الجماعات المسلحة تفجر جسرا يربط مالي بالنيجر

«التوحيد والجهاد» توعدت باستمرار الهجمات.. واستنفار أمني في المنطقة

TT

عادت الجماعات الإسلامية المسلحة في مالي إلى تنفيذ هجمات متنوعة في شمال البلاد، وذلك بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الهدوء، حيث قامت عناصر من هذه الجماعات أول من أمس بقصف مدينة غاو، أكبر مدن الشمال المالي، بقذائف صاروخية، قبل أن تعود أمس لتفجر جسرا بالقرب من المدينة يعبر نهر النيجر، ويعد المنفذ الوحيد الذي يربط الأراضي المالية بدولة النيجر المجاورة.

وحسب ما أكدته مصادر محلية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» فإن الهجوم الذي دمر الجسر وقع فجر أمس، ولم يخلف أي إصابات في أوساط سكان قرية صغيرة توجد بالقرب من الجسر، فيما خلف الهجوم بالقذائف الصاروخية على مدينة غاو أربعة جرحى من بينهم ثلاثة مدنيين وجندي، كما أدى إلى تدمير أحد المنازل وإصابة مساكن أخرى بأضرار متفاوتة.

وحسب نفس المصادر المحلية فإن الهجوم بدأ عند الساعة السادسة من فجر أول من أمس، واستخدمت فيه أربعة قذائف صاروخية أطلقت من خارج المدينة. وبدأت على الفور وحدات من الجيش المالي والقوات الفرنسية تمشيط المنطقة بحثا من منفذي الهجوم، في ظل طلعات جوية كثيفة قامت بها المروحيات العسكرية الفرنسية.

وفي غضون ذلك، وجه عدنان أبو الوليد الصحراوي، المتحدث باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، رسالة مقتضبة إلى وكالات الأنباء أكد فيها مسؤولية الحركة عن الهجوم بالأسلحة الثقيلة على مدينة غاو وتدمير الجسر الذي يبعد 180 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة غاو، وهدد أبو الوليد الصحراوي باستمرار الهجمات على من سماهم «أعداء الإسلام».

وكانت حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا التي تبنت الهجمات، قد اندمجت منذ أشهر مع «كتيبة الملثمين» التي يقودها القيادي السابق في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الجزائري مختار بلمختار، الملقب بـ«الأعور» و«خالد أبو العباس»؛ وشكل التنظيمان كتيبة جديدة سموها «كتيبة المرابطين» وأعطوا قيادتها لجهادي غير معروف وسط الزعامات الجهادية في المنطقة.

وتجدر الإشارة إلى أن حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا وكتيبة الملثمين، كانتا تسيطران على مدينة غاو منذ يونيو (حزيران) 2012 حتى يناير (كانون الثاني) 2013، عندما تدخلت القوات الفرنسية في شمال مالي وقصفت المدينة من أجل طرد المقاتلين الإسلاميين منها، ودخل الطرفان في اشتباكات وصفت بأنها عنيفة انسحب بعدها المقاتلون الإسلاميون إلى عمق الصحراء.

وتأتي هجمات غاو، بعد أكثر من أسبوع على هجوم انتحاري نفذه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في مدينة تمبكتو التاريخية، وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل من بينهم مدنيون، بالإضافة إلى منفذي الهجوم الأربعة، فيما أصيب أكثر من سبعة جنود ماليين، وهو الهجوم الذي استهدف ثكنة عسكرية تقع وسط تمبكتو واستخدمت فيه سيارتان مفخختان.

وكانت القوات الفرنسية والأفريقية الموجودة في المنطقة قد رفعت من حالة التأهب لديها، حيث انتشرت على مشارف المدن الرئيسة في شمال مالي، كما كثرت الطلعات الجوية بحثا عن جهاديين محتملين يتحركون في المنطقة، حيث أكدت مصادر محلية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن طائرات عسكرية فرنسية تتحرك بشكل دائم فوق المدن وبعض الأرياف وترصد تحركات الرعاة والتجار في المنطقة الصحراوية المفتوحة.

وحسب هذه المصادر فإن طائرة عسكرية يعتقد أنها فرنسية قامت منذ أيام بقصف منطقة بالقرب من مدينة تمبكتو، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، أكدت بعض المصادر المطلعة لـ«الشرق الأوسط» أنهم ينتمون لجماعات جهادية تنشط في شمال مالي.