تركيا تنفي مساعدتها مقاتلين مرتبطين بـ«القاعدة» في سوريا

غداة إعلانها تشييد جدار بارتفاع مترين على حدودها

TT

أكدت تركيا، أمس، أنها لم تسمح مطلقا للمقاتلين السورين المرتبطين بـ«القاعدة»، باستخدام أراضيها لشن هجمات ضد النظام السوري، بعد أن اتهم الرئيس السوري بشار الأسد أنقرة بإيواء «إرهابيين»، على حدودها.

وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة بأن «تركيا لم تسمح مطلقا للجماعات المرتبطة بـ(القاعدة) بعبور حدودها». وأضاف أن «تركيا في مقدم الدول التي تحارب الإرهاب بأكبر قدر من التصميم».

وجاءت تصريحات الوزير، بعد أن اتهم الأسد أنقرة، الأسبوع الماضي، بإيواء المقاتلين المرتبطين بـ(القاعدة)، على الحدود المضطربة بين البلدين. وتنتشر كثير من الجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا لمقاتلة النظام. وتحارب تلك الجماعات لإخراج الجماعات المنافسة لها من المناطق الحدودية مع تركيا والعراق للسيطرة على المنطقة الممتدة من العراق إلى شمال سوريا، بحسب ما يرى مراقبون.

وفي شمال وشرق البلاد أقامت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) نقاط تفتيش على الممرات الحدودية، وفتحت جبهات للقضاء على الجماعات المسلحة الأخرى التي تقاتل ضد نظام الأسد. وجاءت التصريحات التركية، أمس، غداة إعلان أنقرة أن السلطات التركية تبني جدارا بارتفاع مترين على حدودها مع سوريا، قرب منطقة يندلع فيها القتال كثيرا، في محاولة لمنع النازحين من تخطي نقاط تفتيش بشكل غير مشروع ومنع التهريب. وبدأ عمال البناء الحفر لوضع الأساسات في نصيبين، وهي منطقة حدودية تبعد 10 كيلومترات فقط عن بلدة القامشلي السورية، حيث تنشب اشتباكات كثيرة بين الأكراد ووحدات من المعارضة وقبائل عربية. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول حكومي في أنقرة (طلب عدم الكشف عن هويته) قوله: «ليس لدينا حتى الآن مشكلات متعلقة بأمن الحدود في نصيبين، لكن في هذه المنطقة من السهل جدا على الناس العبور بشكل غير مشروع. كأنه لا توجد حدود». ويُبنى الجدار على جزء صغير من الحدود التي تمتد 900 كيلومتر، لكنه يلقي الضوء على قلق تركيا المتزايد من امتداد العنف في سوريا إلى أراضيها.

وأكد مسؤول محلي في نصيبين بدء أعمال البناء، لكنه لم يورد أي تفاصيل عن طول الجدار. ودار نقاش حول بناء جدار مماثل على جزء آخر من الحدود يبلغ طوله نحو 2.5 كيلومتر.