عمليات إرهابية مكثفة ضد الجيش والشرطة في سيناء

تفجير انتحاري في العريش وإطلاق نار على حافلات جنود بالشيخ زويد

بقايا سيارة مفخخة أمام مركز شرطة الطور في سيناء أول من أمس (أ. ف.ب)
TT

شهدت مناطق الشيخ زويد ورفح والعريش بشمال سيناء هجمات مكثفة أمس من قبل جماعات «تكفيرية إرهابية» على عناصر من قوات الجيش والشرطة، أسفرت عن عدد من القتلى والجرحى.

وفي سابقة تعد الأولى من نوعها قام انتحاري، يستقل سيارة (فيرنا)، بتفجيرها في كمين الريسة على الطريق الدولي العريش - رفح. وأكد مصدر عسكري مسؤول أن من بين القتلى 3 مجندين تابعين للقوات المسلحة، ومجندا واحدا تابعا للشرطة المدنية، فيما أصيب 5 مجندين آخرين.

وأشار شهود عيان إلى أن سيارة مدنية دخلت إلى الكمين الواقع شرق المدينة - والذي تعرض مسبقا لعشرات المرات من إطلاق النار - بصورة عادية، وتوقفت للتفتيش، وعندما تم الاقتراب منها لفحصها تم تفجيرها وداخلها الانتحاري، مما أدى إلى مقتل 4 جنود، وإصابة 5 آخرين نقلوا للعلاج بالمستشفيات.

وأضاف مصدر أمني أن قوات الأمن انتقلت إلى مكان الكمين لنقل المصابين والوفيات إلى المستشفيات، فيما حلقت مروحيتان في سماء مدينة العريش وفي محيط الانفجار، فيما تقوم فرق مختصة بتمشيط المنطقة تحسبا لوجود قنابل أخرى. كما أعلنت حالة التأهب على الحدود بين مصر وإسرائيل جنوب رفح وحتى شمال منفذ العوجة التجاري البري. وتعرض المنفذ لإطلاق نار من مسلحين لاذوا بالفرار، مما اضطر الجانب الإسرائيلي لإغلاقه.

وأطلق مسلحون النار على مدرعة وأتوبيسين يقلان جنودا على طريق الشيخ زويد – رفح. وقال شهود عيان إن مسلحين أطلقوا النار على قوة مكونة من مدرعة وأتوبيسين لنقل الجنود في منطقة الكوثر قرب حاجز أبو طويلة الأمني، وشوهدت المدرعات تنقل 3 مصابين إلى مستشفى الشيخ زويد، ولفت شهود العيان إلى تعرض قسم شرطة الشيخ لإطلاق نار من قبل مسلحين.

ومن جهته، صرح اللواء عبد الناصر العزب، رئيس أركان الجيش الثالث الميداني، بأن قوات التأمين بنطاق صحراء سيناء تمكنت من القبض على 5 عناصر إرهابية إثر تعقب الخلية المنفذة لعملية تفجير مديرية أمن جنوب سيناء والتي قتل فيها ثلاثة مجندين، وأصيب 62 آخرون، إثر تفجير سيارة مفخخة في بداية هذا الأسبوع. وأكد العزب أن قائد الجيش اللواء أسامة عسكر قرر الدفع بتشكيلين من القوات المسلحة قاما بتطويق منطقة صحراء مدينة الطور لتعقب الخلايا الإرهابية ومنفذي عملية مديرية الأمن ومخازن أسلحتهم. كما قام تشكيل آخر بتطويق منطقة الحسنة والقسينة وطرق الأودية المؤدية منها لوسط سيناء لتعقب الجناة في عملية محاولة اغتيال مساعد قائد الجيش اللواء سيد عبد الكريم بأحد طرق المنطقة أثناء قيامه بمهمة إنسانية لتوفير السلع والخدمات للقرى والتجمعات البدوية بالمنطقة استجابة لمطالب مشايخ ومعاقل البدو لوضع استراتيجية للتواصل الاجتماعي بين الجيش والقبائل البدوية في المناطق النائية في صحراء سيناء.

ووردت أنباء عن وجود اشتباكات بين إحدى فصائل قوات التأمين و5 آخرين من المشتبه فيهم في تنفيذ عملية محاولة اغتيال مساعد قائد الجيش الثالث.

وفي سياق متصل، أكد اللواء محمد شمس، قائد قوات تأمين المجرى الملاحي للقناة التابع للجيش الثالث، أنه جرى تنفيذ إجراءات أمنية ونقاط تفتيش تستهدف كل الطرق والمحاور والممرات الاستراتيجية كممر الجدي ومتلا وهضبة السينما الإسرائيلية، ووضع متاريس أمنية على مداخل وخارج المعديات البحرية بين شاطئي القناة ونفق الشهيد أحمد حمدي ومراسي الصيادين بمنطقة البحيرات وكبريت.

وعلى صعيد التحقيقات القانونية مع المقبوض عليهم من الجماعات الإرهابية، أمرت نيابة أمن الدولة العليا بحبس اثنين من أعضاء تنظيم القاعدة المتهمين بالاشتراك مع «عادل حبارة» وآخرين في قتل 25 مجندا، في الحادثة المعروفة إعلاميا بـ«مجزرة رفح الثانية»، 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجريها معهم النيابة، ليرتفع عدد المتهمين المحبوسين على ذمة القضية إلى 12 متهما حتى الآن.

وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها للقبض على عدد من المتهمين الهاربين تنفيذا لقرار النيابة، حيث وجهت النيابة للمتهمين المقبوض عليهم اتهامات بقتل 25 مجندا في أحداث رفح الثانية والانتماء والانضمام إلى تنظيم القاعد وتشكيل جماعة مسلحة على خلاف أحكام القانون والدستور وحيازة أسلحة ومفرقعات والتعدي على قوات الأمن والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية وتهديد الأمن.

كما كشفت تحريات الأجهزة الأمنية على وجود اتصال بين المتهمين وتنظيم القاعدة في أفغانستان، ووجود مراسلات وخطابات متبادلة، كما كشفت التحريات تلقي عدد من المتهمين تدريبات على كيفية تنفيذ عمليات إرهابية وكيفية تصنيع القنابل داخل تنظيم في أفغانستان والعراق وليبيا.

وكانت مصادر أمنية قد أكدت أن المتهم عادل محمد إبراهيم، الشهير بعادل حبارة، والذي تم القبض عليه بالعريش برفقة متهمين آخرين، اعترف أمام الجهات المعنية بقتل جنود الأمن المركزي الخمسة والعشرين على طريق «العريش - رفح»، حيث ثبت أنه هو الذي قاد عملية قتل الشهداء، وقام بتمثيل الواقعة كما حدثت تماما وكيفية قتلهم دفعة واحدة هو وآخرون.