعارضة والدول المحيطة بسوريا أيضا.

وحرص فورد – كما أضافت المصادر – على التأكيد بأن الحرب كانت فاقدة للشعبية في الولايات المتحدة إلى درجة أن استطلاعات الرأي وصلت إلى نسبة 98% في إحدى الولايات الأميركية من الرافضين للتدخل في سوريا. وأشار إلى أن تمرير القرار في لجنة العلاقات الخارجية كان بشق الأنفس فيما كان واضحا أنه لن يمر في الكونغرس.

وفي الإطار نفسه، نقل قياديون في المعارضة السورية عن فورد تأكيده على ضرورة تقوية الائتلاف السوري المعارض وتوحيد صفوف المعارضة، محذرا من أن ضعف الائتلاف على الأرض سيعني أن الولايات المتحدة ستفقد اهتمامها بالملف السوري.

إضافة إلى ذلك، تحدثت مصادر في المعارضة السورية عن «خلافات داخلية» كانت وراء صدور بيانات التبرؤ من الائتلاف، مشيرة إلى أن «متضررين» من الانتخابات الأخيرة التي جرت في الائتلاف وأعمال التوسعة التي شهدها، تقف وراء هذه العملية من دون أن تكشف هوية هذه الشخصيات التي قالت: إنها «مدعومة من قوى إقليمية». وقالت المصادر إن هذه العملية استدعت تأكيدا مشتركا من الأركان في الحر والائتلاف على الثقة المشتركة.