مجلس الأمن يجيز إنشاء بعثة مشتركة «غير مسبوقة» لنزع «الكيماوي» السوري

تعيين مساعدة بان كي مون للتنمية منسقة مدنية خاصة للفريق

TT

بينما يواصل المفتشون الدوليون عملهم في سوريا لنزع ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية، أجاز مجلس الأمن الدولي مساء أول من أمس إنشاء «بعثة مشتركة» غير مسبوقة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية ترمي إلى التخلص من ترسانة سوريا.

وأرسل رئيس المجلس لشهر أكتوبر (تشرين الأول) سفير أذربيجان أغشين مهدييف رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «تجيز إنشاء البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية»، كما اقترح بان بنفسه في تقرير أخير.

وجاء في الرسالة أن «مجلس الأمن يجيز إنشاء بعثة مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية كما هو مقترح».

وأوصى بان كي مون في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن الدولي الاثنين الماضي بإنشاء «بعثة مشتركة» بين الهيئتين تشمل مائة عنصر وتتخذ مقرا في دمشق مع قاعدة خلفية في قبرص ويديرها «منسق مدني خاص».

وحسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر في الأمم المتحدة فإن الأمين العام للأمم المتحدة اختار سيغريد كاغ لتعيينها في منصب «المنسقة المدنية الخاصة» لهذه اللجنة المشتركة. وتشغل كاغ حاليا منصب مساعدة الأمين العام لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية.

و«البعثة المشتركة» مكلفة بإتلاف الأسلحة الكيماوية السورية من الآن وحتى 30 يونيو (حزيران) 2014.

وسيكون هدفها «تنفيذ أول مهمة من هذا النوع في تاريخ المنظمتين»، كما قال بان كي مون دون أن يخفي المخاطر التي تنتظر أعضاء البعثة، مشيرا إلى أن «البعثة ستضطر لعبور خطوط جبهة وفي بعض الحالات الأراضي التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة رافضة لهذه البعثة المشتركة».

ولم يسبق لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن عملت تحت نيران حرب أهلية عصفت بالبلاد وأودت بحياة ما يربو على 100 ألف شخص. وتعرض أعضاء من فريق المنظمة لرصاص قناصة يوم 26 أغسطس (آب) .

وفي مناقشة أولى الخميس الماضي أيد أعضاء المجلس الـ15 هذه التوصيات ووافقوا على منح الضوء الأخضر للمجلس برسالة وليس في قرار لكسب الوقت.

وتبنى المجلس في أواخر سبتمبر (أيلول) قرارا بإتلاف الترسانة الكيماوية السورية بحلول منتصف 2014.

وتأتي المهمة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة تطبيقا لقرار مجلس الأمن الذي صوت عليه بعد هجوم كيماوي دام في 21 أغسطس في ريف دمشق هددت واشنطن على إثره النظام السوري بضربة عسكرية.

ويوجد فريق خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة الحظر في سوريا منذ الأول من أكتوبر لبدء تفكيك هذه الترسانة. وعزز الفريق بحيث بات يضم نحو 60 شخصا وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.

وتوصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لنزع الترسانة الكيماوية السورية بعد هجوم 21 أغسطس في ضواح خارج دمشق والذي دفع الولايات المتحدة إلى التهديد بشن ضربات جوية على أهداف تابعة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وأكد المفتشون الذين كانوا في سوريا وقت هجوم أغسطس استخدام غاز السارين في الهجوم. وبموجب اقتراح مشترك بين روسيا والولايات المتحدة تلتزم سوريا الآن بتدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية في غضون تسعة أشهر.

ويعتقد أن الترسانة الكيماوية السورية تضم نحو ألف طن متري من غازي السارين والخردل وغاز الأعصاب «في إكس».

وفازت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الجمعة بجائزة نوبل للسلام لعام 2013. وتأسست المنظمة عام 1997 وتتخذ مقرا في لاهاي وهي مكلفة بتطبيق اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية المبرمة في 13 يناير (كانون الثاني) 1993.