مشعل في تركيا للبحث عن دعم جديد والتركيز على ملفات أخرى غير الخلاف مع مصر

مستشار هنية يدعو إلى النأي بالنفس عن الشأن المصري والعربي وتوسيع التعاون مع السلطة

TT

قالت مصادر فلسطينية مطلعة في قطاع غزة، أمس لـ«الشرق الأوسط»، إن «زيارة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الحالية إلى تركيا، تأتي في إطار استئناف نشاط قيادة حماس في المنطقة، بحثا عن مخارج للأزمة الحالية التي تعيشها الحركة في قطاع غزة، بسبب الأوضاع في مصر».

وأكدت المصادر أن مشعل بحث مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الوضع المالي للحركة والعلاقة مع مصر والوضع في غزة والمصالحة مع حركة فتح كذلك.

وأضافت المصادر: «الحركة تريد استئناف نشاطها وتحريك ملفات أخرى مهمة، حتى لا تبقى أسيرة لملف الخلاف مع مصر».

ومرت حماس بفترات عصيبة إثر الأزمة الأخيرة مع مصر، بعدما اتهمها الجيش المصري بالتدخل في شؤون مصر ومساندة الرئيس المعزول محمد مرسي.

وبحسب المصادر: «تريد قيادة حماس القفز عن هذا الملف (الخلافات مع مصر) وتركيز الأنظار نحو ملفات أخرى، مثل الوضع المتأزم في القطاع والمصالحة ووضع المسجد الأقصى».

وكان مشعل دعا من تركيا، إلى انتفاضة ضد إسرائيل، بهدف حماية المقدسات في القدس. واختار تركيا، باعتبارها أحد الحلفاء الجدد لحماس، بعد ما توترت علاقة الحركة بمحور طهران - دمشق وخسرت مصر.

وتخشى حركة حماس من الأسوأ إذا بقيت لأشهر إضافية دون دعم مالي وسياسي، في ظل إحكام مصر قبضتها على الحدود مع غزة وإغلاقها وتدميرها «شرايين حياة» الحركة، أي الأنفاق.

وقررت حماس هذا الشهر دفع سلفة من قيمة الراتب قبل عيد الأضحى، لا تتعدى 250 دولارا للموظف الواحد، ويكشف هذا عن عمق الأزمة المالية التي تعانيها الحركة.

وكانت الأنفاق وحدها تغطي أكثر من حاجة الحكومة الفلسطينية خلال عام.

وقال علاء الرفاتي وزير الاقتصاد في حكومة حماس، إن «خسائر الاقتصاد في غزة منذ يونيو (حزيران) بلغت نحو 460 مليون دولار جراء تدمير الأنفاق. وتصل الميزانية السنوية لحكومة حماس نحو 700 مليون دولار».

وزاد من تعقيد المسألة أن ذلك ترافق مع تخفيف إيران مساعداتها لحركة حماس. وكانت حماس قد خسرت الدعم الإيراني والسوري، قبل أن تخسر كذلك مصر، وهو ما انعكس سلبا على وضعها المالي والسياسي. وأدى كل ذلك إلى تحرك مشعل وقيادة حماس من جديد في محاولة لجلب الدعم وحرف الأنظار عن الأزمة مع مصر.

ودعا المستشار السياسي لرئيس الوزراء في غزة، يوسف رزقة إلى «ضرورة النأي بالنفس عن الشؤون المصرية والعربية، وأن يعلن هذا بشكل واضح، بأن فلسطين وغزة تنأى بنفسها عن الشؤون المصرية والشؤون العربية بشكل واضح».

وأضاف في ندوة سياسية: «هذا فعلا ما هو جار الآن من قبل قطاع غزة». وتابع: «من الضرورة أن تعمل غزة مع مصر، بوصف غزة فيها حكومة تمثل مصالح الشعب، ولا يجب أن نترك المجال للإعلام أن يبين أن الحكومة في غزة تمثل حزبا سياسيا».

وأكد رزقة على ضرورة التعاون الإيجابي مع السلطة الفلسطينية، فيما يتعلق في خدمة المواطن الفلسطيني. وقال: «بغض النظر عن المواقف من السلطة أو دورها السلبي في كثير من الملفات وخصوصا ملف العلاقة مع مصر والوثائق التي كشف عنها قبل فترة، إلا أنه يوجد مساحات مشتركة في كثير من القضايا التي تتعلق بشؤون المواطن الفلسطيني».

وأضاف: «علينا أن نوسع هذه المساحات المشتركة خاصة إذا كنا ننظر إلى أن المصالحة قد تتأخر، والوطن العربي لم يستقر بعد، فالحالة المصرية تؤثر على العالم العربي الذي بات في ارتباك، والعالم الغربي مستفيد من هذه الحالة والاحتلال الإسرائيلي مستفيد من هذه الحالة».