دعوات أوروبية لاستقبال المزيد من اللاجئين السوريين

البرلمان الأوروبي يطالب بزيادة الدعم للمنظمات والدول التي تحتضنهم

TT

ناقش البرلمان الأوروبي، أمس، الدور الذي يمكن أن يضطلع به التكتل الأوروبي الموحد، سواء على مستوى الدول الأعضاء أو المؤسسات، لمعالجة أزمة اللاجئين السوريين وتدفق أعداد كبيرة منهم نتيجة للصراع المستمر في سوريا، ودعا أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد لـ«تدفق كثيف» للاجئين السوريين.

وفي مداخلة له خلال الجلسة التي انعقدت في ستراسبورغ أمس، قال هانز سوبودا، رئيس كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين، إنه بعد تخفيف التهديدات المباشرة من جانب النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية، لا بد أن تكون الأولوية الآن لإيجاد حل سلمي للصراع المستمر في سوريا وسفك الدماء المستمر، سواء من الأسلحة المحمولة على الطائرات أو من الأسلحة التقليدية.

وفي بيان وزع ببروكسل يتضمن نص كلمته أمام البرلمان، أشار سوبودا إلى أن النزوح الجماعي للاجئين مستمر، وأن أعدادهم وصلت إلى أكثر من مليوني شخص، ثلاثة أرباعهم من النساء والأطفال. وقال: «ينبغي لأوروبا أن تتعامل بشكل أكبر مع هذه المأساة، من خلال توفير فرص للشباب السوري للدراسة والتدريب بحيث يتمكنون بعد عودتهم إلى بلادهم، من المساهمة في بناء سوريا جديدة»، كما أضاف: «ينبغي زيادة الدعم المالي واللوجيستي للمنظمات والدول التي تحتضن هؤلاء اللاجئين».

ونوه سوبودا إلى أن البرلمان الأوروبي دعا دول الجوار السوري، العراق وتركيا والأردن ولبنان، إلى إبقاء حدودها مفتوحة أمام اللاجئين، لكنه أشار أيضا إلى حتمية أن يكون لدول الاتحاد الأوروبي دور أيضا في هذا الصدد.

وبدوره، قال البرلماني سيلفي غيوم، نائب رئيس مجموعة البرلمانيين الاشتراكيين والديمقراطيين، إن نظام اللجوء الأوروبي المشترك، الذي عرف تعديلات أخيرا، «لن يكون سوى قذيفة فارغة ما دام وصول السوريين إلى أوروبا صعبا - إن لم يكن مستحيلا، وخاصة أن أعدادا منهم يلتمسون الحماية الدولية لهم». ودعا إلى «تضامن دولي وتقاسم في المسؤولية لاستقبال اللاجئين»، وأن يكون هناك عدد أكبر من الدول الأعضاء التي لديها الاستعداد لاستقبالهم وتوفير دخول آمن لهم لحماية أعداد من السوريين يقعون فريسة لمهربي البشر ويعرضون حياتهم للخطر من خلال طرق غير آمنة وغير شرعية.

كما صرح المفوض الفرنسي ميشال بارنيه باسم المفوضية الأوروبية بأن على الاتحاد الأوروبي أن يستعد لـ«تدفق كثيف» للاجئين السوريين.

وقال بارنيه أثناء المناقشة في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: «علينا أن نستعد لإمكانية تدفق أكبر» للاجئين السوريين. ولفت بارنيه إلى أن عدة بلدان، منها بلغاريا واليونان، تواجه تدفقا للاجئين السوريين بأعداد كبيرة، لكن ذلك «لم يعد مسألة وطنية فقط، بل مسألة أوروبية»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وشدد على القول: «إن الرد لا يكمن بالتأكيد في إغلاق حدودنا الوطنية وفي الانطوائية أو موقف الانعزال، بل هو مسألة أوروبية». وتابع: «إن أي أزمة بهذا الحجم تؤثر علينا جميعا وعلينا أن نكون مستعدين لها ضمن روحية تضامن أكبر».

وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين طلبت من أوروبا استضافة 10 آلاف سوري على أراضيها وإعادة إسكان ألفين من بين الأكثر ضعفا.

وأكد بارنيه أمس أن «الاتحاد الأوروبي يبقى وسيبقى في الخط الأول لجهة المساعدة الدولية لهؤلاء المهجرين»، مذكرا بأن المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء صرفت منذ نهاية عام 2011 ملياري يورو لـ«دعم الجهود الإنسانية».