لندن تتجه لترميم العلاقات مع طهران «خطوة تلو الخطوة»

تعيين قائمين بأعمال غير مقيمين مع إبقاء السفارات مغلقة

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يستقبل رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومباي خارج مقر الحكومة البريطانية «10 داونينغ ستريت» أمس (رويترز)
TT

أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أمس أن بريطانيا وإيران اتخذتا خطوات تهدف إلى استعادة علاقاتهما الدبلوماسية، قد تؤدي في النهاية إلى إعادة فتح السفارتين في طهران ولندن بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية عام 2011.

وقال هيغ للبرلمان البريطاني أمس: «ستقوم كلا الدولتان بتعيين قائمين بالأعمال غير مقيمين يضطلعان بمهمة استعادة العلاقات بين البلدين، بما في ذلك الخطوات المؤقتة على طريق إعادة فتح كلتا السفارتين بالإضافة إلى الحوار حول قضايا ذات اهتمام مشترك». وكان هيغ قد التقى بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي كما عبر سابقا عن أجواء «إيجابية» منذ انتخاب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني الصيف الماضي. وقال هيغ: «إنه من الواضح أن الرئيس والوزراء في إيران يقدمون أنفسهم وبلادهم بطريقة أكثر إيجابية بكثير من السابق، لا يوجد شك بأن أجواء اللقاءات معهم مختلفة، وعلينا أن نختبر صدقية الحكومة الإيرانية كاملة، ومن المهم أن تكون قنوات التواصل منفتحة لذلك». ولفت إلى أن بريطانيا وإيران على دراية بأنه بسبب «التاريخ» العصيب للطرفين «التقدم في علاقاتنا الثنائية تحتاج إلى أن تسير على أساس خطوة تلو خطوة وعلى أساس متبادل، واتفقت مع وزير الخارجية الإيراني أن مسؤولينا سيلتقيان من أجل ذلك».

وعلى صعيد البرنامج النووي المتنازع عليه، لفت هيغ إلى الاجتماع المزمع عقده في جنيف الأسبوع المقبل ولفت إلى أن مسؤولين بريطانيين وإيرانيين سيلتقون في جنيف على هامش اجتماعات مجموعة الست لبحث الملف النووي الإيراني.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخام، قد أكدت قرار تعيين قائم بالأعمال غير مقيم في كلا البلدين. وقالت مرضية أفخام كما نقلت عنها وكالة الأنباء الطلابية (إيسنا): «إثر اللقاء بين وزيري الخارجية في نيويورك، اتصل ويليام هيغ الاثنين (أول من أمس) بوزير الخارجية محمد جواد ظريف لاقتراح تعيين قائمين بالأعمال غير مقيمين»، وأضافت: «تنفيذا لقرار من البرلمان الإيراني، تم التوافق على أنه اعتبارا من (الثلاثاء) سيقيم البلدان علاقات على مستوى قائم بالأعمال غير مقيم».

يذكر أن العلاقات البريطانية الإيرانية تشهد تدهورا منذ عام 2005 عقب تولي محمود أحمدي نجاد سدة الحكم في طهران، وبلغت أدنى مستوى لها خلال عقدين عندما اجتاحت بعض العناصر المتطرفة من الطلبة الإيرانيين السفارة البريطانية وقاموا بنهب المبنى الدبلوماسي عام 2011.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد رحب بانتخاب حسن روحاني في يونيو (حزيران) وهنأه على انتصاره في الانتخابات. وتشهد العلاقات بين البلدين تحسنا منذ ذلك الحين على صعيد الخطابات، لكنها لا تزال موضع اختبار خلال القضايا الجوهرية متعدد الأطراف والثنائية مثل مفاوضات «5 + 1» مع إيران بشأن البرنامج النووي.