إسرائيل تطلب من مصر تخفيف الضغط عن حماس

عودة بعض الأنفاق للعمل ووقود مصري جديد يظهر في القطاع

TT

قالت مصادر إسرائيلية إن المسؤولين الإسرائيليين طلبوا من نظرائهم المصريين تخفيف القبضة العسكرية على قطاع غزة، وعدم فرض مزيد من الإجراءات التي من شأنها التضييق على حركة حماس في القطاع، خشية أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات على الحدود مع إسرائيل، قد تنفجر إلى جولة جديدة من العنف والمواجهة.

وتخشى إسرائيل من أن تلجأ حماس إلى تصدير أزمتها في القطاع إلى موجة حرب جديدة، سواء في غزة أو الضفة الغربية.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، نادت حماس بانتفاضة جديدة في الضفة الغربية، من دون أن تحاول زج القطاع في أتون مواجهة جديدة، غير أن التضييق أكثر عليها قد يقودها إلى تغيير الاستراتيجية.

وقالت مصادر لموقع «واللا» الإسرائيلي إن «العمليات المكثفة للجيش المصري على حدود غزة وهدم الأنفاق تثير من جديد احتمال أن تسعى حماس إلى مواجهة عسكرية، وإحداث تصعيد كبير، للضغط على مصر من أجل فتح معبر رفح». وبحسب الموقع فإن الإسرائيليين منتبهون إلى هذا السيناريو، وطلبوا من مصر في الأسابيع الأخيرة تخفيف الحصار.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة في قطاع غزة، أن بعض الأنفاق عادت أخيرا للعمل بعد توقف طويل، منذ أحداث عزل الرئيس المصري محمد مرسي.

وقال سكان من قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط» إن كميات قليلة من الوقود المصري بدأت تظهر مجددا في أسواق القطاع بعد أزمة كبيرة وخانقة.

وتصطف يوميا طوابير من الناس والسيارات لشراء الوقود المصري رخيص الثمن مقارنة بالوقود الإسرائيلي.

ويصل سعر لتر الوقود المصري في غزة إلى نحو دولار بينما يصل الإسرائيلي إلى دولارين.

ويوجد بين قطاع غزة ومصر مئات الأنفاق التي يصفها الإعلام الإسرائيلي بـ«البقرة الحلوب» لحماس، وتستخدم لتهريب الوقود ومواد أخرى كثيرة من بينها كذلك الأسلحة.

وأدى إغلاق الأنفاق بشكل كامل في الشهرين الماضيين إلى أزمة مالية كبيرة لدى حماس التي كانت تشرف وتنظم عملها وتفرض ضرائب على كل أنواع البضائع المهربة التي تدخل إلى القطاع عبر هذه الأنفاق.

وهذا الشهر دفعت حماس مبلغا لا يتجاوز 250 دولارا لكل موظف عن رواتب الشهر الماضي. وتتهم السلطة وإسرائيل ومصر حماس باستغلال الأنفاق لجني ملايين كثيرة.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) قبل يومين إنه يدعو لإغلاق جميع الأنفاق بشكل تام. وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الرسمي: «يجب توفير كل المستلزمات الحياتية لشعبنا في قطاع غزة عبر الطرق الرسمية، وليس الأنفاق». وأضاف: «أنا قلت وطلبت وموقفي واضح.. يجب إغلاق جميع الأنفاق التي يستفيد منها البعض لجني الثروات الطائلة على حساب مصالح شعبنا».

ويبدو أن مصر عادت وسمحت لبعض الأنفاق بالعمل، من أجل تخفيف الأزمة داخل غزة. وأكدت المصادر أن مئات آلاف اللترات من الوقود المصري دخلت إلى غزة خلال الأسبوع الماضي وزادت في اليومين الماضيين.

وحتى الآن لا يوجد بوادر لتصدير حماس أزمتها نحو إسرائيل انطلاقا من غزة.

وقالت مصادر إسرائيلية إن حماس معنية بالحفاظ على الهدوء النسبي في قطاع غزة، وهو أمر تشاركها فيه إسرائيل التي تمتنع كذلك عن التصعيد على جبهة القطاع.

وتلتزم حماس وإسرائيل بهدنة موقعة كان أشرف عليها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.