وزير الخارجية السوداني: علاقتنا مع دول الخليج مستقرة سياسيا واقتصاديا

السلطات تطلق سراح 30 سياسيا.. والمواطنون يتبادلون تهاني حزينة بالعيد

TT

تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في عيد الأضحى كلمتي «عيد شهيد» بدلا عن «عيد سعيد»، في إشارة إلى الذين قتلوا في الاحتجاجات غير المسبوقة ضد الحكومة السودانية التي شهدتها الخرطوم وأماكن عدة في البلاد خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. فيما وصل عدد الذين أطلق سراحهم من قبل السلطات إلى نحو 30 سياسيا وناشطا، في وقت قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي إن علاقة بلاده مع دول الخليج مستقرة سياسيا واقتصاديا.

وقال السودانيون في مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الأول والثاني من أيام عيد الأضحى إنهم لا يشعرون بأي مذاق لهذا العيد بسبب مقتل نحو 250 مواطنا كانوا خرجوا في مظاهرات احتجاجية بسبب القرارات الاقتصادية التي أصدرها الرئيس السوداني عمر البشير في العشرين من سبتمبر الماضي، وصفتها الحكومة نفسها بأنها قاسية. وتحولت المظاهرات من احتجاجات ضد القرارات إلى الدعوة إلى إسقاط نظام البشير بعد مقتل العشرات برصاص الشرطة والأجهزة الأمنية بحسب منظمة «العفو الدولية»، فيما تقول الخرطوم إن مندسين من عناصر من متمردي الجبهة الثورية يقفون وراء عمليات القتل والحرق التي شهدتها الخرطوم ومدن أخرى.

وفي ذات السياق، قال الدكتور صدقي كلبو عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، الذي أطلقت السلطات الأمنية سراحه أول من أمس، إن عدد الذين جرى إطلاق سراحهم حتى الآن يصل إلى نحو 30 شخصا، وأضاف أن الذين أطلق سراحهم كتبوا تعهدات إلى السلطات الأمنية بعدم سب قادة البلاد وألا يخرجوا معلومات ضارة بالبلد. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في تصريحات لوكالة السودان الرسمية للأنباء إن العلاقة بين بلاده ودول الخليج مستقرة سياسيا واقتصاديا، وأضاف أن هناك مساهمات مقدرة من قبل الصناديق العربية في تمويل مشروعات البنى التحتية في السودان، معربا عن شكره وتقديره لما تقوم به دول الخليج من مجهودات في دعم التنمية الاقتصادية في بلاده، فضلا عن مواقفها السياسية الداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية.

وقال مراقبون لـ«الشرق الأوسط» إن تصريحات كرتي تأتي كرد على ما تردد من أنباء عن توتر العلاقات بين الخرطوم وعدد من دول الخليج. وذكر المراقبون أن السودان في فترات ماضية استضاف سفنا حربية إيرانية على سواحله في ميناء بورتسودان؛ وهو ما يعتقد أنه يمثل خطرا على أمن المنطقة برمتها.

من ناحية أخرى، قال كرتي إن علاقات السودان مع دول القارة الأفريقية علاقات واضحة تقوم على تبادل المنافع والمصالح المشتركة، وأضاف أن «السودان لديه سياسة واضحة تجاه أفريقيا تعمل على تعزيز الشراكات سياسيا واقتصاديا»، مشيرا إلى أن بلاده كانت تعاني في السابق من التواصل مع الدول الأفريقية بسبب ما كان يتعرض له من تشويه لصورته في وسائل الإعلام الدولية.