لبنان: تلاشي آمال ذوي مخطوفي أعزاز بتحريرهم والمطرانين خلال العيد

مصادر مواكبة للمفاوضات: تعثر أصاب الملف أعاد الوضع إلى ما كان عليه

TT

تلاشت آمال أهالي المخطوفين اللبنانيين التسعة، المحتجزين في مدينة أعزاز السورية بحلب، منذ شهر مايو (أيار) 2012، بشأن إمكانية إطلاق سراحهم، عشية عيد الأضحى المبارك، بسبب عدم بلوغ المفاوضات مرحلتها النهائية، على الرغم من استمرار المساعي والاتصالات.

وقالت مصادر لبنانية مواكبة لمسار المفاوضات، لـ«الشرق الأوسط»، رفضت الكشف عن هويتها، إن «تعثرا أصاب الملف، وأعاد الأمور إلى ما كانت عليه، قبل الأجواء الإيجابية»، من دون أن تعطي أي تفاصيل إضافية «توخيا لعدم المساهمة في عرقلة الجهود المبذولة في هذا الإطار».

وكانت معطيات إيجابية في الأيام الأخيرة أكدت إحراز المفاوضات بشأن تحرير اللبنانيين التسعة والمطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، المخطوفين بريف حلب منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي، تقدما لافتا، مرجحة احتمال تحريرهم، وإعادتهم إلى بيروت، خلال عيد الأضحى، وذلك على خلفية سلسلة اتصالات أجراها أخيرا المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، شملت كلا من تركيا وقطر وألمانيا، التي دخلت مؤخرا على خط المفاوضات.

وجدد أهالي المخطوفين اللبنانيين، أمس، دعوة الجهة الخاطفة للطيار التركي ومساعده، اللذين اختطفا بعد خروجهما من مطار بيروت خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، بإظهار بادرة «حسن نية» لمناسبة عيد الأضحى، فدعوها «انطلاقا من المعاناة التي عشناها في قضية خطف أهلنا، ونظرا للأبعاد الإنسانية لهذه القضية، أن توفر لهم وسيلة للتواصل مع أهلهم، أو أن تصدر لهما شريطا مسجلا، أو أي طريقة يجدونها مناسبة لذلك، خصوصا أننا في أجواء عيد الأضحى المبارك».

وتبنت مجموعة مجهولة أطلقت على نفسها تسمية «مجموعة زوار الإمام الرضا» عملية خطف الطيارين التركيين، مشترطة تحرير اللبنانيين المخطوفين في أعزاز لقاء الإفراج عنهما. وسأل أهالي المخطوفين اللبنانيين الله أن «يختتم قضيتنا ومعاناتنا الإنسانية بعودة أهلنا وجميع المخطوفين إلى أهلهم وأوطانهم».

وفي سياق الاتصالات الجارية، كان لافتا أمس اتصال أجراه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، لم يكشف عن فحواه، وما إذا حمل أي معطيات إيجابية أم سلبية. واكتفى البيان الرسمي الصادر عن مكتب بري بالإشارة إلى أن الطرفين تداولا «فيما آلت إليه الاتصالات والمساعي الرامية إلى إطلاق المخطوفين اللبنانيين في أعزاز والمطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم».

وفي حين لم يستبعد المكلف من «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» متابعة قضية المخطوفين اللبنانيين الشيخ عباس زغيب لـ«الشرق الأوسط» أن يكون اتصال أوغلو ببري قد تضمن «معطيات مستجدة» حول القضية، أكد «الاطمئنان للأجواء الإيجابية». لكنه قال في الوقت ذاته: «لا نريد المبالغة بشأن وجود عراقيل تؤخر تحريرهم أو حتى مؤشرات تدل على قرب إطلاق سراحهم»، موضحا أن «الأهالي لم يتبلغوا بعد أي موعد لتحرير اللبنانيين التسعة، لكن الأجواء الإيجابية لا تزال متوفرة، بعكس ما كان عليه الوضع في الفترة السابقة».

وكان بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا يازجي، أشار، أول من أمس، إلى زيارة اللواء عباس إبراهيم إلى مقر البطريركية، شمال لبنان، وقال إنه «وضعنا في أجواء المستجدات المتعلقة بملف المطرانين»، وتمنى أن «تثمر كل الجهود وتؤول إلى النتيجة المطلوبة»، آملا في «عودة المطرانين المخطوفين سالمين معافين مع جميع المخطوفين».