حفل زفاف جماعي مترف لجنود النظام في أحد فنادق حمص.. على وقع المذابح

مسؤول رفيع أكد أن الخطوة تبين أن «النظام يسير بثبات نحو النصر»

عروسان خلال حفل زفاف جنود النظام السوري في أحد فنادق حمص
TT

بينما تدك قوات النظام بلدات غوطة دمشق بحمم من القذائف المدفعية والجوية، وتتساقط الصواريخ على حي الوعر ذي الكثافة السكانية العالية، ويتواصل الحصار على الأحياء القديمة في مدينة حمص، نظمت مؤسسة الشهيد السوري بالتعاون مع محافظة حمص ووزارة الإعلام حفل زفاف جماعيا مترفا لمجموعة من ضباط وجنود الجيش النظامي في فندق حمص الكبير، بحضور رسمي وشعبي.

وفكرة الزفاف الجماعي لمقاتلي جيش النظام «نبعت من رحم المعاناة» وفق ما أفاد به مدير مؤسسة الشهيد السوري وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء السورية (سانا) «الزفاف الجماعي أبسط تقدير وعرفان بالجميل لقواتنا المسلحة». وبثت وسائل الإعلام الرسمية تغطية لهذا الحدث باعتباره «رسالة محبة وتسامح ودليل على أن الوطن يتعافى»، بحسب تعبير أمين فرع جامعة البعث لحزب البعث (الحاكم) محمد العيسى، الذي وصف العرسان من القوات المسلحة النظامية بـ«الأبطال الذين يتصدون للمجموعات الإرهابية المسلحة وللخونة الذين أرادوا تدمير الوطن» لافتا إلى أنهم بحفل الزفاف الجماعي «يصنعون أيضا الفرح والمستقبل».

وظهر في الصور أكثر من سبعة أزواج من العرسان، العرائس بفساتين زفاف بيضاء، وعرسان بالزي العسكري الميداني، يتصدرون قاعة ضخمة امتلأت بالورود البيضاء. وارتفعت بينها صور للرئيس بشار الأسد. ويشار إلى أن صفحات موالية ومواقع إخبارية إلكترونية تابعة للنظام كانت قد تداولت صورا لزفاف أحد الضباط في جيش النظام يرتدي الزي العسكري القتالي، فيما ترتدي عروسه فستان زفاف تم تفصيله من قماش البدلة العسكرية، وكانا يقطعان قالب الكعكة وسط فرحة الأهل والأصدقاء.

وفي الصور التي بثتها يوم أمس وسائل الإعلام السورية الرسمية ظهر عروسان يقطعان بالسيف قالب الكعكة من سبع طبقات في وقت يعاني فيه أكثر من 70% من الشعب السوري من ظروف إنسانية سيئة، ويعيشون تحت خط الفقر.

وتشير أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى أن أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم عشرين مليون نسمة يحتاجون للمساعدات. فر منهم أكثر من مليوني شخص إلى دول الجوار وأكثر من أربعة ملايين نزحوا داخل البلاد، بينهم أكثر من مليون طفل تقطعت بهم السبل في المناطق الساخنة ولا تتمكن الأمم المتحدة من توصيل المساعدات لهم.

إلا أن نائب رئيس المكتب التنفيذي بمحافظة حمص دمر العلي اعتبر إقامة فعاليات مثل الزفاف الجماعي يبرهن على أن النظام يسير «بخطوات ثابتة باتجاه النصر» والدليل أن حفل الزفاف الجماعي يقام «في وسط مدينة حمص» وقال: إن محافظة حمص «أعطت أهمية كبيرة للجانب الاجتماعي من خلال التواصل مع المجتمع بكافة أطيافه عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية».