الجيش الإسرائيلي يكتشف النفق الأضخم من غزة

طوله كيلومتران ونصف الكيلومتر وبعمق 15 مترا ومجهز بعربات نقل

جندي إسرائيلي داخل النفق الذي أعلنت إسرائيل اكتشافه، أمس، والذي يعتبر الأطول والأضخم بين قطاع غزة والدولة العبرية (إ.ب.أ)
TT

هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جنوده، بعد اكتشافهم نفقا هو الأطول والأضخم بين قطاع غزة وإسرائيل، قائلا في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية، أمس: «أريد أن أثني على جيشنا على حدود غزة، وأريد أن أؤكد أن سياستنا العدوانية ضد الإرهاب وأنشطة المخابرات، ستتواصل لإحباط أي عمليات محتملة».

وأَضاف نتنياهو: «مثل هذه النشاطات العسكرية، جعلت العام الأخير من أكثر الأعوام هدوءا منذ أكثر من عقد رغم النشاط الإرهابي الذي شهد تزايدا خلال الأسابيع الأخيرة».

وكان الشاباك الإسرائيلي (الأمن العام) سمح أمس، بنشر تفاصيل عن نفق ضخم اكتشف الخميس الماضي بين غزة وإسرائيل.

وقالت مصادر عسكرية إن طول النفق بلغ أكثر من كيلومترين ونصف، وبعمق خمسة عشر مترا، وعريض بشكل يسمح بنقل جنود ومتفجرات خلال أي مواجهة عسكرية مستقبلية.

واكتشف النفق بحسب تفاصيل نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، عندما كانت وحدة خاصة من سلاح الهندسة تجري أعمال تمشيط وفحص أمني قرب السياج الإلكتروني حول قطاع غزة.

وتقول المصادر العسكرية إن النفق يبدأ من مدينة خان يونس جنوب القطاع، وينتهي في حقل زراعي في كيبوتس العين الثالثة. وأظهرت صور للنفق الضخم، أنه كان مجهزا بسكة حديدية خفيفة وعربات نقل سريعة وفتحات جانبية.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: «إن هذا النفق هو الأكثر تطورا الذي كشف من قبل الجيش الإسرائيلي، وعثر بداخله على جيوب وفتحات لتخزين المواد المتفجرة والسلاح بكميات كبيرة، إضافة إلى أنه مزود بعربات النقل وإنارة كاملة».

وهذا رابع نفق يكتشفه الجيش الإسرائيلي خلال عام، لكنه الأكبر والأخطر والأكثر تجهيزا. وأثار النفق قلق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على نحو خاص لأن عملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 2006 نفذت بواسطة نفق مماثل استخدمه الخاطفون.

وتقدر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن النفق الأخير معد لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة داخل العمق الإسرائيلي، عندما ترى حماس وجوب ذلك أو خلال اندلاع حرب محتملة.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية: «مثل هذه الأنفاق لم تحفر لعمل سريع ولحظي، إنهم يحفرونها لتستخدم بشكل استراتيجي في ظل اندلاع حرب، لتنفيذ عمليات كبيرة، أو لتنفيذ عملية أسر جنود».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون: «إن اكتشاف النفق الممتد من جنوب قطاع غزة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية دليل واضح على أن حركة حماس تستغل التهدئة وتستعد لمواجهة قادمة مع إسرائيل». وأضاف: «إنهم يخططون لارتكاب اعتداءات إرهابية رغم التهدئة التي فرضت عليهم».

وتابع: «اكتشاف النفق يستحق الثناء والتقدير لا سيما أنه حال دون ارتكاب محاولات للاعتداء على المواطنين الإسرائيليين القاطنين بمحاذاة الحدود وكذلك على قوات جيش الدفاع في المنطقة».

وطالب يعلون الجهات الأمنية والعسكرية بالحفاظ على يقظتها في محيط قطاع غزة. وقال: إن إسرائيل «ستضرب بحزم كل من يلحق أو يحاول إلحاق الضرر بجنودها أو مستوطنيها».

ولم تعقب كتائب القسام التابعة لحماس فورا على نبأ اكتشاف النفق، لكن الناطق باسمها أبو عبيدة، نشر تغريدة على «فيس بوك» قال فيها: «الإرادة المحفورة في عقول وقلوب رجال المقاومة أكثر أهمية بكثير من الأنفاق المحفورة في الطين.. فالأولى تصنع الآلاف من الثانية».

وقررت إسرائيل معاقبة قطاع غزة، بعد اكتشاف النفق، إذ أمر منسق الحكومة الإسرائيلية في «المناطق الفلسطينية» إيتان دانغوت، بوقف إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة إلى إشعار آخر، حتى القيام بتقدير الموقف الأمني من جديد.

واعتبرت حركة حماس، أن إعلان منع توريد مواد البناء إلى قطاع غزة دليل إضافي على خطأ إغلاق الأنفاق قبل توفير بديل عربي.

وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان: «إن الوضع الراهن يسمح للاحتلال بابتزاز غزة والتحكم في حياة المواطنين فيها».

واستغل سكان المستوطنات والتجمعات في محيط قطاع غزة، اكتشاف النفق، من أجل مطالبة الجيش الإسرائيلي بالتراجع عن قرار سابق بوقف توفير الحماية لهم.

وطالب رؤساء هذه المستوطنات والتجمعات من الجيش استمرار توفير الحماية، وإعادة تسيير السيارات المصفحة على الطرقات القريبة.

وانضم النائب العمالي عومر بار ليف، لطلبات المستوطنين، وأرسل لوزير الدفاع وسلطات الجيش يطالبهم بالعدول عن القرار الخاص بوقف توفير الحماية العسكرية لسكان التجمعات السكنية المتاخمة لقطاع غزة.

وتعهد النائب بار ليف، بإجراء نقاش حول الموضوع في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية في الكنيست هذا الأسبوع.