السلطات المصرية تشدد من إجراءات تأمين قناة السويس

مخاوف من استهداف متشددين إسلاميين للمجرى الملاحي الدولي

TT

شددت السلطات المصرية أمس من إجراءات تأمين المجرى الملاحي الدولي، في قناة السويس، بعد معلومات عن اعتزام جهاديين استهداف القناة التي تمر منها مئات الناقلات النفطية والعسكرية بين البحرين الأحمر والمتوسط، وذلك قبل ساعات من بدء إجازة عيد الأضحى التي تستمر حتى نهاية هذا الأسبوع، مع توقعات بتصعيد من جانب تحالف يضم تيارات إسلامية متشددة تقوده جماعة الإخوان التي أجبرها ملايين المصريين على ترك السلطة منذ ثلاثة أشهر.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش والشرطة نشرا قوات على طول مجرى القناة البالغ نحو 160 كيلومترا، والاستعانة بمروحيات وطائرات عسكرية، وتشديد إجراءات التفتيش على الطرق القريبة من مجرى القناة»، مشيرة إلى أن «إجراءات احترازية مشددة» بدأت منذ الليلة قبل الماضية، بالتزامن مع دعوة زعيم تنظيم القاعدة، المصري الأصل، أيمن الظواهري، للإسلاميين الهجوم على الجيش في مصر.

ومن جانبها قالت المصادر الأمنية أمس، إن «القوات المسلحة واصلت علمياتها لاقتلاع جذور الإرهاب من سيناء، وهي شبه الجزيرة الصحراوية شاسعة المساحة المطلة على قناة السويس»، مشيرة إلى أن قوات الجيش الثالث الميداني كثفت وجودها أمام جميع المنشآت الحيوية على المجرى الملاحي بما في ذلك منطقة «العين السخنة» السياحية ونفق الشهيد أحمد حمدي الذي يمر من تحت القناة، والطرق الواصلة بين مدن القناة (السويس - الإسماعيلية - بورسعيد)، وكل من القاهرة وشبه جزيرة سيناء.

كما شهد المجرى الملاحي خاصة في نطاق محافظة السويس طلعات جوية بالطائرات الحربية، لمراقبة واستطلاع الدروب الجبلية والمناطق الصحراوية على جانبي القناة. وأضافت المصادر الأمنية أن عمليات مطاردة «الإرهابيين» والمتشددين المسلحين في سيناء، أدت لفرار «عناصر خطرة» إلى كل من قطاع غزة ومدن القناة ومحافظة الشرقية القريبة، وأن القوات المسلحة وقوات الشرطة، تعمل على مدار الساعة للقبض على المسلحين الهاربين من سيناء في اتجاه قناة السويس، قبل أن يتمكنوا من تنفيذ أي عمليات يمكن أن تسئ لسمعة القناة التي تعتمد عليها مصر كأحد مصادر الدخل القومي من رسوم عبور السفن.

وتشمل أعمال تأمين المجرى الملاحي، على غير العادة، نصب الأسلاك الشائكة والحواجز الأمنية ونقاط التفتيش، بالإضافة إلى تأمين أسطح المباني والجسور المطلة على القناة في كل من السويس والإسماعيلية وبورسعيد وبورتوفيق، وغيرها. وأضافت المصادر أن الأعمال المشددة للتأمين والمراقبة على جانبي المجرى الملاحي ستستمر طيلة إجازة عيد الأضحى.

وفي محافظة شمال سيناء القريبة من الحدود مع قطاع غزة، داهمت قوات الجيش «البؤر الإجرامية في 20 قرية والقبض على 76 من العناصر التكفيرية»، وقالت القوات المسلحة في بيان إنها قامت أيضا بـ«تمشيط مدن ومحافظات الإسماعيلية والشرقية وبورسعيد وضبط 255 هاربا ومطلوبا جنائيا»، بالإضافة إلى ضبط أسلحة ومواد متفجرة وأجهزة اتصالات.

وظهر نشاط واضح ومتزايد لإسلاميين موالين لـ«القاعدة» في سيناء عقب الإطاحة بمرسي. كما ربط قيادي إخواني عقب الإطاحة بحكم الإخوان بين التهدئة في سيناء وعودة مرسي للحكم. وكشفت المصادر الأمنية عن أن أربعة ممن سماهم «مسلحين تكفيريين» قتلوا أثناء محاولتهم زرع عبوات ناسفة في طريق مدرعات تابعة للجيش في مدينة الشيخ زويد القريبة من حدود مصر مع غزة، الليلة قبل الماضية، وقللت في الوقت نفسه من أهمية خطاب الظواهري الذي بثته مواقع إلكترونية للجهاديين، لكنها قالت إنها اتخذت إجراءات احترازية بعد أن تلقت معلومات تفيد باحتمال استهداف إسلاميين متشددين لمجرى القناة بغرض إحراج السلطات المصرية ومحاولة إظهارها على أنها لا تسيطر على البلاد.

وأشارت المصادر إلى أن «العمليات الانتقامية من أنصار الرئيس السابق (مرسي) ضد الجيش والشرطة ما زالت متوقعة، تقابلها إجراءات أمنية على أعلى مستوى خشية استهداف أنصار (الإخوان) لمواقع حيوية على رأسها قناة السويس، بعد أن فشلت مثل هذه العلميات الانتقامية في عدة مواقع خاصة في محافظات القاهرة والجيزة وسيناء والمنيا»، كان من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم ومحاولة تفجير مترو الأنفاق.

ومن جهته دعا الظواهري الإسلاميين بمصر لمواجهة القوات المسلحة لوقف ما سماه «مسلسل مطاردة الإسلاميين»، قائلا في كلمة مسجلة على الإنترنت الليلة قبل الماضية، إن «الصراع في مصر صراع ضد الإسلام والشريعة وضد إقرار الله تعالى بتحكيم شريعته في الأرض».

واستنكرت غالبية القوى السياسية والدينية في مصر دعوة الظواهري، وقال الشيخ أسامة الأزهري، وهو من علماء الأزهر، إن «ما قاله زعيم تنظيم القاعدة وتحريضه ضد الجيش المصري خرافات»، قائلا إن «مصر بلد مسلم معتز بدينه، وأنها ليست دولة كافرة ولا ملحدة».