تحالف أنصار الرئيس المعزول يلغي دعوته للتظاهر في «التحرير» منعا لإراقة الدماء

الإخوان يرفضون المصالحة ويتمسكون بعودة مرسي ودستور 2012

جنود من الأمن المركزي المصري يسدون مداخل ميدان رابعة العدوية لمنع عودة الإسلاميين إليه (رويترز)
TT

ألغى أنصار جماعة الإخوان المسلمين دعوتهم للاحتشاد بميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة، أمس (الجمعة). وقال التحالف الوطني لدعم الشرعية الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي، إن هذه الخطوة تأتي «تجنبا لإراقة المزيد من الدماء».

وبينما اكتفى أنصار المعزول بالمسيرات فقط، كثفت أجهزة الأمن مدعومة من الجيش في القاهرة والجيزة والمحافظات من وجودها بالميادين الحيوية، وأعلنت حالة الاستنفار الأمني في ميادين «النهضة (غرب)، والألف مسكن بمصر الجديدة، ورابعة العدوية (شرق)». وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»: «سوف نتصدى لأي محاولات للخروج عن الشرعية، وتم الدفع بتعزيزات أمنية في محيط ميدان التحرير، وشارع قصر العيني، وعدد من الوزارات القريبة من ميدان التحرير»، مضيفا أن «هناك خطة لتأمين ميداني رابعة العدوية، والنهضة، شملت الدفع بمدرعات وتعزيزات كبيرة لمنع أي محاولة للاعتصام داخله من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، كما انتشرت قوات إضافية في محيط مديرية أمن الجيزة القريبة من الميدان، وكذلك قوات لتأمين المنشآت الحيوية بالمنطقة».

يأتي ذلك في وقت قالت فيه جماعة الإخوان المسلمين إنها «ترفض مبادرة الفقيه الدستوري أحمد كمال أبو المجد وتتمسك بعودة الرئيس مرسي ودستور عام 2012». وأكد القيادي بجماعة الإخوان محمد علي بشر أنهم أبلغوا أبو المجد بأن أي خطوة للحلول النهائية لا بد أن تكون في إطار عودة مرسي ودستور 2012، مشددا على أن موقفهم لم ولن يتغير في هذا الخصوص، زاعما أن الجماعة لا تستطيع أن تتخذ أي مواقف لا تعبر عن مطالب الجماهير.

وأضاف بشر، في بيان له أمس، أن لقاءه وبعض القيادات مع أبو المجد كان في مجمله حوارا عاما في ما يتعلق بالشأن المصري، وما تشهده البلاد من أحداث، ولم يتضمن طرح أي مبادرات محددة أو حديث عن حلول نهائية أو خطوات تنفيذية، وكان هدفه الأساسي محاولة تهيئة الأجواء المتوترة التي تشهدها الساحة قبل الانخراط في أي حوارات سياسية.

وأرجع مراقبون فشل مبادرة التصالح مع الإخوان بسبب سعي كل من جماعة الإخوان والسلطات المصرية للتصعيد كل طرف من جهة، بالإضافة إلى عدم وجود متخذي القرار في الجماعة لإنجاح المفاوضات، في ظل وجود قياداتها في السجون أو مطاردين من قبل قوات الأمن، إضافة إلى لفظ الشارع المصري لجماعة الإخوان ورفضه المصالحة معهم.

وأكد المراقبون أن الحوار سيفيد جماعة الإخوان أكثر مما سيفيد النظام المصري الحاكم، لأن النظام لن يخسر شيئا من عدم الحوار، مطالبين جماعة الإخوان المسلمين بضرورة اللجوء إلى الحوار، لعدم خسارة كل شيء.

وكان الدكتور أحمد كمال أبو المجد، المفكر الإسلامي والفقيه الدستوري، قد قال إن الاتصالات تمت بموافقة ضمنية من الإخوان ومؤسسات الدولة الحاكمة، واستهدفت ضرورة تطبيق القانون بعدالة ناجزة ووقف عمليات التحريض ضد الجيش ووقف العنف والمظاهرات، بالإضافة إلى عدم الحديث عن عودة الرئيس السابق مرسي. وكشف أبو المجد أنه التقى محمد علي بشر وعمرو دراج، القياديين الإخوانيين، وأنه سيلتقي عددا من قيادات الجماعة، وأنهما «قبلا أشياء لم أتوقع أن يوافقا عليها، فلم يتحدثا عن عودة مرسي لأن الواقع فرض نفسه، وأكدا أنه يجب ألا يمتلك أي حزب تنظيمات عسكرية حتى لا يخلق فجوة بينه وبين الشارع».

وقال التحالف الوطني لدعم الشرعية إنه «ألغى دعوته للاحتشاد بميدان التحرير أمس الجمعة، استجابة لمناشدات الكثيرين من أبناء الأمة المخلصين والعديد من المفكرين والقوى السياسية بتجنب الميادين التي تؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء تأكيدا لسلمية الفعاليات». وأهاب بيان التحالف بتجنب أماكن إراقة المزيد من الدماء، مع الاحتفاظ بحق المصريين في التظاهر بميدان التحرير ورابعة والنهضة في أسابيع مقبلة.

وتعارض جماعة الإخوان خطوة الجيش بعزل مرسي المنتمي للجماعة، تحت ضغط المظاهرات الشعبية، التي بدأت نهاية يونيو (حزيران) الماضي، وانتهت بعزله في 3 يوليو (تموز) الماضي.

وخرجت مسيرات في عدة أحياء بالقاهرة والجيزة، أمس، شارك فيها المئات من مؤيدي الرئيس المعزول، وسط إجراءات أمنية مشددة، خاصة في محيط مسجد رابعة العدوية وشارع النصر بضاحية مدينة نصر، حيث سعت عدة مسيرات إخوانية إلى الوصول إليه، لكن قوات الأمن فرضت طوقا حول المسجد الذي شهد اعتصاما امتد إلى ما يزيد على شهر ونصف الشهر. كما أغلقت قوات الأمن محيط قصر القبة الرئاسي بمنطقة حدائق القبة، بالمتاريس والأسلاك الشائكة، حيث تمركزت مدرعتان للجيش ومدرعتان للقوات الخاصة، وعدد كبير من مجندي الأمن المركزي والقوات المسلحة خلف الأسلاك الشائكة، فيما استمر عناصر الإخوان في هتافاتهم المعادية للجيش والداخلية ورشقوا سور القصر بالشماريخ. ورفع المتظاهرون صورا للرئيس المعزول و«إشارة رابعة العدوية»، كما رددوا هتافات تطالب بعودة المعزول إلى منصبه.

واتسمت المسيرات في العاصمة المصرية بالهدوء في معظمها، لكن وقعت اشتباكات بين معارضي مرسي في الإسكندرية وأعضاء جماعة الإخوان، أثناء مرور مسيرة انطلقت من مسجد سيدي بشر ورددت هتافات ضد الجيش، وتمكنت قوات الأمن من السيطرة على تلك الاشتباكات، وقامت بإطلاق قنابل الغاز لفض طرفي الاشتباك.

وفي دمياط، وقعت اشتباكات بين معارضي المعزول وعناصر من الإخوان، استخدمت فيها الأعيرة النارية والخرطوش والتراشق بالطوب والحجارة، وأسفرت عن إصابة ما يقرب من عشرة أشخاص بإصابات مختلفة.

وفي محافظة الشرقية، أصيب 5 أشخاص في اشتباكات وقعت بين أنصار جماعة الإخوان والأهالي بمدينة الزقازيق، بسبب التراشق بالحجارة. وكان أنصار الإخوان، قد نظموا مسيرة أمام مسجد الفتح، بالقرب من منزل الرئيس السابق محمد مرسي، حملوا خلالها لافتات بإشارة رابعة، مرددين الهتافات المعادية للجيش والشرطة، وهو ما أثار غضب الأهالي والمارة مرددين هتافات مناهضة للجماعة، قبل أن تتطور الأحداث لاشتباكات بين الطرفين.