هولاند يؤكد لنتنياهو اتباع سياسة الحزم تجاه الملف النووي الإيراني

طهران تريد أن تكون مباحثات جنيف على مستوى وزراء الخارجية

TT

أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزمه التام تجاه إيران، لا سيما بخصوص برنامجها النووي المثير للجدل، كما أعلنت الرئاسة الفرنسية. وخلال اتصال هاتفي مع نتنياهو، أكد الرئيس الفرنسي أن باريس تنتظر أن يتحول النهج المعتدل للرئيس الإيراني حسن روحاني إلى «أفعال»، كما أضاف المصدر نفسه.

وكان دبلوماسي إسرائيلي قال في وقت سابق في القدس إن نتنياهو تحادث هاتفيا مع هولاند وبحثا الملف النووي الإيراني.

وقال المصدر طالبا عدم كشف اسمه: «اليوم أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصالا هاتفيا مع الرئيس هولاند بحث خلاله في الاجتماع المقبل لمجموعة 5+1 في جنيف».

من جهتها ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن وفدين دبلوماسيين فرنسيا وبريطانيا يضمان المفاوضين الرئيسيين في كلا البلدين حول الملف النووي الإيراني زارا إسرائيل الأربعاء لإطلاع المسؤولين فيها على تطورات هذا الملف عشية مفاوضات جنيف بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا).

وأبلغ الدبلوماسيون الفرنسيون والبريطانيون المسؤولين الإسرائيليين أن مجموعة 5+1 ستعرض على إيران تخفيف العقوبات المفروضة عليها مقابل تقديم الجمهورية الإسلامية تنازلات، وهو مقترح ترفضه إسرائيل التي تشترط تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل قبل أي تخفيف للعقوبات المفروضة على إيران. والجولة المقبلة للمفاوضات حول الملف النووي الإيراني بين مجموعة 5+1 وبين طهران مقررة في 15 و16 أكتوبر (تشرين الأول) في جنيف.

والخميس دعا نتنياهو فرنسا إلى التيقظ في ملف إيران بعد أسبوعين على المصافحة التاريخية بين هولاند والرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك. وفي حديث لتلفزيون «فرانس 24» دعا نتنياهو فرنسا إلى عدم تكرار «الخطأ التاريخي» باحتيال النظام النازي عليها قبل الحرب العالمية الثانية. وقال نتنياهو أيضا إن «فرنسا كانت حازمة جدا» بخصوص سوريا، «كما كانت حازمة مع مالي، والآن يجب أن تكون حازمة مع إيران أيضا مع أو من دون ابتسامات روحاني».

وكان هولاند أعلن في 12 سبتمبر (أيلول) إثر لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس أنه سيزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية يومي 18 و19 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وستكون تلك أول زيارة له إليهما منذ انتخابه في مايو (أيار).

من جهة أخرى قالت الصحف الإيرانية الجمعة إن إيران ترغب في أن ترسل القوى الست الكبرى التي تفاوضها على برنامجها النووي وزراء خارجيتها إلى المباحثات الجوهرية في جنيف. ومن المقرر أن يرأس وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فريق التفاوض الإيراني في الجولة الجديدة لمباحثات طهران مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا.

لكن بحسب ما نقلت وكالة إيرنا الرسمية عن مصدر في فريق المفاوضين الإيرانيين فإن ظريف «لن يشارك إلا في الجلسة الافتتاحية وباقي المفاوضات ستجري بين دبلوماسيين أدنى مستوى إذا لم تتمثل الدول الست بوزراء خارجيتها». وأضافت الوكالة أنه في حال غاب وزراء خارجية الدول الست فإن عباس أراغشي نائب وزير الخارجية الذي كان مفاوضا أيضا في عهد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، سيرأس الوفد الإيراني. وأوضحت الوكالة أن ظريف سيكون في جنيف أثناء كامل فترة المفاوضات. وبحسب المصدر ذاته فإن ظريف سيلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي تمثل الدول الست في المباحثات الاثنين على عشاء رسمي.

وستكون هذه أول جولة مفاوضات منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في يونيو (حزيران). وكان روحاني تعهد بخوض حوار بناء مع الغرب لحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني المستمرة منذ عشر سنوات. ويعود آخر لقاء بين إيران والمجموعة إلى أبريل (نيسان) في كازاخستان وآل إلى الفشل.