خفوت مظاهرات «الإخوان».. وقادة الدولة يؤدون صلاة العيد في مسجد للجيش

تراجع جهود الوساطة.. والبرادعي يراهن على شباب الثورة

الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور يتوسط وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي ووزير الداخلية محمد إبراهيم في صلاة العيد بمسجد قيادة القوات الجوية في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

فرضت مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك نفسها في مصر أمس، مجهضة دعوة جماعة الإخوان المسلمين للتظاهر عقب صلاة العيد للمطالبة بما تسميه «عودة الشرعية» والرئيس المعزول محمد مرسي، وبينما انطلقت مسيرات صغيرة ومتفرقة للمئات من أنصار مرسي، الذين رفعوا شعار «عيد الشهيد»، لم تلق الدعوة للتظاهر مع «الإخوان» استجابة تذكر من المواطنين الذين حرصوا على أداء الصلاة وممارسة طقوسهم الاحتفالية التقليدية من ذبح للأضاحي وخروج للمتنزهات.

وكان تحالف يضم مؤيدين للرئيس المعزول، قد دعا أنصاره للتظاهر في كل ميدان وكل ساحة للصلاة، للمطالبة بعودة مرسي للحكم، بعد أن أطاح به قادة الجيش في 3 يوليو (تموز) الماضي، إثر مظاهرات حاشدة ضده.

وفيما أدى الرئيس المؤقت عدلي منصور ورئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي ووزيرا الدفاع عبد الفتاح السيسي والداخلية محمد إبراهيم، صلاة العيد بمسجد قيادة القوات الجوية بالقاهرة وسط حراسة أمنية مشددة، احتشد ملايين المصريين أمس في الساحات والمساجد التي سبق وحددتها وزارة الأوقاف في مختلف محافظات الجمهورية لأداء صلاة عيد الأضحى، بعد أن أغلقت القوات المسلحة بالتعاون مع قوات الشرطة ميادين التحرير ورابعة العدوية ومصطفى محمود ونهضة مصر ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي بشكل كامل؛ تحسبا لمسيرات جماعة الإخوان ومنعا لأي اعتصامات فيها.

ودعا خطباء وأئمة المساجد في خطبة العيد المسلمين جميعا إلى وحدة الصف ونبذ الخلاف مستلهمين في ذلك معاني الحج والتضحية والفداء. وشدد الشيخ متولي الصعيدي إمام وخطيب الجامع الأزهر على ضرورة «توحد المصريين وأهمية نبذ ما يفرقهم عن بعضهم البعض».

وخرج المئات من أنصار جماعة الإخوان في مسيرات محدودة من مساجد المراغي بحلوان والريان بالمعادي والسلام والإيمان بمدينة نصر والمحروسة بالمهندسين والاستقامة بالجيزة وعمرو بن العاص بمصر القديمة. ورفع المشاركون في المسيرات صورا لرمز اعتصام رابعة العدوية ورددوا هتافات تطالب بعودة الرئيس المعزول إلى منصبه وأخرى مناهضة للقوات المسلحة والشرطة.

وفي مسجد المحروسة بحي المهندسين بالجيزة، قال شهود عيان، إن «معظم المصلين رفضوا تسلم منشورات حاول أنصار (الإخوان) توزيعها عليهم لحثهم على المشاركة معهم في التظاهرات، فتم إبعادهم عن المسجد».

وفي مسجد عمرو بن العاص، نظم المئات من جماعة الإخوان مظاهرة محدودة عقب الانتهاء من الصلاة ما أدى إلى مناوشات كلامية مع المصلين الذين رفضوا التظاهر في تلك المناسبة، فتدخل إمام المسجد، مناشدا الجميع تجنب أي أسباب للخلاف، وأكد أن اليوم عيد الرحمة والمغفرة والتآلف لا النزاع.

وفي السويس، نظم مؤيدو الرئيس المعزول مسيرات من مسجد حمزة بن عبد المطلب للوصول إلى ميدان الأربعين وسط ترديد تكبيرات العيد، لكن قوات الشرطة دفعت بأعداد كبيرة من سيارات الأمن المركزي إلى ميدان الأربعين لمنع وصول مؤيدي مرسي إليه.

من جانبه، بعث القيادي الإخواني سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان، برسالة من محبسه إلى المصريين بمناسبة حلول عيد الأضحى، وجهه فيها تهنئته إلى «أسر وأهالي الشهداء والمصابين». وتتهم السلطات الكتاتني بالتحريض على قتل المتظاهرين أمام مقر مكتب إرشاد «الإخوان» بالقاهرة خلال مظاهرات ضد الجماعة إبان حكم مرسي.

وقال الكتاني في رسالته، التي نشرت على موقع الحزب أمس: «يسرني أن أتقدم بخالص التهنئة إلى الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسي، وأحييه على صموده الباسل من أجل الحفاظ على إرادة الشعب»، مشيرا إلى أن «مرسي وجميع المعتقلين - من رجال وقيادات العمل الوطني والسياسي في سجون الانقلاب - إنما يستلهمون صمودهم من الشعب المصري العظيم الذي أبهر العالم كله بإصراره وسلميته في مواجهة الظلم والطغيان».

وقال: «شعب مصر العظيم الثائر الأبي.. إن تضحياتكم وثباتكم على الحق وصمودكم في مواجهة رصاصات الغدر والخيانة، قاربت أن تجني ثمارها بإسقاط الانقلاب واسترداد إرادتكم وحريتكم».

وتعثرت جهود الوساطة التي يقوم بها الفقيه الدستوري الدكتور كمال أبو المجد، من أجل البحث عن حل للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ عزل مرسي، بعدما رفضت جماعة الإخوان الشروط التي وضعها أبو المجد من أجل قبول الدولة دمج «الإخوان» في الحياة السياسية مرة أخرى.

ومن جانبه وجه الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية المستقيل، التهنئة بمناسبة عيد الأضحى قائلا: «كل عام وأنتم بخير، وكل منا في سلام مع نفسه ومع الغير، وفي وطن يتسع للجميع». وأضاف البرادعي من خلال موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في أول أيام عيد الأضحى: «ما زالت قناعتي أن شباب مصر الثورة هم الحل والأمل: فكر خلاق وقيادة فتية».