بارزاني لمبعوث الأمم المتحدة: تعرضنا للظلم في انتخابات العراق السابقة

رفض أن يدفع الكرد ثمن انخفاض مشاركة بقية المكونات

TT

بحث مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، تداعيات الخلاف الحاصل بين الكتل السياسية العراقية حول قانون الانتخابات البرلمانية المقبلة مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، مؤكدا أن «إقليم كردستان حريص على ضمان سير ونجاح العملية السياسية في العراق، لكنّ هناك مبادئ وأسسا ديمقراطية، والعدالة ينبغي مراعاتها في الانتخابات المقبلة».

وقال بارزاني أثناء استقباله أمس نيكولاي ملادينوف الذي زاره والوفد المرافق له للتعارف وبحث مستجدات الأوضاع العراقية: «إن نسبة المشاركة الكردية في الانتخابات التشريعية السابقة التي جرت عام 2010 كانت مرتفعة جدا، ولكن مع ذلك وقع ظلم كبير على الشعب الكردي في ما يتعلق بعدد مقاعده التمثيلية بالبرلمان، وعليه فإن المطلوب في الانتخابات البرلمانية المقبلة هو اعتماد أساس موحد لجميع محافظات العراق، ويجب أن لا يدفع الكرد ضريبة انخفاض مشاركة بقية المكونات في انتخابات مجلس النواب المقبل، فإذا تكررت الحالة السابقة وحرم الأكراد من حقوقهم، فمن حقنا أن نرفض نتائج الانتخابات أو المشاركة فيها». وأشار بارزاني إلى أن «هناك لجنة تشكلت من ممثلي القوى الكردستانية للتفاوض حول بنود وفقرات قانون الانتخابات مع الأطراف والكتل السياسية الأخرى في العراق، وننتظر نتائج تلك المشاورات لنحدد موقفنا من مجمل العملية».

وتحدث بارزاني عن المؤتمر القومي الكردي المرتقب، مؤكدا أن «جوهر ومضمون رسالة الكرد بذلك المؤتمر هو تأكيد رغبة وتطلعات الشعب الكردي للسلام والحوار وحل القضايا القومية عبر التفاوض والحوار الديمقراطي البناء».

من جهته أكد مبعوث الأمين العام أنه سعيد بزيارته لكردستان، معربا عن أمله في أن يتمكن الطرفان من التنسيق والتعاون المثمر من أجل التغلب على مشكلات العراق، وقال إن «الأمم المتحدة وعبر مكتبها الخاص بالعراق على استعداد لمساعدة الأطراف العراقية ودعم العملية السياسية، وإن كردستان حققت تقدما ملموسا ينبغي أن تكون قدوة ونموذجا لبقية أنحاء العراق»، مشيرا إلى أنه «في ما يتعلق بالانتخابات المقبلة، فإن الأمم المتحدة تحبذ أن يكون النظام الانتخابي بشكل يحقق أوسع مشاركة متوازنة لجميع المكونات».

وفي حين يتوقع أن يعرض مشروع قانون الانتخابات على التصويت في مجلس النواب العراقي اليوم فإن أهم نقاط الخلاف تتمحور حول الدائرة الانتخابية، إذ يدعو التحالف الوطني الشيعي إلى اعتماد الدوائر المتعددة، في حين يصر التحالف الكردستاني على الدائرة الواحدة، بالإضافة إلى الخلاف الحاصل حول المقاعد التعويضية. وهذا ما أدى برئيس الإقليم إلى دعوة نواب التحالف الكردستاني إلى مقره الرئاسي للتباحث معهم حول توحيد الموقف الكردي في بغداد تجاه هذه المطالب، خصوصا أن هناك ثلاث كتل كردية أخرى خارج إطار التحالف الكردستاني، وهي كتلة التغيير وكتلة الاتحاد الإسلامي وكتلة الجماعة الإسلامية.

وفي اتصال مع لطيف شيخ مصطفى رئيس كتلة التغيير الذي حضر اجتماع بارزاني أكد لـ«الشرق الأوسط»: «رغم تباين مواقفنا مع التحالف الكردستاني، لكننا لبينا دعوة بارزاني لكي لا يقال بأننا فرقنا الصف الكردي، وناقشنا معه الوضع المتعلق بقانون الانتخابات، ولإظهار حسن نيتنا وحرصنا على توحيد الموقف الكردي تنازلنا عن موقفنا الداعي إلى الدوائر المتعددة، ورضينا بالدائرة الانتخابية الواحدة، وأكدنا لهم بأنه في حال طرح هذه الفقرة على التصويت فإننا لن نصوت ضدها، وقلنا إذا تمكن التحالف الكردستاني من إقناع بقية الأطراف العراقية على النقاط الخلافية الأخرى المتعلقة بالمقاعد التعويضية وغيرها من الخلافات فإننا لن نقف ضدها حرصا على وحدة الموقف الكردي». وبسؤاله عن التوقعات بمقاطعة التحالف الكردستاني لجلسة التصويت قال مصطفى: «نحن لن نقاطع الجلسة، وأبلغنا قيادة التحالف الكردستاني بذلك، وقلنا لهم إننا لن نقف ضد مطالبكم، ولكننا لن نقاطع الجلسة».

من جانبه أشار سامان فوزي عن كتلة التحالف الكردستاني إلى أن «كتلتي العراقية والتحالف الوطني سيمرران القانون» في جلسة اليوم، «سواء شاركت كتلة التحالف الكردستاني بالجلسة أو قاطعتها».