ذكرت وكالة أنباء الأناضول أمس أن البرلمان التركي سيصوت الخميس المقبل على تمديد الإذن بالتدخل عسكريا في شمال العراق ضد القواعد الخلفية لمقاتلي حزب العمال الكردستاني رغم مباحثات السلام الجارية.
والنص الذي يسمح للحكومة لمدة سنة بشن عمليات داخل الحدود العراقية ضد متمردي حزب العمال الكردستاني سيعاد بحثه الخميس في جلسة عامة للبرلمان، بحسب الوكالة. وكان البرلمان التركي مدد خمس مرات هذا الإذن الذي تم التصويت عليه أساسا في 2007 والذي سينتهي العمل بتمديده الأخير في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
ويأتي التصويت الجديد بينما تجري محادثات سلام تاريخية بين السلطات التركية وزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان رغم أن هذه العملية السلمية تراوح مكانها منذ نهاية الصيف. وكان حزب العمال الكردستاني باشر في الربيع الماضي سحب قواته من شمال العراق إلا أنه أوقف هذا الانسحاب مطلع سبتمبر (أيلول)، مطالبا السلطات التركية بإجراءات ملموسة لصالح الأقلية الكردية.
ويطالب «العمال الكردستاني» بحق التعليم الرسمي باللغة الكردية، وبنوع من الحكم الذاتي للمناطق ذات الأكثرية الكردية في جنوب شرقي تركيا، وبإعادة النظر في قانون مكافحة الإرهاب لإطلاق سراح آلاف الناشطين الأكراد، وبالإشارة في الدستور بشكل واضح إلى الهوية الكردية. إلا أن أردوغان لم يتجاوب إلا جزئيا مع هذه المطالب الاثنين الماضي عبر إعلان السماح بالتعليم باللغات الأم في المؤسسات الخاصة فقط، إضافة إلى إجراءات أخرى رمزية الطابع مثل السماح لبلدات كردية باستعادة اسمها الكردي بعد أن كانت فقدته إثر انقلاب حصل عام 1980. لكن لم تقنع هذه الإصلاحات أحزاب المعارضة الأساسية في تركيا.