عبوة تقتل 12 مصليا في العراق بعد أدائهم صلاة عيد الأضحى

هجوم هز كركوك بعد اشتباكات بين «القاعدة» و«أنصار السنة»

TT

في صبيحة عيد الأضحى المبارك شن مسلحون هجوما بعبوة ناسفة على عدد من المصلين أثناء خروجهم من أداء صلاة العيد بمسجد القدس بحي الضباط بمركز مدينة كركوك أسفر عن مقتل 12 عراقيا وإصابة 23 آخرين كحصيلة أولية للتفجير.

وفي اتصال مع العميد سرحد قادر قائد شرطة الأقضية والنواحي بالمدينة، قال لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن (عيدية) الإرهابيين بهذه المناسبة الدينية كانت عبوة ناسفة قتلت المصلين الذين توجهوا بنفوس وقلوب طاهرة للدعاء إلى الله بهذا اليوم». وشن هجوم بعبوة ناسفة على مصلين بالمسجد المذكور بعد خروجهم من أداء صلاة العيد، وقتل جراء العملية 12 شخصا بينهم ضابط برتبة مقدم، وأصيب 23 آخرون بينهم الشرطي المكلف بحراسة المسجد، ومعظم الضحايا كانوا من المدنيين. وبسؤاله عن ضخامة عدد الضحايا قياسا إلى حجم العبوة الناسفة، أجاب العميد قادر: «لقد اعتاد الإرهابيون على تعبئة العبوات الناسفة بقدر كبير من الشظايا التي تقتل كل واحدة منها الشخص القريب من منطقة التفجير، ويحشونها بمواد شديدة الانفجار، وهذا ما يؤدي إلى إلحاق خسائر كبيرة بالموجودين في تلك المناطق». وأشار قائد قوات شرطة الأقضية والنواحي في تصريحه إلى أن «قيادة شرطة المحافظة أعدت خطة أمنية لأيام العيد، وكثفت دورياتها على نطاق مركز المدينة وأطرافها لرصد أي تحركات مشبوهة، ومع ذلك فإن الهجمات بالعبوات الناسفة المزروعة بمناطق وشوارع المدينة من الصعب السيطرة عليها».

وكشف قادر أن «عناصر من تنظيمي القاعدة وأنصار السنة اشتبكوا ليل أول من أمس بمنطقة الرشاد وقتل من الطرفين عدد من الإرهابيين، بينما انفجرت سيارة مفخخة بعنصرين من تنظيم القاعدة بمنطقة داقوق عندما كانا منشغلين بإعدادها وإدخالها إلى كركوك بهدف تفجيرها هناك».

يذكر أن الجماعات المسلحة التابعة لتنظيمي القاعدة وأنصار السنة تتقاتل في ما بينها لأسباب تتعلق بأموال الفدية التي يتسلمها التنظيمان جراء خطف أشخاص، حيث يتنازعون على تلك المبالغ ووقعت بينهما العديد من المصادمات أسفرت عن وقوع عدد من القتلى بينهم قيادات مهمة من الطرفين.

وأكد الطبيب أحمد خلف من مستشفى كركوك العام حصيلة ضحايا هذا الهجوم، مشيرا في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن بين القتلى ثلاثة أطفال وشرطي.

ويقع المسجد في جنوب كركوك المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، وتحديدا في حي الضباط الذي يسكنه خليط من العرب والتركمان.

وقال خلف العبيدي لوكالة الصحافة الفرنسية: «خرجت (من المسجد) مع شقيقي الاثنين، لكن ما إن وصلنا إلى باب الجامع حتى عدنا لنلقي تحية العيد على شقيقنا الذي لم نكن قد عايدناه، وعندها انفجرت العبوة وحلت المأساة». وأضاف العبيدي وهو شاهد عيان: «تنظر فتجد صديقك، أخاك، أقرباءك.. يعني الكافر لا يقوم ذلك. إنها صبحية عيد الأضحى المبارك!». وتابع العبيدي: «حضروا معنا صلاة الفجر ثم ذهبوا إلى المنزل وبدلوا ملابسهم وأتوا ليؤدوا صلاة العيد»، مشيرا إلى أن أحد الضحايا الذين قتلوا «كان يؤمنا أحيانا ويصلي بنا الفجر والظهر». وختم قائلا: «راحوا طاهرين، وإن شاء الله يسكنهم فسيح جناته، وإن شاء الله يعم الأمن والأمان على هذا البلد والشعب المسكين».

ويشهد العراق أعمال عنف متواصلة باتت تستهدف كل أوجه الحياة فيه، من المساجد إلى المطاعم وأماكن الترفيه، وملاعب كرة القدم، وحتى المدارس، في ظل عجز أمني تام عن وقف دوامة العنف هذه.

وتحمل الهجمات بشكل متزايد منذ نحو ستة أشهر طابعا طائفيا بين السنة والشيعة في بلاد عاشت حربا مذهبية دامية بين عامي 2006 و2008 قتل فيها آلاف المدنيين. ومنذ بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، قتل في العراق نحو 310 أشخاص في هجمات متفرقة، بينما قتل أكثر من خمسة آلاف شخص منذ بداية عام 2013، بحسب حصيلة تعدها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية.