رئيس السلطة القضائية الإيراني ينتقد أساليب معالجة «الحجاب غير الكافي»

قائد الشرطة ينفي وجود أي مبرر قانوني لاستخدام القوة لاستخلاص الاعترافات من المتهمين

TT

انتقد آية الله صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية في إيران، الأساليب التي تتبعها الشرطة وأجهزة إنفاذ القانون في تطبيق القوانين المتعلقة بارتداء الحجاب.

وفي حديث له في أذربيجان، قال لاريجاني «نحن كمسلمين ملتزمين قد لا نكون راضين عن مستوى التقيد بالحجاب في المجتمع، ولكن بدلا من معالجة الأمر بطريقة قاسية ينبغي علينا أن نفهم العوامل الأساسية التي أدت إلى هذه النتيجة، ولذلك علينا أن نحاول معالجتها أولا». وأضاف أن «مجتمعنا في حالة احتضان لعناصر الحداثة، وهذا هو السبب لمختلف التحديات التي نواجهها».

وقد أصبح ارتداء الحجاب أمرا إلزاميا بعد سنتين من انطلاق الثورة الإسلامية عام 1979، وعلى النساء في الأماكن العامة أن يغطين الجسد والرأس من دون تغطية الوجه والكفين. وعلى مدى العقدين المنصرمين كانت الطبقة الوسطى المتنامية والتقليديين في البلاد على خلاف حول كيفية ارتداء الحجاب بشكل صحيح.

ويستخدم رجال الدين مصطلح «الحجاب غير الكافي» للإشارة إلى النساء اللواتي يرتدين الحجاب لتغطية الجسد والشعر ولكن ليس بشكل كامل، كما تحض بعض التفسيرات التقليدية لمفهوم الحجاب. وبالنسبة للعديد من الإيرانيات فإن حرية اختيار تصميم ولون اللباس أمور يجب ألا تخضع لأي رقابة رسمية أو دينية، وهذا ما سيلاحظه أي مراقب أجنبي عند زيارته لإيران، حيث إنه كلما كبرت المدينة تعددت التصاميم والألوان للأزياء المستعملة.

وقالت البارونة هالة أفشار، لـ«الشرق الأوسط»، وهي السيدة الوحيدة من أصول إيرانية في مجلس اللوردات البريطاني، إنه «وبحسب القرآن الكريم على المرأة ألا تبرز مفاتنها للرجال، ولكن هذا لا يعني أن عليها أن تغطي كامل جسدها». وفي إشارة إلى تضارب التفسيرات الدينية لمفهوم الحجاب قالت البارونة أفشار «لحسن الحظ يبدو أن الحكومة الجديدة مستعدة لمعالجة هذه النقطة بطريقة موضوعية».

وفي تطور مواز، قام الجنرال إسماعيل أحمد مقدم، قائد الشرطة في إيران، بتذكير قواته بأن استخدام «وسائل غير قانونية لإجبار المشتبه بهم على الاعتراف بجرائمهم أمر غير مقبول»، وذلك بحسب وكالة الطلبة للأنباء. وفي حديث له خلال احتفال لتخليد ذكرى إرث المرشد الأعلى الإيراني الراحل آية الله روح الله الخميني، أكد مقدم على أنه ليس هنالك أي مبرر قانوني أو ديني يبيح استخدام القوة لاستخلاص الاعترافات من المتهمين.

وبلا شك فإن تصريحا كهذا ومن قائد قوات الشرطة في البلاد سيتم تفسيره على أنه اعتراف ضمني بأن مثل هذه الوسائل كانت تُستعمل في الماضي. ومن الجدير بالذكر أنه يبدو أن إدارة روحاني لن تتهاون مع مثل هذه الأساليب في تحصيل الاعترافات القسرية. وقد تحدث الرئيس الإيراني روحاني مرارا وتكرارا قبل وبعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو (حزيران) الماضي عن التزامه بحماية الحقوق واحترام كرامة المرأة في القطاع العام.

ويذكر أن إحدى الطرق التي استخدمها الفصيل المحافظ لممارسة سلطته الاجتماعية والسياسية كانت عن طريق فرض ارتداء الحجاب الكامل من خلال نشر دوريات أخلاقية في الشوارع المدن الكبرى في البلاد. وعبثا حاولت، خلال 16 عاما، كل من إدارتي الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي التخفيف من صرامة القواعد السلوكية المفروضة في البلاد.