حكومة زيدان تتعهد بمعالجة قضية اختطاف قوات أميركية مواطنا ليبيا

وزير العدل: طلبنا لقاء أبو أنس والسماح لعائلته بالاتصال به هاتفيا

TT

فيما ساد غضب شعبي وهددت الأحزاب الرئيسة في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا بالانسحاب من حكومته الانتقالية، تعهد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان بأن حكومته لن تدخر جهدا في معالجة قضية اختطاف نزيه الرقيعي (أبو أنس) الذي اختطفته قوات أميركية خاصة من قلب العاصمة الليبية طرابلس السبت الماضي.

وأكد زيدان لدى لقائه أمس، مع عائلة أبو أنس، أن الحكومة ستسعى لضمان حقوقه، لافتا إلى أنها قد شرعت في اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الكفيلة بمعالجة هذا الموضوع باعتباره استحقاقا قانونيا وحقوقيا وأخلاقيا على الحكومة، التي ما أتت إلا لخدمة المواطن وحمايته والدفاع عنه وترسيخ حقوقه، معبرا في ذات الوقت عن مدى تأثر وانشغال الحكومة بهذا الأمر، على حد قوله.

وكشف زيدان عن تشكيل فريق برئاسة وزير العدل لمتابعة موضوع اختطاف المواطن الليبي مع السلطات الأميركية، لكنه اعتبر في المقابل أن حادثة الاختطاف ستجري معالجتها بين البلدين عبر القنوات الرسمية ولن تؤثر في مسيرة العلاقات الليبية الأميركية المتميزة، مؤكدا أن أميركا قدمت كل الدعم لثورة 17 فبراير (شباط) عام 2011 ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

من جهته، أكد وزير العدل الليبي صلاح الميرغني، تواصل الحكومة مع السلطات الأميركية للتأكد من الضمانات القانونية والمحامين وحقوق الدفاع عن الرقيعي أمام القضاء الأميركي والتواصل مع الصليب الأحمر الدولي للقاء الرقيعي والاطمئنان عليه والسماح له بإجراء مكالمة هاتفية مع عائلته في أقرب فرصة ممكنة.

وكشف وزير العدل الليبي في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، النقاب عن أن السلطات الليبية قد طلبت من أميركا السماح للصليب الأحمر الدولي بزيارة الرقيعي للتواصل معه والوقوف على حالته وظروف اعتقاله، موضحا أن ممثل الصليب الأحمر أكد أنه لن تكون هناك مشكلة في التواصل مع المواطن الليبي. واعتبر الميرغني أن الاتهام الموجه للمواطن الليبي «ما زال اتهاما يحتاج إلى أدلة ويحتاج إلى حكم قضائي له حجية النقض به»، مؤكدا أن الأصل محاكمة المواطن الليبي في ليبيا الذي أكد مجددا أنه اختطف واعتقل دون تحقيق ودون إعلام مسبق للحكومة الليبية.

وقال الميرغني إن الحكومة وفور علمها بالحادث تواصلت مع الحكومة الأميركية، وأبلغتها أنه رغم تقديمها الدعم الكبير للشعب الليبي خلال معركته ضد نظام القذافي، لكن هذا لا يعني على الإطلاق أننا يمكن أن نوافق على أن يختطف مواطن ليبي تحت أي ظرف من الظروف.

وقال إن وزارته بالتعاون مع وزارة الخارجية ستحرك آلتها القانونية، وأنه التقى نجل الرقيعي وشقيقه وجرى إطلاعهما على ما دار مع حكومة الولايات المتحدة، مؤكدا وجود أبو أنس على متن بارجة أميركية، وأنه سيعرض أمام القضاء الأميركي بنيويورك الأسبوع المقبل، لافتا إلى أن سفيرة الولايات المتحدة في ليبيا ديبورا جونز، وعدت بضمان حقوق أبو أنس القضائية وإمكانية التواصل معه من قبل الحكومة الليبية والسفارة الليبية بأميركا.

واعتبر أن ما وقع هو اختطاف مخالف للقانون في ليبيا وأن النقاش والحوار بين البلدين سيكون نقاشا قانونيا، وربما يتعداه إلى محكمة الجنايات الدولية، لافتا إلى أن الحكومة ستنظر بعين الاعتبار لمصالح ليبيا العليا ولمصلحة ليبيا دولة القانون التي تحترم حقوق الإنسان.

من جهة أخرى، تعهد عمر حميدان المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني، أن اللجنة القضائية التي تشكلت من المجلس الأعلى للقضاء للتحقيق في تهم شحن وتهريب النفط الخام الليبي بطريقة غير شرعية، ستبين لليبيين الحقيقة التامة في هذا الموضوع وتضع كل واحد أمام مسؤولياته وأمام الشعب.

إلى ذلك، نجا نقيب بشرطة بنغازي أمس، من تفجير بواسطة عبوة ناسفة استهدف سيارة الشرطة بمنطقة الرويسات في المدينة التي تعتبر معقل الثوار ومهد الانتفاضة الشعبية ضد القذافي عام 2011.