استياء لدى المعارضة السورية من المواقف الأميركية وامكانية إشراك إيران في «جنيف 2»

قياديون في الائتلاف: كيري لم يراع مشاعر السوريين.. ولن نشارك بشروط لا تلبي طموحاتنا

TT

تبدد التصريحات الأخيرة الصادرة عن رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد الجربا، بعد سلسلة تصريحات مكثفة للرئيس السوري بشار الأسد، احتمال انعقاد مؤتمر «جنيف 2» منتصف الشهر المقبل، في ظل الشروط المتضادة التي يطرحها طرفا الأزمة في سوريا، ورفضهما الجلوس إلى طاولة حوار واحدة، فضلا عن المواقف الدولية التي تعيد خلط الأوراق عشية المؤتمر المنتظر. وتحمل المعارضة السورية على ما تعتبره تحولا في الموقف الأميركي، الذي تجلى قبل يومين بموقفين بارزين؛ الأول إشادة وزير الخارجية الأميركية جون كيري بـ«فضل» الأسد في «السرعة القياسية»، التي بدأت بها عملية تدمير الترسانة الكيماوية السورية، والثاني إعلان المتحدثة باسم «الخارجية» الأميركية ماري هارف أن «الولايات المتحدة قد تكون أكثر ميلا إزاء مشاركة إيران في مؤتمر (جنيف 2)، إذا أيدت طهران بيان مؤتمر (جنيف 1)»، الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية.

وجاء الموقف الأميركي الأخير بشأن مشاركة إيران متناقضا مع ما أعلنه الجربا في اليوم ذاته من إسطنبول، أول من أمس، لناحية اشتراطه عدم مشاركة إيران «كوسيط في عملية التفاوض» في جنيف، ومطالبتها بسحب مقاتليها من سوريا، واصفا إياها بأنها «دولة محتلة من خلال مرتزقة يقاتلون أبناء الشعب السوري». وانتقد عضو «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» سمير نشار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس المواقف الأميركية بشدة، لا سيما إشادة كيري بالأسد.

وقال إنه من «المؤسف أن تصدر إشادة مماثلة من رأس الهرم في الدبلوماسية الأميركية، وأن تسعى الولايات المتحدة الأميركية لأن تحمي المجرم (الأسد) بعد أن سلم سلاح الجريمة (الكيماوي)، عوضا عن أن تعاقبه على إجرامه وتقتاده إلى محكمة الجنايات الدولية».

وفي حين لم ينكر نشار «خيبة أمل المعارضة الجديدة من المواقف الأميركية، التي تحاول إقناع المعارضة بالذهاب إلى جنيف بشروط لا تلبي طموحات الثورة والشعب السوري»، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» إن «تصريح كيري حول تجاوب النظام بشأن الكيماوي لم يكن موفقا، ولم يراعِ مشاعر السوريين». وشدد على أنه «إذا سلم مجرم أو قاتل سلاحه فلا ينبغي أن يتلقى الشكر على ذلك، مع وجود آلاف الضحايا الذين سقطوا بسبب إجرامه، بل يجب أن يحاسب على ما ارتكبه».

وبعيدا عن «الحسابات الغربية في مسألة التعاون مع إيران»، على حد تعبيره، يكرر رمضان موقف الجربا لناحية أن «المعارضة والشعب السوري ينظران إلى إيران بوصفها تحتل أراضي سوريا من خلال جنودها، وهي شريكة في عمليات القتل والإبادة، بسبب تزويدها النظام السوري بالأسلحة ومشاركتها في دعم القدرات القتالية النظامية، أمنيا ولوجيستيا». ويستنتج أنه «لا يمكن الموافقة على إيران كوسيط في المفاوضات أو قبول مشاركتها في عملية انتقال السلطة فيما تقوم بدعم نظام الأسد وبدور تخريبي، من خلال مشاركة مقاتليها ومقاتلي حزب الله اللبناني، الذين يخضعون لإرادتها».

وينفي رمضان نعي مؤتمر «جنيف 2» بالمطلق، ويقول: «انعقاد المؤتمر ليس شبه معدوم، لكن حتى الآن هو لا يسير في طريق واضح، ونعتقد أنه ما من التزامات جدية من الأطراف التي تتولى الموضوع»، لافتا إلى أن «روسيا لا تزال غير جاهزة، والنظام لم يعلن بعد أنه سيلتزم بالبنود الستة الواردة في اتفاق جنيف الأول، وهو يقوم بمراوغة جديدة من خلال التصريحات الأخيرة».

في موازاة ذلك، يبدو واضحا أن المعارضة السورية، وعلى الرغم من شكوكها القوية بالمواقف الدولية وبجدية انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، لم تناقش أي خطة بديلة بعد. ويوضح رمضان في هذا السياق: «كنا واضحين بوجوب توفير ضمانات عربية وإسلامية في التعامل مع ملف الحل السياسي، وأي قرار سنتخذه سيخضع لتشاور على مستوى الداخل بين الأطر الثورية والسياسية والعسكرية».