أكثر من 150 قتيلا جراء زلزال الفلبين.. وجهود مكثفة للبحث عن ناجين

الرئيس زار المنطقة المنكوبة

TT

حاول الناجون من الزلزال القوي الذي أدى إلى مقتل أكثر من 150 شخصا في الفلبين، البحث بين الأنقاض عن أصدقاء أو أقارب لهم، أمس، في حين يبذل عمال الإنقاذ جهدهم للوصول إلى التجمعات السكانية النائية.

وهز الزلزال الذي بلغت قوته 7.1 درجة جزيرة بوهول وسط البلاد صباح أول من أمس وأدى إلى انهيار جسور وتهدم كنائس تعود إلى مئات السنين، وحدوث انزلاقات تربة طمرت منازل بأكملها. وارتفع عدد من تأكد مقتلهم في جزيرة بوهول والجزر المجاورة لها إلى 93 أول من أمس و151 أمس بعد أن اتضح حجم الكارثة الحقيقي، ولم ترد أي روايات عن عمليات إنقاذ معجزة.

وفي لون، البلدة الساحلية الصغيرة البالغ عدد سكانها نحو 40 ألف نسمة وتبعد 20 كلم عن مركز الزلزال، نبش الناجون الذين أصابتهم الصدمة لهول الواقعة، بأيديهم بين أنقاض منازلهم.

وقال القس توماس بالاكايو لوكالة الصحافة الفرنسية وهو يقف أمام كنيسة لون المدمرة: «نبذل أقصى جهدنا للاحتفاظ بالأمل، ولكن في هذا الوضع اليائس ليس بيدنا أن نفعل شيئا باستثناء الدعوات التي تريح النفس». وأضاف: «أحاول أن أكون قويا، ولكن هذا أمر مريع، ما الذي فعله هؤلاء الأشخاص ليستحقوا ما جرى لهم؟».

ويقول المزارع سيرافين ميغالين إنه رفع بيديه أنقاض منزله بحثا عن حماته وقريب له، موضحا: «كانا على قيد الحياة لكنهما توفيا بعد ثلاث ساعات. لم يكن لدينا أي دعم، ساعدنا جيراننا فقط».

وبعد انهيار الجسور والأضرار التي لحقت بالطرق وانقطاع الكهرباء الذي أضر بالجزيرة التي يسكنها مليون شخص، قالت السلطات إنه من الصعب على الشرطة والحكومة وعمال الإنقاذ الوصول إلى التجمعات السكانية المعزولة.

وفي لون، إحدى الأماكن الأكثر تضررا من الزلزال، تأكد مقتل 42 شخصا، بحسب رئيس شرطة بوهول دينيس أغوستين.

ولكن خلال معظم يوم أمس، كان المشاركون الوحيدون في جهود البحث والإنقاذ هم السكان المحليون والشرطة المحلية، ولم يصل سوى عدد قليل من عمال الإنقاذ بالقارب، ولم تصل أي معدات ثقيلة يمكن أن تخترق الأنقاض.

ويعتقد أن أربعة أشخاص كانوا داخل كنيسة «سيدة النور» في لون عند انهيارها، طبقا للقس بالاكايو. وقال إنهم ما زالوا مفقودين، إلا أن السكان المحليين فقدوا الأمل في العثور عليهم أحياء. وأمام أنقاض الكنيسة جرى نصب مذبح بسيط عليه تمثال وحيد لمريم العذراء، حيث يأتي السكان الباكون ليرسموا على صدورهم شارة الصليب.

ودمر الزلزال أو الحق أضرارا جسيمة بعشر كنائس يعود تاريخ الكثير منها إلى قرون ماضية إبان الاستعمار الإسباني للفلبين، في بوهول وجزيرة سيبو المجاورة.

وأظهر تسجيل فيديو لوكالة الصحافة الفرنسية أمس امرأة عجوزا نجت من انهيار جرس أقدم كنيسة في الفلبين وهي كاتدرائية مينرو دي سانتو نينو (كاتدرائية الطفل المسيح) في جزيرة سيبو. وسجلت معظم الوفيات في بوهول التي تعد أكثر الجزر التي يرتادها السياح في الفلبين نظرا لجمال شواطئها وتلالها وقرود التارسير الصغيرة التي تعيش فيها.

وزار الرئيس بينغنو أكينو بوهول وسيكو للإشراف على جهود الإنقاذ وسعى إلى تطمين الناجين الذين انتابهم الخوف من توابع الزلزال التي تجاوز عددها 800.

وقال أكينو في لقاء بثه التلفزيون مع أعضاء حكومته في تاغبيلاران عاصمة بوهول: «علينا أن لا نخاف من زلزال أقوى من ذلك الذي ضرب يوم الثلاثاء».

وتقع الفلبين على حزام الزلازل في منطقة المحيط الهادي التي تشهد الكثير من الزلازل والبراكين. ووقعت أسوأ كارثة طبيعية في الفلبين في 1976 عندما أدى تسونامي سببه زلزال بقوة 7.9 درجة إلى تدمير خليج مورو في جزيرة مينداناو الجنوبية، وقتل فيه ما بين 5 و8 آلاف شخص، طبقا لتقديرات رسمية.