القوات النظامية تتقدم في ريف حلب.. والطيران الحربي يغير على معضمية الشام

أنباء عن مقتل أحد أمراء «داعش» إثر اشتباكات مع الأكراد قرب أعزاز

سوريون يتفقدون ضحايا داخل سيارة دمرت بعد قصف جوي من قوات النظام في بلدة حمورية بريف دمشق أمس (رويترز)
TT

واصلت القوات النظامية السورية، أمس، تقدمها في ريف حلب الجنوبي، مستهدفة قرية أبو جرين بالبراميل المتفجرة تمهيدا لاقتحامها، تزامنا مع أنباء عن مقتل «أبو أمة الله المصري»، أحد كبار قادة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إثر معارك مع وحدات حماية الشعب الكردي قرب مدينة أعزاز بريف حلب.

واتهم مركز «السفيرة» الإخباري التابع للمعارضة القوات النظامية باستخدام سياسة «الأرض المحروقة» للتقدم نحو مدينة السفيرة الاستراتيجية. وأوضح المركز أن «قرية أبو جرين القريبة من السفيرة تعرضت للقصف بأكثر من 20 برميلا متفجرا بواسطة الطيران الحربي النظامي»، مشيرا إلى أن «الكتائب المعارضة تحاول التصدي للهجوم النظامي على الرغم من النقض الحاد بالأسلحة الثقيلة ومضادات الدروع».

وتأتي هذه المجريات الميدانية بعد يومين من استعادة النظام السوري لطريق إمداد حيوي يصل حلب بحماه، وفك الحصار الذي كانت تفرضه المعارضة على مدينة حلب، وذلك بعد السيطرة النظامية على قرى واقعة على طريق خناصر في الريف الجنوبي، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى ونزوح عدد كبير من سكان تلك المناطق.

وأشار ناشطون إلى أن «مخيمات النازحين بريف السفيرة تعرضت لقصف مدفعي وجوي نظامي عنيف تركز على مخيم تل نعام ومخيم الجبول ومخيم قرقش ومخيم الصبيحية»، في حين أفادت شبكة «حلب نيوز» المعارضة بأن النظام أرسل ثلاثة أرتال عسكرية بهدف السيطرة على كل المحاور للسيطرة على مدينة السفيرة. وأشارت الشبكة إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وكتائب الجيش الحر في تل أبو دريخة القريب من السفيرة. وبحسب ناشطين فإن «القوات النظامية لن تكتفي بالسيطرة على السفيرة، بل تخطط لبسط سيطرتها على كل مناطق الريف الشرقي». وناشد ناشطون كتائب الجيش الحر في حلب التوجه نحو المدينة لتقديم الدعم للمقاتلين هناك.

في موازاة ذلك، شن الطيران الحربي غارات على مدينة «معضمية الشام» بريف دمشق الغربي، مستخدما عددا من الصواريخ الموجهة، مما أسفر عن وقوع دمار كبير في الأبنية السكنية. وأفاد ناشطون بأن «أحد هذه الصواريخ استهدف خط المياه الرئيس، لتتفاقم بذلك المعاناة الإنسانية في المدينة التي تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية نتيجة الحصار المفروض عليها من قبل القوات النظامية منذ أكثر من ستة أشهر.

وفي موازاة ذلك، تجدد القصف على مناطق متفرقة من المعضمية من قبل المدفعية الثقيلة الموجودة من جبال مقر الفرقة الرابعة المطلة عليها، إثر اندلاع اشتباكات متقطعة بين الجيشين الحر والنظامي على الجبهة الشمالية من المدينة.

وفي ريف دمشق، شهدت بلدة القاسمية بمنطقة المرج، في الغوطة الشرقية، اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية، إذ استهدف «الحر» متاريس القوات النظامية بمضادات 23 ودمرها، حسب ناشطين معارضين. في حين تعرضت مدينة دوما في الريف الدمشقي لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.

من جهة أخرى، أعلنت صفحات تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مواقع التواصل الاجتماعي مقتل «أبو امة الله المصري»، أحد كبار أمراء «داعش» قرب مدينة أعزاز بريف حلب، على يد «وحدات حماية الشعب الكردي». وبحسب مصادر من تلك الوحدات فإن «أبو أمة الله المصري» قُتل أثناء اشتباكات بين وحدات حماية الشعب ومقاتلي «داعش» في قرية معرين التابعة لمدينة أعزاز بالريف الحلبي، حيث تقدمت القوات الكردية نحو القرية لصد هجوم عناصر «داعش». وكانت الأخيرة قد زادت من وتيرة هجماتها في الآونة الأخيرة على قرية قسطنل جندو الكردية بريف عفرين وقرى أخرى.