4500 معتقل في سجن حلب المركزي يواجهون خطر الإعدام اليومي

«الائتلاف» وصفه بـ«غرف انتظار الموت».. وأنباء عن دفن مائة جثة بساحته الشرقية

TT

يعيش نزلاء سجن حلب المركزي الخاضع لسيطرة القوات النظامية أوضاعا إنسانية مزرية. ومن بين 4500 سجين معتقلين فيه، يسقط بشكل يومي عدد من القتلى، إما بالإعدام المباشر وإما بالمرض والجوع، بحسب ما أعلنه «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، متهما العناصر النظامية داخل السجن بـ«إطلاق النار بشكل متكرر على السجناء لاتهام مقاتلي (الحر) بذلك».

ودفعت الأوضاع الكارثية في السجن النزلاء الموجودين فيه إلى انتظار الموت، وفق رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي الذي أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى استمرار عمليات التصفية الجسدية من قبل القوات النظامية وانعدام الحد الأدنى من الشروط الصحية والإنسانية. وأوضح أن «السجناء الذين تنتهي فترة حكمهم لا يفرج عنهم»، وهو ما أكدته الشبكة السورية لحقوق الإنسان في وقت سابق، مشيرة إلى أن نحو 1300 سجين أنهوا محكومياتهم لكن السلطات ترفض الإفراج عنهم.

وكشف الريحاوي عن «دفن العناصر النظامية نحو مائة جثة في الساحة الخلفية للسجن، بينهم 60 من السجناء و40 من الجنود النظاميين قتلوا إثر الاشتباكات مع الجيش الحر». وعلى الرغم من أن كتائب «الجيش السوري الحر» تفرض حصارا على مبنى السجن منذ خمسة أشهر، في محاولة لتحرير السجناء المحتجزين على خلفيات جنائية وأخرى تتعلق بدعم المعارضة، فإن القوات النظامية لا تزال تتحصن فيه وتستخدم السجناء كدروع بشرية كلما اشتدت الهجمات عليها.

ويقع السجن على طريق مهم يصل بين حلب وريفها الشمالي، الذي يعد معقلا للجيش الحر، مما يجعل السيطرة عليه هدفا استراتيجيا، إضافة إلى أن الجيش النظامي يستخدمه لقصف المناطق المجاورة والخاضعة لسيطرة المعارضة.

ودفعت الأوضاع السيئة التي يعيشها السجناء «الائتلاف الوطني المعارض» إلى إصدار تقرير يشرح ملابسات ما يحصل في داخله، بعنوان «غرف انتظار الموت». وقال إن السجن «تحول إلى معتقل رهيب منذ أن بدأت معارك مدينة حلب حيث قتل فيه وأعدم ما يقارب 150 سجينا بالرصاص أو بالتعذيب على يد القوات النظامية».

وأفاد «الائتلاف» بـ«توقف إدارة السجن عن توزيع مادة الخبز واكتفائها بتوزيع كوب من الأرز المسلوق تزامنا مع زيادة وتيرة التعذيب بشكل كبير»، لافتا إلى «ازدياد الأمور سوءا إذ حرم السجناء من الطعام، ومنحوا بدلا من ذلك حفنة طحين يومية تزن 150 غراما، مما اضطرهم من أجل خبز الطحين إلى حرق ثيابهم وأغطيتهم ليبقوا أشباه عراة».

وغالبا ما تمنع الأوضاع الميدانية المحيطة بالسجن محاولات لإيصال المساعدات الغذائية والصحية إلى داخله، إذ تعرضت سيارات تابعة لمنظمة الهلال الأحمر السوري لإطلاق نار مجهول المصدر مرات عدة. إلا أن المنظمة تمكنت في منتصف أغسطس (آب) من العام الجاري من إتمام أولى العمليات الناجحة، حيث تمكنت من إدخال خمسة آلاف وجبة وإخراج عشرة مساجين فقط ممن أنهوا أحكامهم، في حين بقي مصير الآلاف من السجناء مجهولا.

وذكر «الائتلاف» أنه تواصل في منتصف العام الجاري مع مجموعات المعارضة التي تحاصر سجن حلب المركزي، وأكدت سماحها بدخول أي إغاثة إضافية إلى السجن عبر الهلال الأحمر مع التعهد بحماية فرق الإغاثة.

وتؤكد الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن «التقيؤ والإسهال والتسمم حالات شائعة بين المعتقلين، لأن خزانات الماء لم تنظف منذ أشهر، وهي مليئة بالديدان والقاذورات»، في حين نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن أحد الناشطين قوله إن «الحراس يقدمون للسجناء القليل من الطعام ويبيعونهم الدواء بسعر فاحش يبلغ 10 دولارات للحبة المسكنة».

يذكر أن سجن حلب المركزي يقع على أطرف مدينة حلب، وهو سجن مدني يتبع رسميا لوزارة الداخلية، ويضم ما يقارب 4500 سجين، بينهم سجناء سياسيون ومنشقون عسكريون، لكن السجن أصبح معقلا للجيش النظامي.