إضراب عام في محافظات العراق الغربية تنديدا بالإساءة إلى الصحابة

السيستاني والصدر والمالكي يستنكرون تصرفات طائفية في الأعظمية

TT

اعتبر معتصمو المحافظات الغربية الخمس من العراق المنتفضة منذ أكثر من تسعة أشهر، ما صدر من إدانات واستنكارات من قبل المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، وزعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، ورئيس الوزراء نوري المالكي، بشأن الإساءة إلى الصحابة - أمرا إيجابيا ومهما. وفي وقت أعلن فيه الإضراب العام والعصيان المدني في دوائر محافظة الأنبار وعدد من المدن في المحافظات الغربية باستثناء الصحة ودوائر الكهرباء لمدة يوم واحد، فقد أكد الشيخ غسان العيثاوي، عضو لجان التنسيق الشعبية للمحافظات المنتفضة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما صدر من إدانات واستنكارات من قبل المراجع الدينية الشيعية، خصوصا السيد السيستاني وزعيم (التيار الصدري) ورئيس الحكومة، يعد امرا إيجابيا، ونحن نقدره عاليا، لأنه يجيء في وقت حساس، وخصوصا إن هناك من يريد إشعال فتنة طائفية بمثل هذه الأعمال المستنكرة». وأضاف الشيخ العيثاوي أن «ما قاله رئيس الوزراء المالكي بأن وراء ما حصل من هتافات طائفية بالأعظمية إنما هي مدفوعة الثمن من جهات خارجية أمر صحيح، ولذلك فإننا نؤكد أن مثل هذه التصرفات خارجية فعلا، وأننا في الواقع عندما نرى إخوتنا وشركاءنا في الدين والوطن يسارعون إلى اتخاذ مثل هذه المواقف فإننا نفرح بالفعل ونرى فيها تقدما مهما على صعيد ما يحصل في البلاد». وبشأن العصيان المدني والإضراب العام في الأنبار والمظاهرات في سامراء والفلوجة، قال العيثاوي إن «مثل هذه الأمور هي أقل ما يمكن أن نعملها وهي ذات طابع رمزي استنكارا لمن يتطاول على سيدنا الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب وأمنا أم المؤمنين عائشة». وأوضح العيثاوي أن «هناك من يحاول تهديد السلم الأهلي بمثل هذه الأساليب، إلا أننا واعون لمثل هذه الفتن وسوف تقبر مثلما قبر ما سواها».

ويقول شهود عيان في مدينتي الرمادي (100 كيلومتر غرب العراق) والفلوجة (50 كيلومتر غرب بغداد)، إن المحال التجارية أغلقت أبوابها تنفيذا لقرار الاعتصام الذي دعا إليه مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي، فضلا عن رجال دين آخرين. وفي الوقت نفسه، فقد خرج المئات من أهالي المحافظة في مظاهرات حاشدة بشارع ميسلون، وسط مدينة الفلوجة، وساحة الاحتفالات، وسط مدينة الرمادي، تندد بالإساءة إلى صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «صحابة رسول الله وآل البيت خط أحمر لا يمكن تجاوزه»، ورددوا هتافات تندد بمن أساء إلى صحابة رسول الله (ص) في مدينة الأعظمية. وكان مكتب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني أعلن أمس أن استفتاء قدم إلى مكتب المرجع الديني الأعلى السيستاني، بخصوص سب أصحاب وزوجات النبي محمد وجاء فيه «قد تردد في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لموكب في يوم وفاة الأمام الجواد، ويظهر فيه مجموعة من الناس في منطقة الأعظمية، يهتفون بسب عمر وعائشة وغيرهما، فهل هذا العمل مدان من قبل المرجعية الدينية العليا، خصوصا أنه يتعلق بسب الرموز الدينية لإخواننا أهل السنة، وهذا بدوره يمكن أن يشعل فتيل فتنة عمياء بين أبناء الشعب العراقي؟». ومما جاء في رد السيستاني أن «هذا التصرف مدان ومستنكر جدا وعلى خلاف ما أمر به أئمة أهل البيت شيعتهم. والله الهادي». من جانبها، فقد حملت كتلة الفضيلة البرلمانية التي تنتمي إلى كتلة «التحالف الوطني» من وصفتهم بمثيري الفتنة الطائفية مسؤولية خدمة الجماعات الإرهابية وتعريض الأبرياء لاعتداءاتها. وقال رئيس الكتلة عمار طعمة في بيان له أمس إن «جهل وحماقة بعض الأفراد وانسياقهم ضمن مشروع الفتنة وتمزيق المجتمع المسلم ومساهمتهم في شحن الشارع العراقي بأجواء التوتر والاحتقان وما ينتج عنه من تهديد للسلم الأهلي - يحتاج إلى موقف وطني موحد برفض هذه الممارسات المضرة ومحاسبة مروجيها». وأضاف أن «جهل هؤلاء يشترك، بشكل مباشر أو غير مباشر، في زيادة تعرض الأبرياء لإجرام الإرهاب»، مؤكدا أنه «يقدم للجماعات الإرهابية خدمة مجانية بتوسيع نطاق التعاطف معهم بمبررات تنتجها سلوكيات أولئك الحمقى الذين خالفوا سيرة أئمة أهل البيت ومنهجهم بالتعامل مع من يختلف معهم فكريا أو عقائديا». ودعا طعمة الحكومة إلى «تحمل مسؤوليتها في معالجة هذه الظواهر السلبية المنتجة للتحريض والصراع المجتمعي وتجفيف منابعها اتقاء للفتنة وحفظا لأمن المجتمع».