غارة أميركية استهدفت قياديا كبيرا لحركة الشباب في الصومال

أنقرة تنفي أي مشاركة في الغارة * رئيس الوزراء الصومالي نتعاون مع دول أخرى لدحر المتطرفين

عناصر حركة الشباب في تدريبات عسكرية خارج العاصمة مقديشو أمس (أ.ب)
TT

أعلن البنتاغون أمس أن القوات الأميركية شنت أول من أمس غارة استهدفت قياديا كبيرا في حركة الشباب الإسلامية المتطرفة في الصومال، من دون أن يتضح في الحال ما إذا كانت أسفرت عن مقتله. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل في بيان «بوسعي أن أؤكد أنه بالأمس، في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) ، نفذ عسكريون أميركيون عملية لمكافحة الإرهاب ضد إرهابي معروف في حركة الشباب». وأتى الإعلان عن هذه الغارة وسط تقارير إعلامية عن عملية نفذتها قوات المهمات الخاصة الأميركية داخل ليبيا واعتقلت خلالها أبو أنس الليبي القيادي في «القاعدة» والمتورط في تفجيري السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا في 1998. وبحسب مسؤول أميركي كبير فإن العملية العسكرية الأميركية في الصومال رمت إلى اعتقال قيادي «مهم جدا» في حركة الشباب، مؤكدا أنه لم يسقط للقوة الأميركية المهاجمة أي قتيل أو جريح. وكانت الجماعة أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على مركز «ويست غيت» التجاري في نيروبي، والذي راح ضحيته 61 مدنيا على الأقل وستة جنود وخمسة مسلحين. ويشتبه في ضلوع القيادي بحركة الشباب، الذي لم يذكر اسمه، في الضلوع في الهجوم الذي وقع في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي على مركز للتسوق في العاصمة الكينية نيروبي والذي راح ضحيته 67 شخصا. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أمني أميركي بارز القول إنه من المعتقد أن القيادي بحركة الشباب الذي تم استهدافه الجمعة قد قتل. وذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أن فرقة القوات الخاصة تعرضت لإطلاق نيران مما اضطرها للانسحاب قبل أن تتمكن من التأكد من مقتل الهدف. وهذه الغارة هي أكبر هجوم أميركي في الصومال منذ أربع سنوات حين قتلت قوة كوماندوز أميركية القيادي الكبير في تنظيم القاعدة صالح علي صالح النبهان. وأكد المسؤول الأميركي أن «الجنود الأميركيين أخذوا كل الاحتياطات اللازمة لتفادي سقوط ضحايا مدنيين في هذه العملية وانسحبوا بعدما ألحقوا خسائر في صفوف الشباب». من جانبها، نفت تركيا أمس الاتهامات التي وجهتها حركة الشباب الإسلامية الصومالية. وصرح ناطق باسم وزارة الخارجية التركية «أننا ننفي تماما تلك الادعاءات»، دون مزيد من التعليق. وأعلن ناطق باسم ميليشيا الشباب الإسلامية الموالية لتنظيم القاعدة أن الهجوم «الفاشل» نفذه «بريطانيون وأتراك». ووقع الهجوم الذي أكده شهود في الصومال، بعد أسبوعين على هجوم نفذته مجموعة مقاتلين من حركة الشباب على مركز ويست غيت التجاري في العاصمة الكينية نيروبي وأسفر عن سقوط 67 قتيلا. ونفت لندن أيضا مشاركة عسكرييها في ذلك الهجوم. وقال القيادي المحلي محمد أبو سليمان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «أعداء الله حاولوا مجددا مفاجأة قيادات المجاهدين بهجوم في وقت متأخر من الليل باستخدام مروحية عسكرية لكنهم أخفقوا ولقناهم درسا». وتابع: «وقع تبادل إطلاق نار، وكان المهاجمون غربيين»، رافضا توضيح هدف الهجوم. كذلك قال الناطق باسم الشباب عبد العزيز أبو مصعب إن «الهجوم نفذه بريطانيون وأتراك نزلوا في زورق إلى الشاطئ، من دون أن يعلن أي دليل على صحة اتهاماته». وروى أن «العملية الفاشلة قام بها بيض كانوا على متن زورقين انطلقا من مركب في البحر، وقتل حارس من الشباب لكن التعزيزات وصلت بسرعة ففر الأجانب». وتحدث شهود عيان من جهتهم عن تبادل كثيف لإطلاق النار خلال الليل. وقال شاهد طلب عدم كشف هويته «أيقظني أزيز مروحية تحوم حول الحي وبعض دقائق سمعت طلقات نارية استمرت نحو 10 دقائق». وأضاف «لا أعلم ما جرى تحديدا لكنه كان هجوما منظما استهدف منزلا فيه قياديو الشباب». وقال مقيم آخر يدعى محمد نون «لم يكن من الممكن الاقتراب من مكان الهجوم لأن الشباب المدججين بالسلاح طوقوا المنطقة». وقد مني مقاتلو الشباب بنكسات عسكرية في وسط وجنوب الصومال خلال السنتين الأخيرتين كبدها إياهم الجيش الإثيوبي وقوة الاتحاد الأفريقي (أميصوم) التي تساهم فيها كينيا المجاورة، ويتدخل الجيش الإثيوبي وقوات أميصوم لدعم قوات مقديشو الضعيفة. لكن الإسلاميين التابعين لـ«القاعدة» ما زالوا يسيطرون على أجزاء واسعة من المناطق الريفية. وتقع مدينة براوي على بعد نحو 180 كلم جنوب العاصمة الصومالية مقديشو. وهي من المرافئ النادرة التي ما زالت تحت سيطرة الإسلاميين. وشنت قوات غربية خاصة عدة عمليات في الصومال في الماضي خصوصا بهدف تحرير رهائن محتجزين لدى الإسلاميين أو القراصنة. والصومال تعيش على وقع حرب أهلية وحالة من الفوضى منذ سقوط الرئيس سياد بري في 1991.