مفاوضات جدية لإطلاق سراح المخطوفين في أعزاز.. والتركيين في لبنان

الأهالي يطالبون خاطفي الطيارين التركيين بشريط فيديو «كبادرة حسن نية»

TT

أعلن وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال شكيب قرطباوي أن تحديد مواعيد للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين التسعة في مدينة إعزاز السورية منذ أكثر من عام، «ليس إلا تكهنات»، لكنه أكد لـ«الشرق الأوسط» أن المفاوضات من أجل إطلاق سراحهم «دخلت الإطار الجدي».

وتزامنت تصريحات قرطباوي مع تبليغ أهالي المخطوفين اللبنانيين في إعزاز (شمال سوريا)، أخبارا «إيجابية»، تتحدث عن انفراجات في قضيتهم، بعد تكثيف الجهود المحلية والدولية للوصول إلى إطلاق سراحهم، إثر دخول ألمانيا على خط التفاوض بين الخاطفين والسلطات اللبنانية.

وتحفظ قرطباوي، وهو عضو اللجنة الوزارية المكلفة متابعة قضية مخطوفي إعزاز، عن الإدلاء بأي تفاصيل متعلقة بسير عملية التفاوض، مكتفيا بالقول إن «المفاوضات جدية، لكنها لم تتوصل بعد إلى نتائج ملموسة»، نافيا في الوقت نفسه أن يكون هناك أي توقيت محدد لإطلاق سراحهم، بعد تداول أنباء عن إطلاق سراحهم خلال عيد الأضحى. وأكد قرطباوي أن كل الحديث عن توقيت وعراقيل، يأتي في إطار «التكهنات».

وارتفعت وتيرة الحراك السياسي اللبناني، أمس، باتجاه حل قضية المخطوفين، وحل قضية الطيارين التركيين المخطوفين في لبنان منذ 9 أغسطس (آب) الماضي، إذ عرض وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل مع السفير التركي اينان أوزالديز الأوضاع الأمنية وآخر المستجدات المتعلقة بقضية مخطوفي إعزاز والطيارين التركيين.

في موازاة ذلك، طالب أهالي المخطوفين في إعزاز الخاطفين بطمأنتهم على سلامة أبنائهم عبر تسجيل فيديو. كما ناشدوا مجموعة «زوّار الإمام الرضا»، التي تبنت خطف الطيار التركي ومساعده، بأن يظهروا بادرة حسن نية وينشروا فيديو مسجّلا عن المخطوفَين، يطمئن ذويهما على سلامتهما.

وكانت جهة معارضة سورية، اختطفت 11 لبنانيا في 22 مايو (أيار) 2012، أثناء عودتهم برا من زيارة دينية في إيران، وأطلقت سراح شخصين منهم، على دفعتين، خلال العام الماضي. وطالبت الجهة الخاطفة، المعروفة باسم «لواء عاصفة الشمال» في إعزاز، بإطلاق سراح السجينات السوريات لدى النظام السوري، مقابل الإفراج عن اللبنانيين التسعة.

وتبلغ أهالي المخطوفين «إشارات إيجابية» على صعيد حل قضيتهم. وقال المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى متابعة قضيتهم الشيخ عباس زغيب لـ«الشرق الأوسط»، إن «بعض التطورات الإيجابية حصلت خلال اليومين الماضيين»، تمثّلت في «عمل مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم الجدي وبذله جهودا حثيثة وتواصله مع أطراف عربية وإقليمية ودولية، للوصول إلى حل لقضية اللبنانيين المخطوفين». وكشف زغيب أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «تجاوب مع مطلب الجهة الخاطفة، بإطلاق سراح سجينات سوريات»، كان الخاطفون طالبوا بالإفراج عنهم مقابل الإفراج عن اللبنانيين التسعة في إعزاز.

وعما إذا كانت عوائق الإفراج عنهم مرتبطة بإطلاق سراحهم على دفعة واحدة أو على دفعات، قال زغيب: «المهم أن تجري الصفقة، كي نقفل ملف قضية إنسانية، وليس مهما إذا كان الإفراج عنهم يتم بالتجزئة أو دفعة واحدة».

وينشط التواصل الرسمي اللبناني مع الحكومة التركية، للضغط على الخاطفين في سوريا إطلاق سراح اللبنانيين، علما أن الأنباء المتداولة تفيد بأن المخطوفين محتجزون في منطقة إعزاز المحاذية للحدود التركية - السورية. وقال الشيخ زغيب: «نتمنى على الأتراك قراءة الواقع بعقلانية أكثر وإنهاء الملف، لأن وضع حل للقضية يحتاج قرارا حكيما».

وكان أحد المتحدثين باسم أهالي المخطوفين دانيال شعيب أعلن قبل يومين موافقة النظام السوري على إطلاق السجينة السورية طل الملوحي، مشيرا إلى أنه «يذلّل العقبات التي تحول دون الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين، فيما يراوغ الطرف الآخر، قبل أن يصبحوا محرجين بعد تجاوب النظام في الإفراج عن بعض الأسماء».