مقتل طالب مصري مؤيد لمرسي يثير الجدل حول مظاهرات الإخوان

بلال جابر ينضم لقافلة ضحايا الاحتجاجات

TT

تحلق مجموعة من الشباب وهم يبكون ويصرخون غضبا حول جثمان بلال جابر، طالب كلية الهندسة ذي الـ19 ربيعا. حملوا جسده النحيل سريعا فيما كان أحدهم يهتف «شيلوه (احملوه) لو أخذوه لن يعود ثانية». قتل جابر برصاصة يعتقد أنها لرجال الشرطة خلال مشاركته في مسيرة مناهضة لعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، يوم أول من أمس في مدينة نصر (شرق القاهرة)، لكن عددا من زملائه اعتبروه واحدا ممن انضموا إلى قافلة أيقونات الثورة المصرية منذ بدايتها مطلع العام قبل الماضي.

وقبل أكثر من ثلاثة أعوام دشن الشاب السكندري خالد سعيد قافلة أيقونات الثورة. واحتجاجا على مقتله على يد شرطيين في يونيو (حزيران) 2010، دعا نشطاء مصريون إلى التظاهر في عيد الشرطة يوم 25 يناير (كانون الثاني) 2011، وهي المظاهرات التي فجرت موجة من الاحتجاجات انتهت بالإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في فبراير (شباط) من العام نفسه.

وأثار مقتل جابر غضبا في أوساط نشطاء وسياسيين أمس، ووسع دائرة السخط على ممارسات الشرطة تجاه المظاهرات الاحتجاجية خلال الفترة الماضية، فيما بدأت الشكوك بشأن عودة ما يعرف بـ«الدولة القمعية» تطال قطاعات من مؤيدي المسار السياسي الجديد في البلاد.

وشارك جابر في مسيرة مناهضة لعزل مرسي، في شارع عباس العقاد بحي مدينة نصر الجمعة. ولم تشهد المسيرة، بحسب شهود العيان، اشتباكات تذكر، بين الأمن والمتظاهرين.

وعزل قادة الجيش مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو (تموز) الماضي، عقب مظاهرات شعبية حاشدة، ووضعوا خارطة مستقبل، بالتوافق مع قوى سياسية ورموز دينية تضمنت تعديل دستور 2012، الذي هيمن إسلاميون على كتابته العام الماضي، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

ورغم ضخامة أعداد القتلى منذ ثورة 25 يناير إلا أن وجوها قليلة منهم، تجاوزت حدود التوثيق في السجلات الرسمية، وبرزت كوقود لموجات متلاحقة من الفعاليات الاحتجاجية، طوال العامين الماضيين.

ولا تزال الرايات التي يحملها شباب الثورة المصرية تحمل صورا لوجوه «عماد عفت» الملقب بشيخ الشهداء، و«علاء عبد الهادي» (طالب كلية الطب)، (قتلا خلال أحداث مجلس الوزراء 2011)، و«مينا دانيال» (ناشط سياسي قتل في أحداث ماسبيرو عام 2011)، ويعتقد مراقبون وسياسيون أن مقتلهم ساهم بقوة في تسريع تسليم المجلس العسكري الذي تولى السلطة عقب مبارك، إلى أول رئيس مدني منتخب.

وفي عهد مرسي برز وجه جابر صلاح، الشهير بـ«جيكا»، الذي بدا مقتله في 2012 خلال حكم مرسي أثناء مشاركته في إحياء ذكرى أحداث محمد محمود، كنقطة تحول في مسار الاحتجاجات المناهضة لحكم الإخوان.

وتوقفت الدراسة، بشكل شبه تام، يوم أمس (السبت) في كلية الهندسة بجامعة عين شمس شرقي القاهرة، وسط دعوات من طلاب للإضراب عن حضور المحاضرات، احتجاجا على مقتل جابر.

وقال شهود عيان إن عددا كبيرا من طلاب كلية الهندسة امتنعوا عن حضور المحاضرات الصباحية، وألغى بعض الأساتذة محاضراتهم، فيما تظاهر المئات في محيط الكلية تنديدا بمقتل زميلهم، ورفعوا لافتات مكتوب عليها «طول ما دم الطلبة رخيص.. يبقى مفيش جامعة وتدريس».