الصدر يعتذر لأهل السنة بسبب هتافات طائفية في الأعظمية

«الداخلية» العراقية تتوعد بملاحقة مثيري الفتنة

TT

قلل رجل دين سني بارز في العراق من أهمية ما قام به شباب شيعة أخيرا في مدينة الأعظمية شمال غربي بغداد في طريقهم إلى مدينة الكاظمية لأداء زيارة مرقد الإمام محمد الجواد، من ترديد شعارات طائفية مسيئة. وفي حين اعتذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لأهل السنة جراء ذلك معتبرا أن من أطلق مثل هذه الشعارات والهتافات لا يمثل الشيعة، فإن مفتي السنة والجماعة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي دعا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى عدم «تحميل الموضوع جنبة سياسية لأنه قد لا يخرج، في الغالب، عن الجهل أو رد الفعل الانتقامي حيال جزئية معينة، خصوصا أن هناك تفجيرا كبيرا حصل في جسر الأئمة الرابط بين الأعظمية والكاظمية راح ضحيته أكثر من 100 قتيل من الزوار الشيعة». وقال الصميدعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا العمل من حالات الشواذ في المجتمع، ولا ينبغي للعقلاء تحميل الأمة الإسلامية من شتى المذاهب ما يصدر عن مثل هؤلاء الذين لا يفقهون مع يقومون به أكثر مما يحتمل، والأهم يجب أن تكون ردة الفعل الخاصة به شرعية وليست سياسية». وأضاف الصميدعي أن «ردة الفعل لدى إخوتنا الشيعة كانت إيجابية، حيث ظهر السيد مقتدى الصدر معتذرا عما قام به هؤلاء بصرف النظر إن كانوا مدفوعين أم نتيجة غضب معين أو ردة فعل لما حصل قبلها بيومين في حادث التفجير المعروف على جسر الأئمة».

وكان زعيم التيار الصدري استنكر ما قام به بعض من وصفهم بـ«السذج أصحاب العقول الناقصة» وقال في بيان: «إني أشجب وأستنكر من يدعون أنهم شيعة وأتبرأ منهم أمام الله، ما قام به بعض السذج والعقول الناقصة الذين ارتفع عواؤهم في أروقة شوارع الأعظمية وصاروا يهتفون بأمور استفزازية، وإني على يقين من أنهم لا يعون ما يقولون، سوى الدراهم التي أخذوها من أسيادهم لتأجيج الكراهية وتثبيت الملك». وأكد الصدر أن «ما سوف يحدث من تداعيات بعد هذه الحادثة والسابقة الخطيرة هي بسببهم وفي ورقبتهم»، وشدد على أن «من يقوم بهذه الأمور ليسوا شيعة ولا يمتون للشيعة بصلة، وهم بعيدون كل البعد عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه».

في السياق ذاته، اعتبر الأستاذ في الحوزة العلمية بالنجف حيدر الغرابي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أكثر من بعد لما يجري في العراق وما قد يترتب عليه من ردات فعل هنا وهناك أن عراق ما بعد عام 2003 يختلف عن العراق السابق، وبالتالي فقد دخلت أجندات خارجية بهدف إسقاط تجربته السياسية». وأضاف أن «هناك من نجح في إثارة الشارع السني، مثلما أن هناك من نجح في إثارة الشارع الشيعي من خلال المس بمقدساته». وبشأن ما حصل في الأعظمية، اعتبر الغرابي أن «هذا جزء من حالة استدرار العواطف، لكنها لا تحسب بأي شكل من الأشكال على الشيعة».

من جهتها، توعدت وزارة الداخلية من سمتهم «المندسين» باتخاذ أشد الإجراءات القانونية العقابية ضدهم. وقال بيان للوزارة إن «هذه الهتافات تهدف إلى تفتيت اللحمة الوطنية والدينية وتبغي شق وحدة النسيج العراقي الذي تشهد له السنون بأنه عاش ملتحما ولا فرق بين أبنائه في الدين والدم والوطن والحقوق». وأضاف البيان أن «الوزارة في الوقت الذي تدين فيه هذه العقول والتصرفات البعيدة عن الخلق الإسلامي، تؤكد أنها سوف تقف ضد كل من يحاول إثارة أي نوع من أنواع الفتن بين أبناء الشعب الواحد، وسوف تتعامل مع مثل هؤلاء على أنهم مجرمون يريدون لهذا البلد الخراب والفرقة، وستتخذ أشد الإجراءات القانونية العقابية ضدهم».