«حظر الأسلحة الكيماوية» تفوز بجائزة نوبل

ميركل تهنئ.. والرئيس الفرنسي: نأمل في أن تعزز الجائزة جهود نزع السلاح الكيماوي

TT

أعلنت اللجنة المانحة لجائزة نوبل أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي تشرف على تدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية فازت بجائزة نوبل للسلام لعام 2013 أمس. ويعمل خبراء من المنظمة الدولية ومقرها لاهاي بدعم من الأمم المتحدة لتدمير مخزونات سوريا الكبيرة من الأسلحة الكيماوية بعد هجوم بغاز السارين على ضواحي دمشق أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في أغسطس (آب) الماضي.

وتسلم الجائزة وقيمتها 1.25 مليون دولار في أوسلو في العاشر من ديسمبر (كانون الأول)، والذي يوافق ذكرى وفاة السويدي ألفريد نوبل مؤسس جوائز نوبل التي وردت في وصيته عام 1895.

وهنأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بحصولها على جائزة نوبل للسلام هذا العام. وقالت ميركل في برلين أمس إن هذه المنظمة تقوم بعمل مهم على مستوى العالم في مراقبة أسلحة غير آدمية والتخلص منها. وأضافت ميركل أن العاملين بهذه المنظمة قاموا أحيانا بأعمالهم وسط مخاطر هائلة من أجل أن يجعلوا العالم أكثر أمانا، مبينة أن الجائزة هي حق لكل واحد ممن يعملون في المنظمة. وأوضحت ميركل بالقول «إن عمل هؤلاء يستحق احترامنا جميعا»، مشيرة إلى أن المنظمة تقوم حاليا بالتفتيش على الأسلحة الكيماوية السورية وتدميرها، وأن ألمانيا تؤيد هذه الجهود بالأموال والمعدات اللوجيستية.

وكان وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي رحب أيضا بمنح منظمة حظر الأسلحة الكيماوية جائزة نوبل للسلام لعام 2013. وقال فسترفيلي في وقت سابق اليوم خلال زيارة للعاصمة الأوكرانية كييف «جائزة نوبل للسلام منحت نزع السلاح دفعة جديدة على المستوى العالمي». واعتبر فسترفيلي منح الجائزة للمنظمة «تشجيعا لكل من يعمل من أجل حظر ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم».

من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس عن أمله في أن «يعزز منح جائزة نوبل لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية جهود المنظمة التي تهدف لإزالة الأسلحة الكيماوية بشكل كامل وواضح لا ريب فيه في جميع أنحاء العالم». وفي سياق تهنئة المنظمة بفوزها بالجائزة، أشار الرئيس الفرنسي إلى أن الجائرة تأتي في عام شهد استخدام أسلحة كيماوية «مرة أخرى من قبل النظام السوري ضد السكان المدنيين في الحادي والعشرين من شهر أغسطس عام 2013»، في إشارة إلى الهجوم الكيماوي بالقرب من دمشق والذي قتل المئات من الأشخاص. وقال هولاند، الذي عرض المشاركة في هجمات عسكرية مشتركة بقيادة الولايات المتحدة ضد سوريا «مثل هذه الأعمال البربرية يجب ألا يسمح بتكرارها إطلاقا».

إلى ذلك، قال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومكو إن المنظمة ستستخدم أموال الجائزة في تعزيز جهودها الرامية إلى القضاء على الأسلحة الكيماوية في جميع أنحاء العالم. وأضاف أوزومكو في مؤتمر صحافي «سنستخدمها من أجل أهداف اتفاقية (الأسلحة الكيماوية) والقضاء على الأسلحة الكيماوية في جميع أنحاء العالم». وتابع أنه «ينبغي أن تشجع الجائزة العالم على منع وقوع هجمات مثل تلك التي رأيناها في سوريا» والتي سببت صورها «حزنا عميقا» لهم جميعا. وأردف قائلا «أعتقد أن هذا الجائزة ينبغي أن ينظر إليها باعتبارها حافزا وتشجيعا للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي على مر السنين لحظر هذه الأسلحة من أجل الخير، والقضاء عليها إلى الأبد على الصعيد العالمي، ومنع مثل هذه الفظائع من أن تتكرر مرة أخرى».

من ناحيته أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري باختيار منظمة حظر الأسلحة الكيماوية للفوز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام لدورها في مساعدة سوريا على التخلص من هذه الأسلحة. وقال كيري في بيان: «اليوم، قدرت لجنة نوبل بحق شجاعتها وعزمها (المنظمة) في تنفيذ هذه المهمة الحيوية في ظل الحرب الدائرة في سوريا». وقال كيري إنه في أعقاب الهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي وقع في الحادي والعشرين من أغسطس (آب): «اتخذت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية خطوات غير عادية وعملت بسرعة غير مسبوقة لمعالجة هذا الانتهاك السافر للأعراف الدولية والذي صدم ضمير الناس في جميع أنحاء العالم».