ثلاثة تفجيرات انتحارية في بغداد والشمال توقع عشرات القتلى والجرحى

مقتل عشرة تلاميذ باستهداف مدرسة في قرية تركمانية.. والبحث عن عشرات آخرين تحت الأنقاض

TT

أوقع تفجيران انتحاريان في قرية تركمانية شمال العراق قرب الحدود السورية أمس، استهدف أحدهما مدرسة ابتدائية، 15 قتيلا، بينهم عشرة أطفال، و44 جريحا، حسبما أفادت به مصادر محلية. وقال قائمقام قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) عبد العال عباس أن «انتحاريين يقودان سيارتين مفخختين فجرا نفسيهما بفارق زمني ضئيل عند مركز للشرطة ومدرسة ابتدائية في قرية القبك». وأضاف قائلا لوكالة الصحافة الفرنسية أن الهجوم «أسفر عن مقتل عشرة أطفال وخمسة من عناصر الشرطة وإصابة 44 آخرين».

ويسكن تلعفر الواقعة على بعد نحو 50 كلم من الحدود العراقية مع سوريا غالبية من التركمان الشيعة، وقد تعرضت هذه المدينة لهجمات دامية مماثلة بصورة متكررة على مدار السنوات الماضية.

وذكر عباس أن «الانتحاري الأول اقتحم مركز الشرطة في قرية القبك، وبعد مرور دقائق، اقتحم انتحاري يقود شاحنة كبيرة مدرسة ابتدائية مجاورة للمركز وفجر نفسه». وأوضح أن «عشرات الأطفال لا يزالون تحت أنقاض السقوف التي انهارت بالكامل عليهم»، مشيرا إلى أن «جميع الأجهزة الأمنية في حالة استنفار لأننا نشهد أبشع جريمة تمر على العراق». ويعمل عشرات من عناصر الأمن وقوات الدفاع المدني منذ الصباح على استخراج الأطفال العالقين تحت الأنقاض.

وأدان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي التفجيرات «الإجرامية» التي لم تتبنها أي جهة حتى الآن. وقال في بيان إن «هذه الاعتداءات غير الأخلاقية التي تستهدف الأطفال في المدارس كما حدث في تلعفر وزوار الأماكن المقدسة في بغداد إنما هي استهداف للشعب بكل طوائفه ومحاولة جديدة لتفتيت العرى الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماعي». وأضاف أن «ما يجري في العراق هو حرب حقيقية استخدم الضالون فيها كل أساليب القتل والإبادة والترويع، من غير أن يردعهم وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني، وهم مصرون على جر العراق إلى أتون حرب دموية من خلال إثارة الفتنة القومية والمذهبية وبث الفرقة والشحناء بين مكوناته». وطالب النجيفي «الحكومة وأجهزتها الأمنية بضرورة إيلاء حماية الشعب أهمية قصوى، وأخذ الأمور على محمل الجد وعدم الاختباء خلف ستار الصمت وكأن الأمر لا يعنيهم، فالأحداث باتت خطيرة ومتعددة الجوانب في حين أن إمكانيات الأجهزة الأمنية لم ترتق إلى الحد الذي يمكنها من مواجهة هذه الأخطار».

وفي هجمات أخرى أمس، فجر انتحاري نفسه بين مجموعة من الزوار الشيعة في بغداد ما أدى إلى مقتل تسعة منهم على الأقل وإصابة 20 آخرين بجروح، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية مسؤولة. وقال ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية لوكالة الصحافة الفرنسية إن «تسعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 20 آخرون بجروح في هجوم انتحاري استهدف مدنيين قرب الأعظمية في شمال بغداد». وأكد مصدر طبي رسمي حصيلة القتلى، مشيرا إلى أن الضحايا هم من الزوار الشيعة الذين كانوا يتوجهون نحو مدينة الكاظمية حيث مرقد الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد، وذلك لإحياء ذكرى وفاة الإمام الجواد، تاسع أئمة الشيعة الاثني عشرية.

ويأتي الهجوم الأخير غداة هجوم مماثل استهدف مساء أول من أمس مجموعة من الزوار على جسر الأئمة بين مدينتي الأعظمية والكاظمية، ما أدى إلى مقتل 49 شخصا وإصابة العشرات بجروح.

من ناحية ثانية، خطف مسلحون مجهولون مقدما في الجيش العراقي وثلاثة من أقاربه من منزله في قرية البو عجيل شمال مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) معقل الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وبحسب مصدر في شرطة المدينة، فإن «المسلحين كانوا يرتدون زي الشرطة وقاموا بسرقة الأموال ومصوغات ذهبية داخل منزل المقدم أحمد بدر العجيلي». كما نجا مدير ناحية بلدة سليمان بيك، طالب البياتي، من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة استهدفت موكبه شرق المدينة الواقعة ضمن محافظة صلاح الدين شمال بغداد، بحسب مصادر أمنية.