هجومان على مسجدين في دمشق أثناء صلاة العيد والائتلاف يطالب بوقف «التجويع المنهجي»

أنباء عن اتفاق لتسليم المعبر الحدودي مع تركيا للواء التوحيد إثر اشتباكات أعزاز

TT

تعرض مسجدان في العاصمة السورية، صبيحة عيد الأضحى، لهجومين منفصلين، أسفر أحدهما عن مقتل وإصابة عدد من المصلين، بالتزامن مع أداء الرئيس السوري بشار الأسد صلاة العيد في مسجد حسيبة في دمشق، وتواصل القصف على أحياء جنوب دمشق وريفها التي طالب الائتلاف السوري المعارض بإجبار النظام على وقف «عملية التجويع الممنهجة» فيها. وفي موازاة ذلك، تدهور الوضع الأمني شمال سوريا، أمس، إثر تجدد الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وعناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، في أعزاز من جهة، وبين عناصر داعش ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة ثانية. وظهر الأسد على التلفزيون السوري، أمس، يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع السيدة حسيبة بدمشق، في حضور المفتي العام للجمهورية وعدد من كبار المسؤولين في الدولة والحزب من أعضاء مجلس الشعب وحشد من المواطنين. وفيما أكد ناشطون أن العاصمة السورية شهدت إجراءات أمنية مكثفة، أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة أن أحد الشبيحة رمى قنبلة في مسجد الصحابي أبي ذر الغفاري في حي التضامن جنوب دمشق، أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المصلين، فضلا عن مقتل منفذ الهجوم.

وفي سياق متصل، أفاد «مكتب دمشق الإعلامي» بسقوط قذيفة هاون على باب مسجد الصحابة في المنطقة الواقعة بين دوار باب مصلى والجزماتية في حي الميدان الدمشقي. وتعرضت أحياء دمشقية لقصف بقذائف الهاون، استهدفت حي المالكي وساحة القصور وحي التجارة، بالتزامن مع تعرض أحياء في ريف دمشق لقصف بالطيران الحربي استهدف القابون وداريا ويلدا وعربين، والمرج وجوبر والزمانية، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة في حي العسالي، حيث أعلنت لجان التنسيق المحلية عن تجدد الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف الحي بالتزامن مع قصف متقطع بالمدفعية والدبابات.

وفي هذا الوقت، حث الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي على التوقف عن تجاهل مسؤولياته والبدء مباشرة بفتح ممرات إنسانية لتمكين منظمات الإغاثة الدولية من الوصول غير المقيد إلى المعضمية لإنقاذ المدنيين هناك، جراء ما وصفها بـ«حملة التجويع الممنهجة والمجازر الجماعية التي يمارسها بحق المدنيين»، مطالبا بإجبار النظام على «وقف جميع الهجمات بشكل فوري والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المنطقة». وقال الائتلاف، في بيان له: «يبرز التجويع الممنهج كوسيلة حرب جديدة يتبعها نظام الأسد ضد الشعب السوري، وخصوصا الأطفال الذين هم أكثر عرضة للتأثر في هذه الظروف».

ويأتي هذا النداء بعد سماح النظام لمنظمة الصليب الأحمر بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر بإجلاء ألف امرأة وشيخ وطفل دون الـ14 من العمر، من المنطقة. وأشار الائتلاف إلى أن هؤلاء «وضعوا في مدرسة تحت رقابة النظام»، مشيرا إلى أن القوات الحكومية «اختطفت 10 منهم، أفرج عن أربعة كشفوا أنهم تعرضوا للتعذيب أثناء استجوابهم لتقديم معلومات عن الجيش السوري الحر الموجود في مدينة المعضمية».

في غضون ذلك، تدهور الوضع الأمني في شمال سوريا، وخاض تنظيم «داعش» معارك على محورين، الأول، في مواجهة الجيش الحر في أعزاز، والثاني، ضد الأكراد. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات وقعت بين مقاتلي لواء عاصفة الشمال ومقاتلي «داعش»، إثر محاولة مقاتلي الدولة الإسلامية اقتحام منطقة جبل برصايا ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وسط حالة ذعر بين سكان مخيم كلس، مشيرا إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وقال ناشطون إن مقاتلي «داعش» أمطروا المنطقة بالقذائف المدفعية الثقيلة من مواقعهم في جبل برصايا وقرية معرين قرب أعزاز. وتجددت الاشتباكات بعد هدوء حذر ساد المنطقة، إثر اشتباكات واسعة النطاق، أسفرت عن سيطرة مقاتلي «داعش» على معظم مداخل مدينة أعزاز الحدودية. وقال عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب، ياسر النجار، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مقاتلي لواء عاصفة الشمال في أعزاز يسيطرون على المعبر الحدودي مع تركيا، فيما يسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على مداخل أعزاز، ويفصل بينهما حاجز للواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر في منتصف الأوتوستراد المؤدي إلى الحدود من المدينة، والبالغ طوله نحو ثمانية كيلومترات».

وأشار النجار إلى جهود يبذلها الجيش الحر لإنهاء الاشتباكات، كاشفا عن «اتفاق الأفرقاء في الجيش الحر على مستوى الداخل إلى واقع أن المصلحة تقتضي بتسليم معبر باب السلام للواء التوحيد وأن هناك تجاوبا وترحيبا من قبل الجانب التركي لهذا الاتفاق». وعلى محور القرى والمدن الكردية، دارت اشتباكات وصفت بالعنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي «داعش» و«النصرة» والكتائب المقاتلة في محيط قرى خراب باجار وتل علو، وتل علو غمر، بريف ناحية جل آغا «الجوادية»، حيث اندلعت الاشتباكات إثر هجوم على نقاط لوحدات الحماية، من قبل «داعش». وذكرت قناة «الميادين» أن عشرات القتلى، سقطوا في المعارك التي وقعت جنوب شرقي القامشلي. وامتدت الاشتباكات من طريق رأس العين - تل حلف، التي وقعت مساء أول من أمس. وفيما تعرضت مناطق في مدينة السفيرة في حلب لقصف من الطائرات المروحية التابعة لقوات النظام السوري التي ألقت عدة براميل متفجرة على المدينة، سجلت اشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية ومقاتلين في منطقة مساكن هنانو في حلب، أسفرت عن تسليم المقاتلين أسلحتهم لمقاتلي «داعش». وفي حماه، أعلن المرصد السوري مقتل ثلاثة أطفال وإصابة مدنيين آخرين بجروح، جراء قصف الطائرات الحربية والمروحية مناطق في بلدة اللطامنة ومحيطها.